على طرفي نقيض وبمعنويات تختلف من البهجة والإنتشاء الملازم للاعبي المنتخب المغربي بعد استهلالهم الجيد والموفق للشان بانتصار عريض على حساب المرابطون ومنتخب غيني تعرض لانتكاسة كبيرة بخسارته من السودان في مباراة لم يكن خلالها سيئا، بهذا الشكل تظهر أولى صور الجولة الثانية بين منتخب رابح وآخر جريح وخاسر يلعب آخر أوراقه.

فلاش باك

حملت الجولة الأولى خبرا سارا للمنتخب المغربي الذي تمكن من هزم موريتانيا وبإقناع لا يناقش الأمر الذي خوله صدارة المجموعة تنقيطيا وتهديفيا وبمنتهى الإستحقاق مقابلها كانت الصدمة كبيرة للمنتخب الغيني ومدربه بانغورا الذي قال أنه لم يكن يتمنى مواجهة البلد المضيف وفي جعبته نصف نقطة.

رباعية المحلي المغربي مع قليل من الرأفة بالمنتخب الموريتاني في المباراة الإفتتاحية واكبها زخم هجومي كبير وانسيابية ولو مع ما رافقها من رعونة على مستوى استثمار الفرص السانحة، مقابل أداء متوسط للمنتخب الغيني ولو أنه تسيد بعضا من فصول المواجهة أمام المنتخب السوداني.

بـ 3 نقاط ومصير التأهل الذي بالإمكان حسمه من الجولة الثانية في حال تحقيق انتصار ثاني على التوالي و0 نقطة التي قد تعجل بالخروج والمغادرة المبكرة ما لم ينتفض الغينيون أمام صاحب الأرض والعرس وهو ما يحيل على مواجهة شيقة ومثيرة.

مواصلة المسير

كان جمال السلامي واقعيا في تصريحاته بعد هزم موريتانيا حين قال أن قيمة هذا الإنتصار ستتعزز بالفوز في المباراة التالية الأمر الذي سيريحه ويمكنه من مناقشة باقي حلقات هذه المسابقة بكثير من الهدوء والثقة في النفس.

مواصلة المسير ونفس النسق المرتفع الذي أعلنه أمام المرابطون ستصطدم برغبة منتخب غيني مكلوم وخاسر في الجولة الأولى التي فرط فيها أشبال المدرب بانغورا في نقطة كان من الممكن أن تفيدهم كثيرا يوم الحساب.

ولا يملك المنتخب المحلي المغربي الكثير من الخيارات وهو يقبل على هذه المواجهة المهمة، إذ أن رهن التأهل في المباراة الثالثة سيمثل مقامرة غير مأمونة العواقب، لذلك تتأهب الأسود المحلية للفوز الثاني ومن تم حشد البطاقة الأولى عن هذه المجموعة في الجيب وترك التنافس بين البقية لمرافقته لدور الربع.

أي كومندو للموقعة؟

مبدئيا فريق يجهز على منافسه برباعية أكيد لن يتغير ولن تطاله الكثير من الروتوشات وبالتالي يبقى ظهور نفس التركيبة أمام المنتخب الغيني جد متاح ومرجح بشكل كبير ما تحضر مفاجآت على مستوى أفكار المدرب وما لم يقنعه لاعبون آخرون خلال الفترة الفاصلة بين نزال المرابطون ومواجهة السيلي الغيني.

الزنيتي في المرمى وعودة يميق لمتوسط الدفاع لمرافقة زميله بالرجاء بانون وحضور لاعب رجاوي ثالث في الرواق الأيسر وهو عبد الجليل جبيرة مع ناهيري من الوداد وخط وسط مؤلف من لاعبي ارتكاز وهما برحمة والسعيدي مع إمكانية ظهور الكرتي هذه المرة بجانب الحافيظي والحداد وهنا خط الهجوم سيشهد تنافسا حارقا بين الكعبي المقنع بثنائية في أول ظهور وبين بن شرقي الذي استثمر الدقائق التي لعبها في النزال الأول على نحو مثالي ورائع ويرغب في أن يبدأ المباراة الثانية.

ومهما يكن فإن المعطى الإيجابي بالنسبة للمدرب السلامي هو أنه يملك الكثير من الخيارات البشرية التي بإمكانها أن تدفعه للتنويع والتدوير لربح أكبر قدر من التنافسية لجميع لاعبي القائمة وأيضا لتجهيزهم للمواعيد المقبلة.

البقاء بالدار البيضاء

أطماع المنتخب المحلي أكبر بكثير من مجرد الفوز في مباراة أو مبارتين، بل تمتد لغاية التتويج باللقب والمراهنة على الإبقاء على التاج القاري للمحليين هنا بالقواعد.

هذا الرهان يفرض فرضا اكتساح كل المنتخبات التي ستواجهه حتى ولو حضرت في صورة منتخب غيني لا يرغب في توديع مبكر للمسابقة لأن الخسارة الثانية تواليا تحكم على الغينيين بالخروج الحتمي والوشيك ما لم تحضر معجزة.

كما أن الإنتصار يمهد لصدارة المجموعة ومعها البقاء بالدار البيضاء وعدم التنقل لملعب آخر في الدور المقبل وهو ما أكد عليه جمال السلامي في الندوة الصحفية ونقله للاعبيه.

وفي مطلق الأحوال ستكون المواجهة الثانية مختلفة في الشكل والمضمون عن مواجهة المنتخب الموريتاني لما أظهره الغينيون ولو مع تجرعهم مرارة الهزيمة من المنتخب السوداني من قدرة على امتلاك الكرة وجرأة على الإنطلاق هجوميا.

كما تكبر مصاعب النزال كونها قد تستنزف الكثير من الجهد و من طاقة العناصر والأسود المحلية التي سيكون عليها بذل الكثير من العرق لإلحاق ثاني هزيمة بالسيلي والحكم عليه بالإقصاء مقابل وضع الصدارة وورقة الربع في الجيب.

البرنامج

الأربعاء 17 يناير 2018

(المجموعة 1)

الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س16و30د: المغرب ـ غينيا