يلتقي اليوم الإثنين المنتخب المغربي نظيره الإسباني برسم ثالث جولات الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2028، وقد مرت 57 كاملة عن آخر مباراتين جمعتا المنتخبين معا برسم تصفيات كاس العالم 1962 التي جرت نهائياتها بشيلي.
وكان الفريق الوطني قد أرغم سنة 1961 على مواجهة منتخب إسبانيا بترسانة نجومه في إطار مباراة سد، بعد أن تمكن الأسود من عبور جميع المباريات الإقصائية على المستوى الإفريقي.
وعلى خلفية هذا السد الظالم وتمكين القارة الإفريقية من نصف بطاقة مونديالية، ستقاطع المنتخبات الإفريقية تصفيات كاس العالم 1966، ليمنح الإتحاد الدولي لكرة القدم بداية من نسخة 1970 بطاقة كاملة للقارة الإفريقية.
ولإنعاش الذاكرة، نستعيد معكم الصور الجميلة التي رافقت مباراتي السد ذهابا وإيابا واللتين جمعتا المنتخبين المغربي والإسباني:

الأسود يتخطون المتاريس الإفريقية
في فجر الإستقلال ومع إستعادة المغرب لسيادته على الأرض والوطن، وجلاء المستعمر الفرنسي، ظهرت البوادر الأولى لتشكيل منتخب وطني بهوية مغربية، وبعد أن وضع أسود الأطلس بصمتهم الأولى في الألعاب العربية لسنة 1957 ببيروت، سينطلقون في بحثهم المبكر عن العالمية، فكان الدخول لأول مرة لتصفيات كأس العالم التي أقيمت بنهائياتها بشيلي سنة 1962.
خاض الفريق الوطني أول مباراة إقصائية أمام نسور قرطاج، فبعد الفوز يوم 30 أكتوبر 1960 بالملعب الشرفي بالدار البيضاء (مركب محمد الخامس حاليا) بهدفين لهدف واحد (سجل للفريق الوطني كل من الخلفي والزهر من ضربة جزاء)، سيسقط الفريق الوطني خلال لقاء الإياب بملعب المنزه بتونس العاصمة بذات النتيجة (وقع هدف الفريق الوطني شيشا)، سيتم اللجوء لمباراة سد خاضها أسود الأطلس ونسور قرطاج بسطاديو كومينال بمدينة باليرمو الإيطالية يوم 22 يناير 1961، وخلالها تعادل المنتخبان بهدف لمثله (سجل للفريق الوطني الزهر).
ولحسم المتأهل إلى الدور النهائي تم اللجوء إلى القرعة التي منحت ورقة الصعود للفريق الوطني.
وخاض الفريق الوطني مباراة ذهاب الدور النهائي بملعب أكرا الدولي أمام النجوم السود لغانا يوم فاتح أبريل 1961، المباراة التي إنتهت متعادلة بلا أهداف ليستقبل الفريق الوطني يوم 28 ماي 1961 منتخب غانا بملعب مارسيل سيردون بالدار البيضاء، وأمام قرابة 12 ألف متفرج إنتهت المباراة التي أدارها الإسباني بلانكو بيريز بتفوق الفريق الوطني بهدف لصفر من توقيع المرحوم الخلفي.
وبالنظر إلى أن الإتحاد الدولي لكرة القدم لم يكن يجيز وقتها للقارة الإفريقية المشاركة المباشرة في نهائيات كأس العالم، فقد حكم على الفريق الوطني بمواجهة منتخب إسبانيا في لقاء السد.

المغرب يخسر مباراتين ملحميتين أمام الماتادور
وجاءت مباراة الذهاب يوم 12 نونبر 1961 بالملعب الشرفي بالدار البيضاء أمام المنتخب الإسباني بحضور ما لا يقل عن 25 ألف متفرج، وعاد الفوز للماطادور الإسباني بهدف ديل سول في الدقيقة 80، وكانت مباراة العودة التي جرت يوم 23 نونبر 1961 فوق أرضية ملعب سانتياغو برنابيو بمدريد أمام قرابة 60 ألف متفرج مثيرة للغاية، إذ تمكن المنتخب الإسباني من التقدم بهدف مارسيلينو في الدقيقة 11 إلا أن الرياحي سجل للمغرب هدف التعادل في الدقيقة 40، قبل أن يعيد التقدم للإسبان الأسطورة دي ستيفانو في الدقيقة 44 وأضاف كويار في الدقيقة 60 الهدف الثالث، قبل أن يتمكن المنتخب المغربي من تقليص الفارق في الدقيقة 64 بواسطة بواسطة عبد الله ملقا، لتتأهل إسبانيا بذلك إلى نهائيات كأس العالم 1962 بشيلي.

مباراة الذهاب
المغرب ـ إسبانيا: 0 ـ 1
12 نونبر 1961
الملعب الشرفي (الدار البيضاء)
الجمهور: 25 ألف متفرج
الحكم: دافيد ميلي (سويسرا)
الهدف: ديل سول (د83) إسبانيا
المغرب: الأبيض ـ العربي ـ الجديدي ـ التيباري ـ البطاش ـ عبد الله الأنطاكي (ملقا) ـ الزهر ـ بلمحجوب ـ الرياحي ـ أقصبي ـ طاطوم.
المدرب: قادر فيرود
إسبانيا: أركيستاين ـ ريفييا ـ مانويل طوريس ـ سوكو ـ سانتا ماريا ـ روي سوزا ـ أغيري ـ ديل سول ـ دي ستيفانو ـ بوسكاش ـ خينطو.
المدرب: ميغيل مينوز

مباراة الإياب
إسبانيا ـ المغرب: 3 ـ 2
23 نونبر 1961
ملعب سانتياغو بيرنابيو (مدريد)
الجمهور: 60 ألف متفرج
الحكم: سيزار جوني (إيطاليا)
الأهداف: مارسيلينو (د11) ـ دي ستيفانو (د44) ـ كويار (د60) إسبانيا
الرياحي (د40) ـ عبد الله ملقا (د64) المغرب
إسبانيا: أركيستاين ـ ريفييا ـ كاييخو ـ سوكو ـ سانتا ماريا ـ روي سوزا ـ أغيري ـ ديل سول ـ دي ستيفانو ـ مارسيلينو ـ كويار.
المدرب: ميغيل مينوز
المغرب: الأبيض ـ العربي ـ الجديدي ـ التيباري ـ البطاش ـ عبد الله ملقا ـ الزهر  ـ طاطوم ـ بلمحجوب ـ الرياحي ـ الخلفي.
المدرب: قادر فيرود