عبر جمال السلامي مدرب المنتخب الوطني المحلي عن سعادته عقب تصدر أسود البطولة لمجموعتهم ومواصلة المنافسة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بمركب محمد الخامس، كاشفا بأن العناصر الوطنية جد متحمسة من أجل المنافسة على لقب «الشان» الذي يتطلب المزيد من التضحيات.
السلامي عاد بالتفصيل للحديث عن نجاحه في المحطة الأولى من دور المجموعات، وعرج على مطالبته لعناصره برفع درجة التركيز ونسيان كل مايثار حول العروض، من أجل تحقيق الهدف الذي يسعى من وراء أسود البطولة والمتمثل بالأساس في الإبقاء على الكأس بالمغرب.

ــ المنتخب: مع تأهل المنتخب الوطني المحلي للدور الثاني في نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، كيف يقرأ السلامي الصورة التي ظهرت بها العناصر الوطنية في دور المجموعات؟ 
السلامي: أظن بأننا حققنا الأهم والهدف الأول الذي إشتغلنا من أجله لمدة طويلة، والمتمثل بالأساس في العبور للدور الثاني، أكيد أن الصورة التي ظهرنا عليها أمام كل من موريتانيا، غينيا والسودان مشجعة لنا كطاقم تقني، لكن يجب أن نواصل العمل من أجل تقديم أداء أفضل وبلوغ نتائج ترضي الجمهور المغربي.
عموما الأمور تسير بشكل عادي ليس هناك أي ضغط يعيشه اللاعبون بعد تخطي الدور الأول، وبطولة إفريقيا للاعبين المحليين ستكون فرصة للاعبي البطولة من أجل إظهار قدرتهم على المنافسة على لقب «الشان»، الذي نطمح له منذ مدة طويلة.

ــ المنتخب: بعد إنطلاق المنافسة وفي ظل تواجد العديد من الوكلاء الأجانب بالمغرب راج الحديث عن إهتمام بعض الأندية بلاعبي المنتخب المغربي وهو ماقد يفقدهم تركيزهم مع المنتخب أليس كذلك؟
السلامي: لا يكمنني  الوقوف في وجه  اللاعبين للإحتراف خارج المغرب لكن المتعارف عليه والتقاليد تقول بأن اللاعبين محسوبون حاليا على المنتخب المغربي وليس على أنديتهم وليس من حق أي منهم أن يخرج عن المعسكر أو الحديث عن العروض أو شغل نفسه بها، لأن ذلك قد يؤثر على تركيزه داخل المجموعة.
العناصر التي أصبحنا نضع فيها الثقة لم  تخيب أملنا وأثبتت حضورها القوي  رفقتنا، وأتمنى صادقا أن نواصل تقديم أفضل أداء في الأدوار المقبلة التي ستزداد صعوبة، فدور الربع مثلا كما باقي الأدوار الخطأ فيه ممنوع عكس دور المجموعات الذي بإمكانه أن تتدارك فيه مجموعة من الأمور.

ــ المنتخب: الإصابات ظلت شبح يقلقك في كثير من المناسبات ومع إصابة الحافيظي ومعه السعيدي  وقبلهما يميق وبانون، أكيد أنك توضع تحت الضغط في حال غياب بعض العناصر الأساسية؟
السلامي: بطبيعة الحال هذا هو الأمر الذي أفكر فيه، فمع عودة بعض العناصر التي أعتمد عليها للتنافسية تسير الأمور بشكل جيد، أتمنى أن لايتعرض أي من اللاعبين للإصابة، لنكون في أتم الجاهزية دون أن نجد أنفسنا نضع خططا بديلة لتجاوز بعض المشاكل.
الإصابات شبح يقلق كل مدرب ومع إصابة الحافيظي وجدنا أنفسنا مجبرين على وضع تصور ننجح من خلاله دون التأثر بغياب اللاعب، والحمد لله كما تابع الجميع فحتى العناصر التي لم تدخل خلال المبارتين الأولى والثانية ضد موريتانيا وغينيا، قدمت أوراق إعتمادها ضد السودان رغم قوة الأخير. 

ــ المنتخب: جماهير الرجاء والوداد رفعوا دعوة لمقاطعة مباريات المنتخب المغربي في الشان بمركب محمد الخامس، كيف تعلق على هذا الأمر؟
السلامي: عكس كل ما أشيع في فترات سابقة لمقاطعة المنتخب المغربي، فالجماهير حضرت بقوة لمركب محمد الخامس وساندت العناصر الوطنية.

ــ المنتخب: المحلي وجد مساندة من مختلف المغاربة بمن فيهم جمهور الدار البيضاء الذي كان دوما خير سند للمنتخبات المغربية التي سبق لها خوض منافسات قارية في مركب محمد الخامس، كما كان الشأن مع الوداد في عصبة الأبطال الإفريقية وكذلك الرجاء البيضاوي.
صراحة لم أشغل  بالي بأي مقاطعة للمنتخب المغربي في فترة سابقة وكنت متأكد من المساندة التي سيخص بها الجمهور المغربي منتخبه الوطني الذي بات في حاجة للدعم، لدفع اللاعبين وتحفيزهم لتحقيق نتائج إيجابية أفضل من تلك التي تحققت في دور المجموعات.

ــ المنتخب: على شاكلة المنتخب الأول  خضتم تداريبكم في ملحق مركب الأمير مولاي عبد الله،قبل التنقل للتدريب في الدار البيضاء ليلة المباريات التي تخوضونها، هل من تعليق في هذا الباب؟
السلامي: أظن بأن لاعبي المنتخب المحلي إستأنسوا بخوض تداريبهم بملحق مركب الأمير مولاي عبد الله كما كان في مرات عديدة، لذلك حرصنا  على عدم إخراج عناصرنا من المكان الذي تعودت على التحضير فيه، أتمنى صراحة أن يكون التوفيق في صالح المنتخب المغربي في المباريات المقبلة، للبلوغ الهدف الذي نشتغل من أجله والمتجلي في إبقاء الكأس بالمغرب.

ــ المنتخب: بعد خوض دور المجموعات وتحقيق نتائج إيجابية، هل تظن بأن نيل لقب «الشان» يعتبر أمرا سهل المنال؟
السلامي: بكل تأكيد نطمح لتحقيق اللقب، الأمور لن تكون سهلة كما قد يدعي البعض، فسنواجه منتخبات قوية، تفوقت خلال دور المجموعات وأظهرت نضجا تكتيكيا في المستوى.
عموما أظن بأن التحضيرات الجدية التي خضناها طيلة العام الماضي ساعدتنا كثيرا لبلوغ الأهداف التي نشتغل من أجلها، وكذا دخولنا القوي في دور المجموعات، كلها أمور حفزتنا لمواصلة  باقي المشوار .

ــ المنتخب : تصدر المجموعة مكن المنتخب المغربي من البقاء في الدار البيضاء، ومواصلة المشوار بمركب محمد الخامس، لحد الأن الأمور كلها تسير لفائدة أسود البطولة، أليس كذلك؟
 السلامي: بطبيعة الحال من الجيد أن نواصل اللعب في مركب محمد الخامس لأن العناصر الوطنية تعودت على خوض مبارياتها داخله، حيث تجد كامل الدعم من الجمهور الذي يضغط على المنافسين، ويحفز لاعبي المنتخب المغربي لتقديم أفضل مايتوفرون عليه من إمكانيات.
البقاء في الدار البيضاء سيجعلنا دوما أقرب كذلك من مركز تداريبنا الذي إعتدنا على التحضير فيه، يعني الأمور كما ذكرت تسير بشكل إيجابي لصالحنا، لذلك يجب أن نستثمر كل الأمور لصالحنا من أجل مواصلة تقديم أفضل أداء، والعبور إلى دور نصف النهاية الذي أصبحنا نضعه كهدف.

ــ المنتخب: بعد تجاوز دور المجموعات، كيف تواصلون تداريبكم، وهل أجريتم عليها بعض التغييرات بالمقارنة مع فترة التحضيرات للنهائيات؟
السلامي: نواصل تداريبنا بشكل عادي ولم نقم بالعديد من التغييرات بغض النظر عن الرفع من الإيقاع بعدما دخلنا المنافسة، وبخصوص طريقة الإشتغال لم تختلف كثيرا عن ماسبق، نركز دوما على كل الجوانب التي تهم التكتيك وكذا الجزئيات التقنية، والأهم من كل هذا أن التحضيرات تسير بشكل جيد وفي أجواء رائعة، يسودها الإحترام بين اللاعبين فيما بينهم، وكذا في علاقتهم مع كل الأطر التقنية والطبية والإدارية.

ــ المنتخب: مواجهة المنتخب السوداني لم تشهد نفس الأداء الذي قدمه المنتخب المغربي أمام موريتانيا وغينيا، ما السر وراء ذلك؟
السلامي: ليس هناك أي سر، أظن بأن تغيير العديد من اللاعبين في إطار السماح لعناصر جديدة باللعب كان له تأثير على المنتخب المغربي، لكن أفادنا بشكل كبير، فقد أرحنا بعض اللاعبين ووقفنا على مستوى أخرين.

ــ المنتخب: خلال الدور الأول تألق المهاجم أيوب الكعبي بأهدافه الحاسمة، كيف تعلق على المردود الذي قدمه هذا اللاعب؟
السلامي: قبل الحديث عن المرود الذي قدمه أيوب الكعبي والأهداف الحاسمة التي سجلها، لا بد من الإشارة بأن إستدعاء هذا اللاعب رافقته دوما في البداية بعض الإنتقادات، كونه كان يلعب معنا عندما كان يجاور فريقه الراسينغ البيضاوي في القسم الثاني، قبل لحاقه بنهضة بركان، وأظن أن اللاعب أجاب الجميع كونه كان يتسحق حضوره دوما مع المحليين.
أتمنى صادقا أن يواصل الكعبي البصم على ذات المستوى الذي ظهر عليه في دور المجموعات، ويتوهج في دور الربع أيضا لتأكيد علو كعبه شأنه في ذلك شان جميع اللاعبين الذين نجحوا في لفت الأنظار خلال المباريات الثلاثة عن دور المجموعات.

ــ المنتخب: رغم الإنتقادات التي رافقت دعوتك لبعض اللاعبين، إلا أن توالي المباريات أظهر أن الإنسجام الذي كنت تبحث عنها بدأ يظهر شيئا فشيئا، أكيد أنك مقتنع بالعمل الذي تقوم به؟
السلامي: كما أقول دوما من الصعب أن تجد  الإجماع  على اللاعبين الذين تختارهم، ومن الطبيعي أن يقول كل فرد بأن هذا اللاعب أو ذاك يستحق التواجد مع المنتخب المغربي.
الحمد لله أن العديد من الأشخاص قد يغيرون نظرتهم  نحو بعض العناصر مع روح المجموعة التي ظهرت والتي كانت حاسمة في تصدرنا وتحقيقنا لإنتصارين وتعادل.

ــ المنتخب: بكل تأكيد المغرب كان الأقرب للفوز أيضا على السودان لولا تضييع أشرف بنشرقي لضربة جزاء؟
السلامي: بطبيعة الحال كنا الاقرب للفوز، بعدما سيطرنا كثيرا على مجريات المباراة دون أن نتمكن من التسجيل، فقد أضاع بنشرقي ضربة جزاء وهذا أمر لا ألومه عليه كثيرا لأنه عائد للتو من الإصابة، فقبل بداية المنافسة لم نكن متأكدين من خوضه نهائيات «الشـان» رفقتنا قبل أن نال الضوء الأخضر من الطاقم الطبي من أجل إستدعائه كونه سيكون جاهزا إبتداءا من دور المجموعات.

ــ المنتخب: حضور الناخب الوطني رونار أكيد أنه يحفز اللاعبين المحليين لتقديم أفضل أداء؟
السلامي: بطبيعة الحال اللاعبون يتحمسون دوما بحضور الطاقم التقني للمنتخب الأول لمتابعة المباريات، وبغض النظر عن كل هذا فمن خلال حديثي دوما مع اللاعبين أؤكد لهم بأن المنتخب المحلي قاطرة من أجل بلوغ المنتخب الأول والإجتهاد داخله سيعود على اللاعب بالنفع، والحمد  لله أن هناك العديد من العناصر التي تمكنت في ظرف وجيز من صعود السلم بنجاح، واللعب مع رونار بعدما كانت ضمن المنتخب المحلي.

ــ المنتخب: لماذا فضلتم إجراء التداريب  في ملحق مركب الأمير مولاي عبد الله على المركز الوطني لكرة القدم بالمعمورة الذي توفر جامعة الكرة داخله كل سبل الراحة؟
السلامي: البعد هو الذي جعلنا لا نختار مركز المعمورة، هذا كل مافي الأمر، ناهيك عن تعود اللاعبين على المكان الذي نجري فيه التداريب ولا نريد أن نخرجهم من المكان الذي تعودوا عليه.
ملحق الأمير مولاي عبد الله قريب شيئا ما من مقر إقامتنا بالصخيرات،واللاعبون اصبحوا يجدون داخله راحة كبيرة في التحضير للمباريات والتركيز العالي لمواجهة مختلف الخصوم.

ــ المنتخب: خوض مباراة ربع النهاية لغاية يوم السبت، أكيد أنه سيكون لصالح العناصر الوطنية من أجل الإرتياح أكثر والتحضير في ظروف جيدة؟
السلامي :بكل تأكيد سنرتاح كثيرا بعض ضغط  مباريات دور المجموعات، ناهيك عن خوض غالبية عناصرنا لمباريات كثيرة رفقة أنديتها، فكما يعرف الجميع اللاعب المحلي المغربي غير متعود على لعب أكثر من مباراة في الأسبوع، والحمد لله بفضل العمل الجاد الذي يقوم به المعد البدني صلاح الدين  لحلو أظن أننا نسير في الإتجاه الصحيح.