للعروبة قيم لا يصونها إلا ذو خلق رفيع، ولواجبات الإنتماء نصوص لا يتقيد بها إلا من كانت له بصيرة، إلا أن هرولة تركي آل شيخ رئيس هيأة الشباب والرياضة بالسعودية ورئيس الإتحاد العربي لكرة القدم في غير الإتجاه الصحيح وعزفه على الوتر النشاز وبشكل متكرر ومتوالي بحثا تارة عن «buzz» وأخرى كاشفا غطاء نرجسية وسكيزوفرينية غريبة، جعلت غطاء إناء هذا المسؤول السعودي يرشح بما فيه ويكشف كم الغل والحقد الذي يكنه لكل ما هو مغربي وعديدة هي المواقف التي أظهر من خلالها هذا البغض ولو بشكل مجاني.
في مسؤول يرأس الإتحاد العربي لكرة القدم كان يفترض باسم المنطق والمناصرة الحق لكل ما هو عربي وخاصة إسلامي أن يكون آل الشيخ أول من يبادر لمد يد العون لملف الترشيح المغربي لاحتضان مونديال 2026، لا أن يخاطبه من برجه العاجي وباستعلاء مطلق يدعونا من خلاله لقصد عرين الأسد كما سماه ووصفه طلبا للدعم.
تخلى تركي آل الشيخ بمواقفه التي سيخلدها التاريخ في سجلاته البئيسة وسيذكرها حتما بكل سوء عن كل قيم الشهامة المفترضة، تجرد من الأنفة والنخوة العربية التي تناصر الشقيق والأخ ظالما أو مظلوما واختار الإرتماء في الحضن الأمركي واستعراض مشاهد لقائه برئيس اتحاد الكرة في بلاد العم سام ومتغنيا بقوة ملف وصفه على أنه من حديد وجالبا لنفسه حرجا بالغا سيسجل باسم الخيانة والعمالة في كتب التاريخ التي تلفظ أمثاله ولا تخلد إلا الأبطال والرجال.
جلب تركي هذا لنفسه العار بكم التعاليق التي تهكمت عليه وعاتبته على خبطه العشواء ورعونته التي فاقت كل الحدود وتماديه في إلحاق الأذى بهويته وانتمائه، وخاطبت فيه الضمير التي لم يحضر فتحول لأضحوكة، وفي حين أشفق آخرون عليه لطريقة تكييفه لموقفه الداعم لأمريكا ومعلنين السلام على الرجولة التي راحت إلى زوال.
لم يحضر اللون الرمادي الذي قال ال الشيخ أنه لم يعد يصلح في تحديد المواقف، وما حضر كان اللون الأسود القاتم قتامة الغل والحقد الدفين الذي أظهره لكل ما هو مغربي، بعد أن تداخلت لديه خيوط السياسة بالرياضة وجمع الإلفان في ذات السلة.
مخطئ هذا المسؤول إن اعتقد أو توهم للحظة واحدة أن المغرب ومهما بلغت قيمة ما يراهن عليه سيتخلى عن قيم الأنفة التي تمثل رأس ماله الأول والأخير ليستجدي عطفه ويطلب دعمه، وواهم تركي هذا إن خال أنه ببعض تصرفاته الخرقاء وتغريداته الغريبة سيحبط عزم أمة و إرادة شعب وسينال من رصيد ثقة بلد اختار ركوب الأمواج وطبيعي أن لا يخشى الغرق بمقارعة أمريكا ومن معها ليبقي المونديال في دائرته العربية التي تغيض هذا الشخص.
ستنتهي حكاية المونديال إن باحتكامه لمعايير الشفافية والديموقراطية وسلطان التصويت، أو بتغيير مجرى النهر وطبخة لجنة معايير التنقيط والتقييم، وما ستحتفظ به الذاكرة هو أن تركي آل شيخ سينطبق عليه ما قاله الشاعر:
أين العروبة لا أكاد أراها.. هل في الرؤى بحر السراب رواها؟
و على ما يبدو أنه لم يقرأ لأحمد مطر:
أنا ضدُّ أمريكا..! إلى أن تنقضي *** هذي الحياةُ ويُوضَعُ الميزانُ
أنا ضدَّها حتى وإن رَقَّ الحصى **** يوماً وسال الجلمدُ الصُوَّانُ
فقط هي رسالة للمسؤولين عن جهاز الكرة بالمغرب بإعلان انسحاب الوداد والرجاء من البطولة العربية التي يرعاها آل الشيخ لأن بضاعتنا وسلعتنا أغلى من أن توضع في معارض هذا المسؤول.
عاش المغرب.. ولا عاش من خانه..