برغم ما نبديه من تقدير لاحترافية الإعلام الإسباني، إلا أنه لا يمكن أن تسقط نظرية المؤامرة وانعدام الصدقية في التعامل مع بعض القضايا، إلى الحد الذي يورط هذا الإعلام في تناقضات صارخة.
كمثال على ذلك الإنقلاب الغريب الذي حدث في موقف الصحافة الإسبانية، بعضها أو كلها لا يهم، على النجوم المغاربة وبخاصة الشاب الواعد أشرف حكيمي ظهير ريال مدريد والأسد الجسور نورالدين أمرابط لاعب ليغانيس، فبعد أن كالت الصحافة الإسبانية لهما المديح باتت هذه الأيام تصوب لهما الكثير من عيارات النقد.
الصحافة الإسبانية قالت ذات وقت أن المستويات الرائعة التي يقدمها أشرف حكيمي في المرات التي لعب فيها أساسيا أو دخل حتى احتياطيا، تبرر شجاعة زيدان في الإعتماد على حكيمي بديلا لكاربخال بعد الإستغناء على البرازيلي دانيللو، إلا أنها بدأت تشن منذ أيام حملات مسعورة على هذا الشاب الرائع، فمن يقول أن حكيمي لا يستحق التواجد مع فريق بقيمة ريال مدريد، برغم أن حكيمي لا يتحمل أبدا وزر المستويات الهابطة للريال في الآونة الأخيرة، ومن يقول أن حكيمي سيكون أول اللاعبين الدين سيوضعون في لائحة الإنتقالات الصيفية، والحال أن ريال مدريد تأثر أكثر بالنزول الحاد في مستويات لاعبين من أمثال رونالدو وبنزيمة وكاسيميرو وكروس وحتى كاربخال.
ومع التحامل الكبير على لاعب في عمر الزهور، فإن الصحافة الإسبانية تشن نفس الهجوم على نورالدين أمرابط لاعب ليغانيس وتعتبره صفقة خاسرة وتحاول دائما النيل من معنوياته.
ونفهم أن الإعلام الإسباني حر في تقييمه لأداء اللاعبين، إلا أن ما يثير الشك والريبة هو أن هذا الإعلام يقصد أحيانا أن يهاجم لاعبين سيكونون خصوما خلال الصيف القادم خلال نهائيات كأس العالم.
وإذا ما عرفنا أن ما لا يقل عن سبعة لاعبين مغاربة يتواجدون بالليغا الإسبانية، وأكثرهم مرشح للعب المونديال، فإنه من الضروري التزام كامل الحذر في التعامل مع الأخبار والتقييمات التي يروجها الإعلام الإسباني عن اللاعبين المغاربة، أن نحذر نشر السموم التي ينفثها هذا الإعلام.