غريب أمر الدفاع الحسني الجديدي الذي فرط في نقاط كثيرة، وضل طريق الإنتصارات داخل البطولة الوطنية الإحترافية «اتصالات المغرب»، خاصة في المباريات الأربع الأخيرة التي جنى منها الفريق ثلاث نقاط فقط من أصل اثنى عشرة  ممكنة، جعلته ينأى بنفسه عن الصراع عن لقب البطولة الذي تراهن عليه بقوة جماهيره هذا الموسم لإرواء عطشها، بل بات مركز الوصافة الذي أحرزه السنة الماضية صعب المنال لأشبال طاليب، في ظل الإنتفاضة القوية لمجموعة من الأندية التي استفادت بشكل كبير من نزيف النقاط الضائعة للجديديين وعادت من بعيد لتلتحق بكوكبة المطاردة. 
وشهد أداء ونتائج الدفاع هبوطا حادا منذ شهر تقريبا، أي من عودته ببطاقة التأهل إلى دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية من قلب كينشاسا، مما يعني أن أصدقاء العميد أكردوم ما زالوا يعيشون فرحة الإنجاز التاريخي في هاته المسابقة القارية التي تمثل فرصة ثمينة لهم للرفع من أسهمهم في سوق الإنتقالات، حيث لم يعد تركيزهم منصبا بشكل كبير على منافسات البطولة الوطنية التي رشحهم كثير من الخبراء والتقنيين للمنافسة على ذرعها الفضي، إذ غاب الإنضباط والروح الجماعية لدى بعض اللاعبين الذين أصابهم الغرور وسقطوا في فخ النزعة الفردانية والأنانية في كثير من المباريات، مما انعكس سلبا على أداء ونتائج الدفاع، ووضع مدربه عبد الرحيم طاليب تحت ضغط نفسي رهيب بعدما وجهت له الجماهير الجديدية انتقادات شديدة، محملة إياه مسؤولية هذا التخبط الذي يعيشه فريقها المحلي تقلصت حظوظه في الصراع عن اللقب، كما أغضبت التعثرات المتتالية للفريق الجديدي مسؤوليه الذين سارعوا إلى عقد اجتماع طارئ الأسبوع الماضي مع اللاعبين والطاقم التقني لبحث سبل الخروح من أزمة النتائج، ووحده مروض الفرسان يصر على الدفاع عن حصيلة فريقه ويعتبرها إيجابية، بدليل أنه ما زال يتموقع ضمن كوكبة المطاردة، ويبرر طاليب نزيف النقاط الضائعة إلى عوامل موضوعية مرتبطة بكثرة الغيابات التي عانى منها الدفاع في عديد المباريات الحاسمة، بداعي إما الإصابة التي لحقت بعض الركائز الأساسية، خصوصا التيرمومتر علي بامعمر، أو تعرض آخرين للتوقيف بسبب تلقيهم بطائق صفراء أو حمراء، إلى جانب عامل العياء الذي أثر على أداء بعض اللاعبين الذين خاضوا مباريات كثيرة هذا الموسم سواء في المنافسات المحلية أو القارية.
وتنتظر الدفاع الجديدي خمس مباريات حارقة ثلاثة منها بملعب العبدي، تفرض على الطاقم التقني واللاعبين التعامل معها بما يلزم من الحزم والجدية، لحصد مزيد من نقاط الفوز التي تعزز رصيد الفريق، وتخول له المنافسة على اللقب، لأن الجماهير الدكالية سئمت من سماع لازمة «تنشيط البطولة» التي باتت متجاوزة، أو على الأقل الحفاظ على مركز الوصافة، ما عدا ذلك سيكون من باب الضحك على الذقون وصف حصيلة الفرسان في نهاية الموسم بالإيجابية.