أبدع بيب غوارديولا، المدير الفني لمان سيتي، في وصف النجم المصري محمد صلاح، ولا يوجد بين مدربي العالم من أطلق وصفاً دقيقاً لما يقدمه صلاح في موسم تاريخي مع ليفربول على المستويين القاري والإنجليزي أكثر من بيب الذي أكد أن صلاح أقرب ما يكون إلى الصاعق الكهربائي، فهو يخطف الأهداف بطريقة تجمع بين المهارة والذكاء، والأهم أنها مؤثرة، وفي توقيت قاتل، يقضي على آمال المنافسين.
فقد كان هدف نجم ليفربول في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال أمام مان سيتي في الآنفيد صاعقاً، حيث كان السيتي الأكثر سيطرة على المباراة، ولكنه خسرها بثلاثية بفضل هدف صلاح الأول الذي كان نقطة التحول، وتكرر السيناريو في ستاد الاتحاد إياباً، فقد سجل هدفاً في توقيت قاتل، بعد أن كان السيتي الأكثر سيطرة والأقرب لمضاعفة أهدافه، وتحقيق عودة تاريخية يتأهل بها إلى نصف النهائي، إلا أن المباراة انتهت 2-1 لمصلحة الريدز.
«الصاعق» ينطبق على ما يحققه صلاح على المستويات كافة، فهو الأقرب للقب هداف البريميرليغ وفي رصيده 29 هدفاً، بل إنه يطمح إلى أن يكون الأعلى تهديفاً في موسم واحد في تاريخ المسابقة، في حال رفع رصيده للهدف الـ35، كما أنه «صاعق» في منافسته لميسي على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في دوريات أوروبا، وكذلك دخوله سباقاً ملتهباً مع رونالدو وميسي على عرش الأكثر تهديفاً في جميع البطولات بأوروبا.
أما أكثر الوجوه التي تجعل من موسم صلاح صاعقاً على الساحة العالمية، فإنه يتمثل في قدرته على دخول قائمة ترشيحات الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
وجاءت الترشيحات بالنظر إلى أنه الأقرب لمنافسة ليو والدون، فقد سجل 39 هدفاً مع الليفر في مختلف المسابقات، ويتفوق عليه رونالدو بفارق هدف، ويتساوى مع ميسي في الرصيد نفسه، إلا أن ترشح صلاح للكرة الذهبية يظل مرهوناً بحسم لقب هداف البريميرليغ، وحصول ليفربول على دوري الأبطال، أو بلوغ نهائي البطولة على الأقل، فضلاً عن تألقه مع منتخب مصر في مونديال روسيا الصيف المقبل.
الصحافة الإنجليزية تفاعلت مع تألق صلاح طوال الموسم الحالي، خاصة ما قدمه أمام مان سيتي، وجاء في عنوان الميرور «مو هو الأفضل»، فيما وصفته صحيفة الجارديان بـ»المنقذ»، أما مترو اللندنية فعنونت :«ماجيك مو» أي الساحر محمد صلاح، حيث يشتهر النجم المصري باسم «مو»، وأشارت كل من دايلي ميل ودايلي إكسبريس إلى أن صلاح يطير بعيداً بأحلام ليفربول في استعادة مجد دوري الأبطال، خاصة أن الفريق الإنجليزي سبق له التتويج باللقب 5 مرات.