بعد معاناة نتيجة صمود و استماتة الفريق البركاني تمكن فريق الوداد من تحقيق فوز ثمين و غالي في اللحظات الأخيرة من هذه المباراة المؤجلة عن الدورة 22.الفريق الأحمر كان سباقا للتسجيل مع بداية الشوط الأول لكنه لم يحافظ على هذا التقدم طويلا بعد ان عاد الخصم في النتيجة، وبعد مجهودات جبارة و بدعم قوي من الجماهير الودادية تمكن أخيرا المدافع عطوشي من فك الإستعصاء ليمنح فوزا ثمينا لفريقه صعد به لمركز الوصافة لأول مرة منذ بداية الموسم.
المدرب البنزرتي اعتمد على تشكيلته الأساسية التي فازت في المباراة الأخيرة على الكوكب المراكشي باستثناء غياب لاعب الوسط الكارتي بداعي الإصابة حيث عوضه الحسوني،كما حافظ كذلك على نفس النهج التكتيكي (4-3-3).و بدوره راهن المدرب منير الجعواني على جل عناصره الأساسية باستثناء غياب المدافع الترابي.
الفريق الأحمر وبعد ان انتعشت حظوظه في المنافسة على اللقب مجددا بهزيمة فارس البوغاز أمام سريع وادي زم،راهن بقوة على الفوز بنقط المباراة،و منذ البداية كشف عن نواياه الحقيقية من خلال بحثه الجاد عن هدف مبكر،حيث ظل وفيا لعادته في بناء العمليات الهجومية من الخلف،مع التركيز على انسلالات الظهيرين نوصير و نهيري و سرعة الثلاثي أوناجم،حداد و تيغازوي.
و بعد ضياع بعض الفرص القليلة نجح أصدقاء نقاش في مسعاهم بعد افتتاحهم حصة التسجيل في الدقيقة التاسعة بعد تمريرة من الجهة اليمنى تصدى لها نوصير برأسية ليهزم منها الحارس لمحمدي.بعد هذا الهدف تراجع إيقاع المباراة و تركزت الكرة في الغالب على مستوى خط الوسط ،و ظلت المحاولات محتشمة من الجانبين و أهمها تسديدة تيغازوي في الدقيقة 32 و تصدى لها الحارس البركاني بصعوبة.
الفريق الزائر ظل يتحين الفرصة للرد بهجومات سريعة لم تجد طريقها للشباك حتى حدود الدقيقة 36،حين نجح الهداف الكعبي في استعادة ذكرياته الجميلة في هذا الملعب حين توج هدافا للشان بعد ان خدع الدفاع و الحارس لخروبي مانحا هدف التعادل لفريقه من زاوية مغلقة.و في الوقت الذي انتظر فيه الجمهور الودادي ردة فعل قوية من فريقه،فإن العكس هو الذي حصل حيث جاء التهديد الثاني من أقدام المهاجم لابا بعد تسديدة قوية تصدى لها الحارس الودادي بصعوبة في الدقيقة 43.
و بهذا الإيقاع المتذبذب و الذي لم يرقى لسمعة الفريقين المتألقين على المستوى القاري أعلن الحكم هشام تيازي على نهاية الشوط الأول بتعادل إيجابي بين الطرفين لكن في غياب الإقناع خاصة من جانب الفريق الأحمر ما أثار غضب الجماهير الودادية التي دقت ناقوس الخطر و حذرت اللاعبين من عواقب التهاون و تضييع نقط المباراة.
مع بداية الشوط الثاني بادر المدرب البنزرتي بإقحام المهاجم كينتانا مكان الحسوني بهدف منح الإضافة للخط الأمامي الذي عانى من الإختلال في غياب مهندس الوسط الكارتي.أما المدرب الجعواني فقد حافظ على نفس التركيبة البشرية مع تركيزه اكثر على الضغط العالي لمنع العناصر الودادية من التحكم في المباراة و بناء العمليات من الخلف.
الدقيقة 52 حملت اول تهديد للزوار من تسديدة لابا تصدى لها الخروبي،و بعد دقيقتين جاء الرد من زاوية تصدى لها كومارا برأسية جانبت مرمى البركانيين.و كادت الدقيقة 58 تمنح الهدف الثاني للزوار بعد خطأ و سوء تفاهم بين الحارس الخروبي و المدافع كومارا،قبل ان يتدارك الأخير الموقف و ينقذ فريقه من هدف محقق،الشوط الثاني كان أفضل من سابقه حيث تبادل الفريقان المحاولات و الفرص منها تسديدة عطوشي التي غالطت المرمى بقليل في الدقيقة 60.
و بمرور الدقائق بادر المدرب الجعواني بإقحام الثنائي السعيدي و أمعنان بهدف استغلال المساحات في دفاع الفريق الأحمر،حيث باتت أطماع الزوار في اقتناص ثلاث نقط من مركب محمد الخامس و استغلال تراجع أداء المحليين.و الهجومات المضادة السريعة للثنائي لابا و الكعبي التي أقلقت كثيرا راحة دفاع الوداد.
تسارعت الدقائق و ازداد الضغط على العناصر الودادية،ما أفقدهم التركيز و أسقطهم في فخ التسرع ما ضيع عليهم العديد من الفرص السانحة للتسجيل إلى حدود الدقيقة 85 حين تمكن المدافع عطوشي الذي تخلص من أدواره الدفاعية من هزم الحارس لمحمدي بتسديدة أرضية مركزة استقرت في الجهة اليمنى من شباكه.
الهدف أعاد الأمل للعناصر الودادية،و الإبتسامة للأنصار والعشاق ليطلقوا العنان للشعارات التي و للإحتفالية التي هزت جنبات مدرجات مركب محمد الخامس.
وبمساندة قوية من هذه الجماهير دافعت العناصر الودادية بكل استماتة عن هذا السبق الرقمي و كان بإمكان البديل أصباحي مضاعفة الغلة بعد هجوم مضاد سريع و تمريرة من الأرجنتيني ألخاندرو.وبالعزيمة والإصرار حافظ الفرسان على نتيجة الفوز،ليصعدوا لمركز الوصافة برصيد 43 نقطة،و يرسلوا بذلك إشارات قوية لفارس البوغاز قبل القمة التي ستجمعهم يوم الأحد القادم بالملعب الكبير لطنجة.