بعدما دشن مشواره في دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية بانتزاعه نقطة ثمينة من قلب العاصمة الجزائرية أمام «أبناء باب الواد»، يتطلع الدفاع الحسني الجديدي إلى القبض على أول ثلاث نقاط تقوده إلى تصدر مجموعته الحديدية، عندما يستضيف بملعب العبدي مساء غد في مباراة تاريخية وقوية "تي بي مازيمبي" الكونغولي العنيد المرشح فوق العادة لحجز إحدى بطاقتي المرور إلى دور الربع النهائي، بالنظر إلى سجله الحافل بالألقاب وتجربته الكبيرة التي راكمها من خلال مشاركاته السابقة على صعيد المنافسات القارية، إلا أن فارس دكالة الذي بدأ يستأنس تدريجيا بالأجواء الإفريقية، يراهن على طموح وحماس لاعبيه لاصطياد «الغربان» الكونغولية، وتوجيه رسالة قوية لمنافسيه على أنه جاهز للذهاب بعيدا في هاته المسابقة الكروية، وهو رهان ليس صعب المنال، إذا تعبأ الجميع وراء الفريق الجديدي، خاصة الجمهور المطالب بغزو مدرجات ملعب العبدي لمساندة أصدقاء رفاق أحداد في امتحانهم الإفريقي الصعب.
بداية مشجعة  
صحيح، أن الدفاع الحسني الجديدي وقع على بداية مثالية في دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، عندما افتتح المشوار بأخف الإضرار مقتنصا تعادلا إيجابيا من خارج الديار في ديربي مغاربي أمام مولودية الجزائر، مع أنه كان بإمكانه وبقليل من الحظ والجرأة أن يعود من الجارة الشرقية بأكثر من نقطة كانت ستمكنه من خوض باقي المباريات بكثير من الإرتياح، وتعزز حظوظه في المرور إلى الدور الموالي، لكن على العموم، وقياسا بتجربة لاعبيه المحدودة على الصعيد الإفريقي، والظروف التي خاض فيها لقاءه أمام عميد الكرة الجزائرية، يمكن اعتبار انطلاقة فارس دكالة أكثر من مشجعة في أول خروج قاري له في دور الأقوياء، قد تشكل حافزا معنويا للعناصر الجديدية لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية في قادم المباريات. 
مازيمبي العنيد
خصم الدفاع الجديدي ليس مبنيا للمجهول ولا يحتاج إلى بطاقة تعريف، ما دام أنه حفر لنفسه على مدار مسيرة كروية تناهز ثمانية عقود إسما متميزا على الساحة الإفريقية، فهو الأكثر تتويجا بجمهورية الكونغو الديمقراطية (الزايير سابقا)، وعانق لقب عصبة الأبطال الإفريقية في صيغتيها القديمة والجديدة عدة مرات، وكان أول فريق بالقارة السمراء يبلغ نهائي كأس العالم للأندية سنة 2010، قبل أن يحدو حدوه الرجاء البيضاوي في موسم 2013، وتعرف الجمهور المغربي على غربان لوبومباشي أبطال النسخة الرابعة عشرة لكأس (الكاف)، في من خلال مواجهته لأندية الفتح الرباطي، المغرب التطواني والوداد البيضاوي في المنافسات القارية، ورغم اجتيازه بشق الأنفس للدور التمهيدي الثاني على حساب منافسه يونياو دو سونغو الموزمبيقي المغمور، فإن أصدقاء الهداف ميتشاك دشنوا مشوارهم في دور المجموعات بفوز كاسح على وفاق سطيف الجزائري برباعية، وقدوا بذلك أوراق اعتمادهم كمرشحين فوق العادة للمرور إلى دور الربع، إلا أن الفريق الدكالي الذي يتعملق أمام الأقوياء، استأنست عناصره بالأجواء الإفريقية يملك مؤهلات تقنية وبشرية تمكنه من تجاوز منافسه الكونغولي، إذا ما استغل على نحو جيد إمتياز الأرض والجمهور.
إكراهات المرحلة
من سوء حظ الفريق الدكالي أن مباريات دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية تزامن مع دخوله سباق الأمتار الأخيرة المحموم للصعود إلى البوديوم أو على الأقل انتزاع مركز يؤهله للمشاركة خلال الموسم القادم في الإستحقاقات الخارجية المقبلة، مما جعل الدفاع يواجه تحديات وإكراهات بشرية، حيث  تراكمت مبارياته المحلية والقارية، وتقلصت لائحته الإفريقية بسبب لعنة الإعطاب التي طاردت عددا من ثوابته الأساسية وأنهت موسمهم مبكرا، إلى جانب عامل الإرهاق الذي أصاب معظم العناصر الجديدية، علما أن الطاقم التقني يبذل يعتمد نظام المداورة، ويحرص ضمن برنامجه الإعدادي على تمكين لاعبيه من «حمام ثلج» لاستعادة طراوتهم البدنية وإزالة العياء، على غرار ما هو معمول به في كبريات الأندية العالمية، هذا الإشكال يؤرق المدرب طاليب المطالب بإيجاد حلول ناجعة ومستعجلة تفاديا لكل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على أداء المجموعة الدكالية في لقاء الغد بملعب العبدي. 
 الانتصار أفضل خيار
هي حقا قمة نارية نقاطها غالية، تفرض بكل تأكيد على فارس دكالة بذل مجهود استثنائي على كافة المستويات من جانب لاعبي الدفاع الحسني الجديدي الذين ليس أمامهم خيار سوى الانتصار لإنعاش رصيدهم التنقيطي، والانقضاض على الصدارة، وتتطلب هاته المواجهة الحاسمة أيضا من مروض الفرسان عبد الرحيم طاليب اختيار الأسلحة التكتيكية الممكنة لإسقاط مازيمبي العنيد، وذلك باعتماد خطة هجومية محكمة، وعدم المبالغة في احترام الفريق المنافس الذي سيحضر هو الآخر  إلى الجديدة مزهوا بشخصية البطل، وهو يتطلع للعودة بالإنتصار لتأكيد أحقيته بتصدر المجموعة الثانية، مما سينبئ بمباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، سيكون فيها الدفاع الجديدي مدعوا للقبض على النقاط الثلاث التي ستمنح لاعبيه ثقة كبيرة، وتعزز آمالهم في انتزاع إحدى تأشيرتي العبور إلى دور الربع. 
الفرسان في انتظار الجماهير  
عادت جماهير الدفاع الحسني الجديدي مؤخرا لتأثيث مدرجات ملعب العبدي بعد فترة جفاء امتدت لأزيد من موسم ونصف، وأعلنت مختلف الفصائل المساندة له عودتها لتشجيع الفرسان في ما تبقى مباريات هذا الموسم استجابة لنذاء القلب والعقل، وهو قرار أسعد الجميع، وأثلج صدر لاعبي الفريق الدكالي خلال مباراة اتحاد طنجة التي شهدت حضورا جماهيريا غير مسبوق هذا الموسم، كان له الأثر الإيجابي على أداء الدفاع في هذا اللقاء الذي حقق فيه الجمهور الجديدي العلامة الكاملة. لذلك، فأنصار «المهيبيلة» مدعوون للحضور بكثافة إلى ملعب العبدي الذي سيكون على موعد مع التاريخ باستقباله لنادي تي بي مازيمبي الكونغولي، وذلك لتقديم الدعم والمساندة المعنوية للدفاع في نزاله الصعب الذي يمثل منعرجا حاسما له في مشواره الإقصائي.
البرنامج
الثلاثاء 15 ماي 2018
بالجديدة: ملعب العبدي: س19: الدفاع الحسني الجديدي ـ تي بي مازيمبي الكونغولي