دعا رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الالماني طوماس باخ الأحد، الى إصلاحات في محكمة التحكيم الرياضي، وذلك في أعقاب قرارها إلغاء عقوبة الايقاف مدى الحياة عن 28 رياضيا روسيا، والتي فرضتها الأولمبية الدولية على خلفية فضيحة المنشطات.

وقال باخ في مؤتمر صحافي في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية، والتي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بدءا من التاسع من فبراير الحالي، ان قرار المحكمة كان "مخيبا جدا ومفاجئا".

أضاف "لم نكن لنتوقع ذلك أبدا"، في إشارة الى قرار المحكمة التي تتخذ من مدينة لوزان السويسرية مقرا، إلغاء عقوبة الايقاف مدى الحياة عن 28 رياضيا روسيا، كانوا من ضمن 43 رياضيا فرضت عليهم الأولمبية الدولية هذه العقوبة على خلفية فضيحة التنشط الممنهج برعاية الدولة الروسية.

وفي مؤتمره اليوم، قال باخ ان قرار المحكمة يظهر حاجتها الى "إصلاح هيكليتها"، مضيفا "لم نكن نتوقع هذا القرار (...) بحثنا طويلا في هذا الوضع خلال اجتماع اللجنة التنفيذية أمس واليوم".

وأوضح ان حديثه عن الاصلاح "يعني بالتحديد ان على محكمة التحكيم الرياضي ان تغير من هيكليتها بطريقة تجعلها قادرة على ان تدير بطريقة أفضل نوعية وتناسق اختصاصها القضائي".

وفي تعليق على هذه التصريحات، قال الأمين العام للمحكمة ماتيو ريب لوكالة فرانس برس ان المحكمة ستدرسها قبل التعليق عليها.

وأوضح "قبل اتخاذ أي موقف، علينا أولا ان نطلب ايضاحات من اللجنة الأولمبية الدولية حول طبيعة الاصلاحات التي ذكرها رئيسها اليوم، بما يتعدى خيبة الأمل المرتبطة بالعقوبات بشأن الرياضيين الروس".

ومن أصل الرياضيين الـ 43 الذين عاقبتهم الأولمبية الدولية، تقدم 42 منهم باستئناف الى محكمة التحكيم التي قررت الخميس رفع الايقاف بالكامل عن 28 منهم لعدم وجود "أدلة كافية" على افادتهم من نظام التنشط، ورفع الايقاف جزئيا عن 11 آخرين بإلغاء عقوبة الايقاف مدى الحياة والابقاء على منعهم من المشاركة في الأولمبياد المقبل فقط، أي دورة بيونغ تشانغ التي تستمر حتى 25 فبراير.

ولم تتخذ المحكمة بعد قرارا بشأن الرياضيين الثلاثة الباقين.

وأكد باخ الأحد ان مسؤولي اللجنة الأولمبية طلبوا من المحكمة ايضاحات بشأن قرارها، أكثر من البيان الصحافي الذي أصدرته الخميس، الا ان رد المحكمة كان بوجوب انتظار النص الكامل في نهاية فبراير.

واعتبر باخ ان المبررات التي قدمتها المحكمة حتى الآن بشأن قرارها "غير مرضية بالنظر الى خطورة القضايا".

وفي حين شددت اللجنة الأولمبية بعيد القرار على ان رفع العقوبة لا يضمن تلقائيا حق المشاركة في دورة بيونغ تشانغ، أشارت السبت الى ان 13 رياضيين ومدربين اثنين سيكونون من المؤهلين للمشاركة في بيونغ تشانغ، بعد اعتزال 13 من الرياضيين الـ 28 مزاولة الرياضة.

وأكدت اللجنة الأولمبية انها ستدرس ملفات المؤهلين لاتخاذ قرار بشأن من منهم سيسمح له فعليا بالمشاركة في دورة الألعاب الشتوية.

وتعاني الرياضة الروسية منذ عامين من فضيحة كشف نظام تنشط ممنهج برعاية الدولة، طال على وجه الخصوص دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 التي استضافتها في مدينة سوتشي. وبين نونبر ودجنبر الماضي، أصدرت الأولمبية الدولية عقوبات إيقاف مدى الحياة بحق 43 رياضيا على خلفية استفادتهم من هذا النظام.

وأدت فضيحة التنشط التي تهز الرياضة الروسية والعالمية، الى منع الرياضيين الروس من المشاركة في منافسات عالمية أبرزها أولمبياد 2016 الصيفي في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. كما قررت الأولمبية الدولية منع مشاركة الرياضيين الروس في أولمبياد 2018، باستثناء 169 رياضيا ثبتت "نظافتهم" من المنشطات، على ان يشاركوا تحت راية محايدة.