لو كان الأمر حدث معنا لمرة واحدة لهان الأمر ولقلنا أن الخطأ غير مقصود، ولكن أن يتكرر الأمر لمرات في المباريات الثلاث للفريق الوطني في المونديال، فهذا ما يثير فعلا السخط والغضب ويفرض أن ترتفع أصةت الإحتجاج والتنديد بكل قوة.
ظن الإتحاد الدولي لكة القدم أنه باعتماد تقنية اللجوء للفيديو لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة، سيتخلص من كثير من الأخطاء التحكيمية، ولكننا نقف اليوم أمام حقيقة صادمة وهي أن الفريق الوطني كان أكثر من تضرر من تقنية استعمال "الفار"، حدث ذلك في مباراة إيران التي لم يلجأ خلالها حكم المباراة للفار ليحتسب أخطاء على المنتخب الإيراني وأغمض الحكم عينيه على كثير من التجاوزات، وفي مباراة البرتغال أبدا لم يفكر الحكم الأمريكي مارك غيغر في اللجوء لمن يجلسون في غرفة مكيفة يشاهدون ما تبثه وترصده 33 كاميرا في الملعب، حيث لم يراقب هؤلاء ثلاث ضربات جزاء حقيقية للمنتخب المغربي ولم يواقب هؤلاء أن رونالدو سجل هدف المباراة الوحيد من خطأ ارتكب من بيبي في حق بوطيب وبتعطية وخلال مباراة إسبانيا منح الفار للمنتخب الإسباني هدفا وقع من تسلل كما لم يشعر الفار حكم المباراة بلمس مدافع بيكي للكرة بيده.
ما يحدث يؤكد أن الفار لا يمكن أن يحل كل مشاكل التحكيم، بل إنه يمكن أن يزيدها استفحالا، بل أنه سيكون مصدرا لذبح العدالة بذل الحرص عليها.
في النهاية أصوات كثيرة ترتفع اليوم لتجزم بأن ثقنية الفيديو المستعملة في المونديال أظهرت عدم جدواها.