في حوار شامل وجامع، تحدث المدير التقني الوطني السيد ناصر لاركيط عن السياسة العامة التي رسمها قبل أربع سنوات عندما تعاقدت معه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ما تحقق منها وما لم يتحقق، ثم ورش المنتخبات الوطنية التي بدأت تتلمس العودة القوية للواجهة الإفريقية بعد التتويج بلقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين وقبل ذلك التتويج بالميدالية الذهبية في الألعاب الفرنكفونية ورسم هيكلة جديدة للإدارة التقنية الوطنية ومعها العصب الجهوية.
فيما يلي الجزء الأول لنص الحوار:

ــ المنتخب: توج المنتخب الوطني للمحليين بلقب بطولة «الشان» وكان هذا الورش واحدا من أوراش الإدارة التقنية الوطنية، وجاء ذلك على لسان المدرب جمال السلامي عندما هنأكم بهذا الإنجاز، كيف رسمتم هذه الإستراتيجية؟
لاركيط: بداية لا بد من أن أبادل المدرب جمال السلامي على هذا الشعور النبيل وأقول بأن الإنجاز الذي حققه المنتخب المحلي بتتويجه بلقب «الشان» جاء عن طريق عمل جماعي لفريق عمل متكامل بداية من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد فوزي لقجع والمدربين المحيطين بنا، وبالعودة للإستراتيجية التي تحدثت عنها فإنني أود أن أوضح بعض الأمور منها أنه لا يمكن الحكم على الماضي بأنه لم يكن في المستوى، فخلال الموسم الأول قمنا بعملية تقييمية للوضع الكروي ببلادنا مع تدوين الملاحظات الضرورية، وهنا أقول بأنه كان هناك عمل إيجابي تم العمل به في السابق، مع وجود بعض السلبيات، والأمر ينطبق أيضا على المرحلة الحالية، بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نجزم اليوم ونحن نتوج بالشان ونقول أن الأمور بخير، لذلك علينا أن نصلح الإختلالات لنكون أفضل، للأسف نحن في المغرب نتوفر على لاعبين من المستوى العالي يتوفرون على مؤهلات تقنية جيدة لكنهم يفتقدون للتجربة الإفريقية، لذلك قررنا عندما ترأس السيد فوزي لقجع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم  وقدوم الناخب الوطني هيرفي رونار للإشراف على تدريب المنتخب الوطني أن نعطي للمنتخب المحلي أهمية كبيرة، لأنه لايمكن أن يخوض هذا المنتخب ثلاث مباريات في العام، وعندما يحين إقتراب موعد "الشان" تكون هناك زحمة في التحضير، فكان القرار بعد الإجماع أن يكون المنتخب المحلي خزانا للمنتخب الأول، حتى يتمكن الناخب الوطني هيرفي رونار من متابعتهم وتمكينهم من حمل القميص الوطني، وفعلا عملت الجامعة على التعامل مع المحليين بنفس المعاملة التي يحظى بها المنتخب الأول، ولعلكم لاحظتم أننا برمجنا المعسكرات في نفس تواريخ الفيفا، وقررنا مع الناخب الوطني أن يخوض المحليون مبارتين ضد منتخبات إفريقية حتى يتمكن اللاعبون من الإحتكاك مع اللاعبين الأفارقة، وقد وصل عدد المباريات الودية 16 مباراة، إذن هذه هي الإستراتيجية التي وضعناها والتي نجحنا فيها، وما يؤكد هذا النجاح هو الإنسجام الكبير الذي حصل بين جمال السلامي مدرب المنتخب المحلي والناخب الوطني هيرفي رونار، بالإضافة إلى الإشتغال الجماعي بهدف موحد، ما أكسب اللاعبين تجربة كبيرة بعد أن واجهنا مالي وغينيا بوركينا فاسو، الطوغو، فلسطين والأردن.

ADVERTISEMENTS

ــ المنتخب: هل هذه المباريات الودية والإهتمام الكبير للجامعة مكن المنتخب المحلي من دخول "الشان" بدون مركب نقص؟
لاركيط: بكل تأكيد هذه المباريات الودية مكنت اللاعبين من أن يكونوا في كامل الجاهزية في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ولعلكم لاحظتم كيف أجرى المنتخب الوطني مبارياته، كما أنكم لاحظتم برغم أن المنتخب كان يشهد بعض المتغيرات على مستوى التركيبة البشرية إلا أنه حافظ على الثوابت منهم الحافيظي، بانون، ياميق، بولهرود، والتتويج بـ "الشان" لم يأت بالصدفة بل بالعمل الكبير وبالإلتحام الذي ميز كل مكونات المنتخب المحلي، صحيح في بعض الأحيان نختلف لكن في إطار المصلحة العامة، وهنا أشير إلى مسألة مهمة وهي أن المنتخب المحلي كان الناخب الوطني هيرفي رونار هو المسؤول عنه، ولكن عندما لاحظ أن السلامي ظل يشتغل معه لمدة سنة ونصف تم الإتفاق مع رئيس الجامعة أن يواصل السلامي عمله برفقة طاقم تقني متكامل من مدرب مساعد ومعد بدني ومدرب الحراس ومكلف بالأمتعة، والمكلف بالفيديو، وجميع هؤلاء إنصهروا كعائلة وهيرفي رونار المراقب، لذلك خلاصة القول في هذا "الشان" هو أن الفضل الكبير في هذا الإنجاز هو رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد فوزي لقجع الذي وضع أمامنا جميع الإمكانيات المادية واللوجيستيكية، ثم الناخب الوطني وجمال السلامي واللاعبين والطاقم المساعد له.

ــ المنتخب: نتذكر معك السيد ناصر لاركيط عندما تعاقدت مع الجامعة سطرتم برنامجا محددا، مع الأسف الأمور لم تنطلق بشكل جيد، ما هي العراقيل التي واجهتكم دون النجاح في الأشهر الأولى؟
لاركيط: شكرا جزيلا على هذا السؤال المهم وسأكون معك صريحا، مع الأسف ما يقارب 14 سنة لم نشتغل بالشكل المطلوب على مستوى الإدارة التقنية الوطنية، وأعني بذلك الهيكلة وتكوين المنتخبات، صحيح كانت محاولات في هذا الصدد، إلا أن الإتجاه كان يصب فقط على المنتخب الأول، الذي إذا كان يحقق نتائج جيدة فالأمور تكون جيدة وإذا حصل العكس نقول الكرة في أزمة، مع الأسف لم نشتغل على مستوى المنتخبات الوطنية، وحتى العصب الجهوية لم يكن لديها برنامج موحد، وهنا لا أنكر بأنه كانت بعض العصب نشيطة، وكان هناك تكوين عادي للمدربين، لذلك إرتأينا أن يكون هناك تكوين على أعلى مستوى، علما أن عددا من المدربين تحصلوا على رخصة «كاف» بالمعادلة وليس بالتكوين، لذلك أقول بأن المدرب الذي يتوفر على تجربة متوسطة ويستفيد من هذه الرخصة بدون تكوين سيكون محدودا، لذلك قررنا عام 2014 توقيف الدبلومات مقابل المعادلة، وإنطلقنا في التكوين، والحمد لله نتوفر اليوم على كفاءات مهمة، ساهمت في مبدئيا في تطوير المنتوج الكروي، بالإضافة إلى أننا كوننا منتخب أقل من 13 سنة من العصب، وهذا هو العمل الحقيقي للعصب، ثم المنتخب الفرنكفوني الذي توج بالذهب بكوت ديفوار، بعد التتويج مع حسن بنعبيشة، بدون أن ننسى المشروع الذي سطرناه مع رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع وهو الإشتغال مع أندية البطولة الإحترافية من خلال دعمها بمدير تقني ومعد بدني على مستوى مراكز التكوين، والأهم في هذه المنظومة هو إستمرارية العمل مع المدربين رغم إقصائنا من العديد من المنافسات، ويتعلق الأمر بكل من مارك فوت، ومصطفى مديح، مع العلم أننا في السابق كلما وقع هناك إخفاق يتم الإنفصال عن المدرب، لذلك سيستمر العمل وأكيد ستأتي النتائج، لكن ذلك يتطلب بعض الوقت كذلك الشأن بالنسبة لكرة القدم النسوية، كما أنني أشيد هنا الدور الكبير الذي تقوم به عصبة الغرب، عصبة سوس ماسة درعة، عصبة الدارالبيضاء وعصبة الشمال لكون هذه العصب تبرمج بطولة للأطفال الصغار وتهتم بالقاعدة.
(يتبع)