أثار تولي الفرنسي هيرفي رونار تدريب المنتخب المغربي انقساما بعد إنهاء التعاقد مع المدرب المحلي بادو الزاكي بعد تقارير تقنية أعدتها إدارة الجامعة .

وعلى الرغم من أن نتائج الزاكي، الذي خسر مع المغرب في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2004 أمام تونس، لم تكن سيئة إذ قاد الفريق للدور الأخير في تصفيات كأس العالم بالإضافة إلى الانتصار في أول مباراتين في تصفيات كأس الأمم 2017 جاء قرار إنهاء التعاقد بالتراضي والتعاقد مع رونار الذي كان يطمح لتولي المسؤولية منذ فترة أبعد.

وكانت بداية رينارد جيدة على مستوى النتائج إذ قاد المغرب لكأس الأمم بعد تصدر المجموعة السادسة التي ضمت الرأس الأخضر وليبيا وساو طومي وبرنسيبي لكن الأداء لم يكن مقنعا مما عرضه لانتقادات من الجماهير حول اختياراته للاعبين.

لكن المدرب الفرنسي الفائز بكأس الأمم في 2012 و2015 مع زامبيا وكوت ديفوار على الترتيب تمسك باختياراته ومنها عدم ضم حكيم زياش، لاعب أجاكس الهولندي والذي فضل اللعب مع المغرب عن هولندا التي يحمل جنسيتها، في كأس الأمم 2017.

وبرر رونار عدم ضم العديد من اللاعبين البارزين في ذلك الوقت مثل سفيان بوفال ونور الدين امرابط بكثرة إصاباتهم التي أبعدتهم عن المباريات.

وقاد رونار المغرب لتجاوز الدور الأول بكأس الأمم للمرة الأولى منذ 2004، لكنه تعرض لهزيمة نادرة في دور الربع 1-صفر أمام مصر التي خسرت في النهائي بعد ذلك.

وحاول رونار الرحيل عن تدريب المغرب بعد المسابقة الافريقية لكن فوزي لقجع رئيس الجامعة أقنعه بالاستمرار مع تغيير عقده ليكون مدربا للمنتخب الأول ومشرفا على منتخبي المحليين والأولمبي مع تمديد العقد حتى 2022.

وجاءت بداية تصفيات كأس العالم على عكس المراد، إذ اكتفى بالتعادل في أول مباراتين مع الغابون ثم كوت ديفوار وزادت علاقة المدرب الفرنسي سوء مع وسائل الإعلام ورفضه مطالب ضم زياش ودفاعه عن يونس بلهندة ونبيل درار الذي دخل في مشاجرة مع الجماهير على هامش مباراة ودية ضد هولندا.

ولم يجد لقجع مفرا من التدخل قبل مواجهة مالي في التصفيات، وسافر مع رونار إلى هولندا لمقابلة زياش في محاولة لحل الأزمة بعدما أكد لاعب أجاكس أنه لن يعود للمنتخب إلا بعد رحيل المدرب.

ونجح لقجع في سعيه بمصالحة بين رونار وزياش وأخرى مع وسائل الإعلام التي انتقدت أيضا الجامعة الملكية المغربية.

وجاءت عودة زياش في الوقت المناسب إذ قاد المغرب للفوز 6-صفر على مالي وأحرز هدفين ثم تعادل بدون أهداف مع الفريق ذاته بعد ذلك بأربعة أيام.

ورغم ذلك انتعشت آمال المغرب بعد هزيمة مفاجئة لكوت ديفوار على أرضه أمام الغابون رغم أنها انتصرت عليها بثلاثية خارج ملعبها قبل ذلك بثلاثة أيام.

وانتصر المغرب على الغابون وتعادلت كوت ديفوار مع مالي، ليذهب أسود أطلس إلى كوت ديفوار في المباراة الأخيرة، وهو مطالب بالتعادل فقط لضمان التأهل للمرة الأولى منذ 1998.

لكن المغرب حسم المباراة بهدفين سريعين في الشوط الأول عبر نبيل درار والقائد المهدي بنعطية، وأصبح المغرب هو المنتخب الوحيد الذي أنهى التصفيات الإفريقية بشباك نظيفة.