ولو أنه تأخر قليلا مقارنة مع مدربي باقي المنتخبات إلا أن المفاجأة لم تحدث وحضرت في نهاية المطاف الأسماء التقليدية التي حضرت في التصفيات وظل رونار يصفها بالنواة الصلبة.
وحده سفيان بوفال الذي كان معول عليه منذ أن اختار اللعب للأسود من سيتخلف عن هذا الحدث الكروي الكوني، مؤديا فاتورة ابتعاده مؤخرا عن أجواء المنافسة ما شكل الإستثناء للائحة عنوانها التوازن والمنطق.
لا مفاجآت تذكر
منذ خروجه عبر صفحته في إنستغرام لنفي ما تم تداوله بشأن لائحة جرى تسريبها وقال الناخب الوطني أنها لا تمثله كما لا تعكس أفكاره، وظل الترقب سيد الموقف لمعرفة ما سيكون عليه الوضع مع الأسود ومن هي الأسماء التي ستبشر وتحظى بالثقة لتسافر للمونديال؟
تخمينات وفرضيات وعديد الترشيحات لأسماء تألقت في الفترة الأخيرة قبل أن يكشف هيرفي رونار عن اللائحة النهائية التي تضمنت 23 لاعبا، إضافة لـ 3 لاعبي احتياط وخلت من أي مفاجأة تذكر.
نفس الأسماء التي ظلت تشكل نواة الفريق الوطني الصلبة والتي ظلت تحضر في كل المعسكرات والمباريات التصفوية، إلا من استثناء واحد هو سفيان بوفال الذي حضر آخر مباراة ودية أمام أوزبكستان، إلا أنه لم يحظ  بثقة رونار الذي لم يطمئن للاعب مفقد للتنافسية وبعيد عن الفورمة ولم يجاور ناديه في آخر مباريات البطولة الإنجليزية، لتكون الحالة الوحيدة التي أثارت قليلا من النقاش بخصوص لائحة المدعوين.
بانون على حساب يميق
من بين المراكز التي كانت أيضا مثار تكهنات ونقاش بشأن اللاعب الذي سيظفر بالمقعد المتبقي لمرافقة بنعطية وزملائه مركز قلب الدفاع الذي كان متاحا بين 3 لاعبين وهم: جواد يميق الذي اختار السفر لإيطاليا بحثا عن البطاقة المتبقية ويونس عبد الحميد لاعب رامس الفرنسي وبدر بانون عميد الرجاء.
في نهاية المطاف واحتكاما لما سماه رونار روح المجوعة والتوافق الحاصل داخل الفريق اختار بدر بانون لما أبداه هذا اللاعب من مرونة وقوة شخصية واندماج بين باقي اللاعبين المحترفين في كل المعسكرات التي شارك فيها، إضافة إلى أنه شارك بديلا لبنعطية في بعض المباريات الرسمية والودية وكان من بين العناصر المؤثرة في تتويج المنتخب الوطني بـ "الشان" الذي احتضنه المغرب مؤخرا.
ولو مع ما تم تسجيله من تراجع على مستوى أداء بانون، إلا أن لاعب الرجاء حسم مكان له بالفريق الوطني الذي سيحظى بشرف المشاركة في المونديال.
الرواق الأيسر مجددا
خلافا لما راج عن إمكانية استدعاء لاعب الوداد البيضاوي محمد نهيري المتألق في الفترة الأخيرة ليكون واحدا من أوراق المونديال على مستوى الرواق الأيسر، إلا أن رونار ظل مصرا على قناعاته المتمثلة في المراهنة على لاعب نادي ليل حمزة منديل وحيدا في هذا المركز، مع المراهنة على ازدواجية المهام المخولة للاعب أشرف حكيمي الذي بإمكانه أن يتقلد هذا الدور وهو الأمر الذي نجح فيه في عديد مباريات التصفيات.
كما أن تواجد رومان سايس وإمكانية التحول لشكل 3ـ5ـ2 الذي لعب به الأسود في "الكان" الأخير، قد لا يطرح إشكاليات كبيرة بخصوص معضلة الرواق الأيسر الذي كان واحدا من الأوجاع التي ظلت تؤرق بال الناخي الوطني.
وبخلاف الرواق الأيسر فخيارات الظهير الأيمن أكثر من متاحة بتواجد حكيمي ودرار وحتى أيت بناصر الذي ينظر إليه رونار كجوكر قادر على تقلد هذا الدور.
صوت أبناء المهجر
يتميز الفريٌق الوطني كونه الفريق الوحيد الذي يشكل الإستثناء في المونديال الذي يضم تشكيلا جل لاعبيه تربوا ونشأوا وتكونوا خارج المغرب من خلال 20 لاعبا تلقوا تكوينهم بأوروبا.
وحدها 3 عناصر ستمثل البطولة الإحترافية هي من تشكل الإستثناء داخل هذا الكومندو ولا تحظى بأدوار رئيسية داخل التشكيل وحسابات الناخب الوطني.
هذا العامل قد يكون حاسما ومهما، وهو أحد العوامل التي راهن عليها المدرب رونار للإبقاء على روح المجموعة والتناغم الذي قد يمثل عامل حسم وصناعة الفارق في مثل هذا النوع من التظاهرات.
وداخل هذه اللائحة تبدو قراءة التشكيل الرسمي للفريق الوطني شبه محسوم فيها ولن تخرج عن الخيارات التي يتداولها الشارع لنفس الأسماء التي صنعت إنجاز التأهل.