يحيل الديربي 126 بين الرجاء والوداد على الأمل ويحيي للغريمين هاشما من التفاؤل إن لم يكن لبلوغ البوديوم نهاية الموسم فعلى الأقل الظفر بالبطاقة التي تؤمن مشاركة في عصبة الأبطال.
هو ديربي الأمل كون الوداد ارتفع لديه مؤشر الحلم بنهاية سعيد بعد ذهاب كارثي، والرجاء لم يخسر عمليا حظوظه ليصبح بطلا وبداية تأكيد النوايا من هذه المواجهة تحديدا.

فلاش باك
بعد خوضهما للديربي المؤجل والذي لم تكد تمر عليه سوى أشهر قليلة حتى عاد الغريمان ليتباريا ويتصاقران وجها لوجه في نزال حارق وعاصف تلعب فيه كل حظوظ الموسم ويخوض من خلاله الناديان آخر أوراقهما تقريبا.
في مواجهة الذهاب دان الإنتصار لفريق الرجاء بفضل هدف بانون المتأخر وكان الإنتصار بمثابة عودة فعلية للنسور الخضر للإقتراب من دائرة الصدارة التي كان يحتلها نادي حسنية أكادير يومها في وقت عقدت فيه الخسارة من وضعية الوداد ورمت به أسفل الترتيب.
اليوم يعود الغريمان وعلى الملعب المفضل لكليهما ليتواجها وربما يتطاحنا في مباراة من عيار ثقيل الرابح سيحتفظ بآماله حتى إشعار آخر و الخاسر سيودع رهان التتويج رسميا.

البنزرتي يغذي الإثارة
كانت محاسن الصدف ومن تجليات القدر الساخر أن وضعت في مباراة الذهاب المدرب التونسي فوزي البنزرتي في الواجهة في أول مباراة يحضرها بالمغرب وأمام النادي المغربي الذي رسم معه أجمل لوحة ممكنة في مونديال الأندية الشهير.
أول مباراة وأول خسارة وكانت الأخيرة لأن البنزرتي منذ هذه المواجهة سيأتي على الأخضر واليابس وسيزيح كل خصومه من طريقه وليحرق المسافات منطلقا من الصف 12 ليجد نفسه على بعد نقاط قليلة من الصف الثاني الذي كان أبعد ما يكون من متناوله.
تواجد البنزرتي في نزال من هذا النوع وحده يكفل رفع زئبق الإثارة للمواجهة ويجعلها مفتوحة على فرضيات كثيرة منها جودة الأداء والفرجة والندية وتوجيه نيرانه الصديقة لفريق القلب انتصارا لمبدإ العقد والإرتباط هذه المرة.

طنجة تتفرج
وحين يلتقي الوداد والرجاء وكلاهما لم يخسر عمليا حظوظهما في التتويج ويقفا طرفين مباشرين في هذا النزال بحثا عن التقدم والزحف للأمام، فإن الأسعد حتما هو اتحاد طنجة الذي سيتفرج من بعيد وسيراقب هذه المطحنة بالدار البيضاء.
طنجة ستدبر نزالها أمام الفتح وستفرح لكل مخلفات هذه المباراة لأن فوز الرجاء سيخرج الوداد من السباق وانتصار الوداد سيعني لطنجة إعدام كل فرص الرجاء في العودة للحاق به.
في نهاية المطاف فارس البوغاز سيترقب التعادل وحتى لو خسر أي طرف سيكون مستفيدا لأنه سيتخلص من واحد من كبار الملاحقين الذين يمثلون له مصدر إزعاج.
حسابات قديمة
بين الوداد والرجاء أو العكس بين الرجاء والوداد فواتير لا ترتبط بمواجهة الذهاب فحسب ولا بالنزالات الأخيرة وما تمخض عنها من نتائج.
بين الغريمين حكايات ثأر ورد دين تتجدد كل موسم وكل مباراة لتطوى صفحات الماضي ويتطلع كل طرف ليكون صاحب الحظ والنصيب من الدورة الملعوبة راهنا وآنيا.
إلا أن ديربي هذه المرة مختلف فكل فريق سيحاول اغتيال الثاني ليجهض على كل فرص له في التفكير في أمر اللقب وكلاهما واعد أن التعادل الكلاسيكي والتقليدي الذي حسم أغلب حواراتهما لا يفيد في شيء هذه المرة والنقطة لا تساوي شيئا في ميزان المراهنات والطموح الكبير في معانقة التتويج.

الوصافة أقل رهان
يملك الفريقان مدربين بخبرة كبيرة في مثل هذا النوع من المباريات ولو أن البنزرتي يعرف كونه ملك الديربيات في تونس فإن غاريدو المنتصر ذهابا والبعيد كل البعد عن الصورة الحقيقية للنسور في آخر المواجهات بغض النظر عن انتصار زامبيا، سيوضع هذا الماتادور الإسباني بكل تأكيد في اختبار المكاشفة والحقيقة.
غاريدو عليه تأكيد تفوقه ولو انتصر سيشفع له الفوز الكثير عند أنصار يعادل عندهم الفوز في الديربي الفوز بلقب البطولة.
والثعلب التونسي لا يريد أن يلدغ من نفس الجحر للمرة الثانية تواليا ويسعى لمواصلة نسق ناديه المرتفع.
وإن كانا الفريقان مدركان أن طنجة لا تمزح ولا تبدي استعدادا للتفريط في النقاط فإن أمل اللحاق بالوصافة جد متاح والبوابة عبر فاصل هذا الحوار الكبير.
البرنامج
السبت 14 أبريل 2018
بالدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س16: الرجاء البيضاوي ـ الوداد البيضاوي
يديرها الحكم: رضوان جيد (عصبة سوس)