كيف يمكن أن يمر ما يفعله أيوب الكعبي بمشاعر الناس وبالأرقام أيضا وهو الذي أصبح الهداف التاريخي للشان، من دون أن يحرك أقلام الصحفيين الراصدين لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ومن دون أن يجلب إليه أضواء الأندية ووكلاء الأعمال الباحثين في مثل هذه البطولات عن العصافير النادرة أو لنقل عن الدجاجات التي تبيض ذهبا.
وهو يخرج أمس الأربعاء في زفة رائعة وقد سمح بهدفيه الرائعين في مرمى فرسان المتوسط، لأسود البطولة بعبور حاجز الدور نصف النهائي والتأهل لأول مرة في تاريخ مشاركات كرة القدم الوطنية في نهائيات "الشان"، تحول أيوب الكعبي إلى منقذ وأيضا إلى بطل، بل أصبح حديث الإعلام الدولي قبل الإفريقي، كيف لا وقد تمكن من توقيع 8 أهداف في 5 مباريات ليصبح الهداف التاريخي للشان متجاوزا بثلاثة أهداف الزامبي غيفن سينغولما الذي توج هدافا للنسخة الأولى سنة 2009. 
قبل ساعات كتب الزميل فرانك سيمون الإعلامي بمجلة "فرانس فوتبول" الشهيرة والمعروف برصده الإحترافي لكل صغيرة وكبيرة عن كرة القدم الإفريقية، مقالة جميلة بعنوان "الكعبي.. 8 الكبير"
ذكر فيها بالمسار الخرافي للغوليادور الجديد، فقد كان الكعبي في الصيف الماضي مجرد لاعب مغمور بالبطولة الإحترافية الثانية، قاد ناديه الراسينغ البيضاوي للصعود إلى البطولة الإحترافية الأولى موقعا 25 هدفا.
وبينما قوي الصراع عليه بين القطبين الوداد والرجاء، سلك الكعبي طريقا آخر بالإنضمام إلى النهضة البركانية فريق رئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع.
وواصل سيمون بما معناه: "اللاعب الذي دخل الشان مغمورا سيصبح النجم المطلق له، كيف لا وهو من سجل 8 أهداف حتى الآن باختلاف الطرق من تسديد بالرأس إلى غمز للكرة، حتى أن الزمالك المصري عرض 3 ملايين دولار لجلبه وكذلك فعلت الأندية السعودية التي فتحت خزائنها لتغري اللاعب بالإنضمام إليها".
ويضيف سيمون:
"هل سيكون الكعبي هو جوكر منتخب المغرب ومدربه رونار في المونديال القادم؟
كل شيء في أيوب ينطق بمهاراته وأيضا بسقف أحلامه، فما مرت مباراة من مباريات المنتخب المحلي المغربي في هذا الشان إلا ووضع فيها الكعبي بصمته، وقد كان رونار راصدا لكل ذلك من الزاوية البعيدة الي اختارها لمشاهدة هؤلاء المحليين وهو الذي ما فتئ يمنح الفرصة للاعبين الشباب لإظهار مؤهلاتهم.
ما من شك أن الفارق كبير جدا بين الشان والمونديال، إلا أن ما قدمه الكعبي حتى الآن في هذه البطولة التي أصبح، حتى قبل أن تنتهي هدافها التاريخي وفارسها الكبير، يشفع له بأن ينال فرصته في الوديتين القادمتين لمنتخب المغرب يومي 23 و27 مارس القادم أمام صربيا وأوزبكستان، لعله يقتنص مكانة أساسية في مونديال الأحلام، ولحظتها سيكون الكعبي قد عاش تحولا في مساره الكروي.. ولا في الأحلام".