كان بالإمكان أفضل مما كان ..مقولة تكررت معنا منذ فترة طويلة وتعقب كل مشاركة في تظاهرة كبيرة ولم يختلف الوضع هذه المرة في مونديال روسيا.
الخروج من الدور الأول متذيلين للترتيب العام لم يكن النتيجة المتوقعة ولا المفضلة، لكن بالّإجماع كان هناك تعاطف كبير مع هذا المنتخب للطريقة وللروح والإصرار وردة الفعل أمام منتخبات كبيرة.
تعالوا لنعيد تركيب مشهد المشاركة والمكاسب التي تحققت؟

من أوييم لموسكو
لطالما اشدنا بالمستوى والقتالية التي أظهرهنا المنتخب المغربي خلال مشاركته في الكان الأخير بالغابون وما قدمه خلال هذه الدورة وهو يكسر جدار الدور الأول بعد سنوات من العجز والخمول.
وغير التأهل والنتيحة كانت روح المجموعة والقوة التي ظهرت عليها والتلاحم الذي حدث بعد فترة عشنا خلالها على إيقاعات التصدع والتشرذم والمشاكل من بين أكبر المكاسب التي إنتظرنا لغاية المونديال الحالي لنضعها في الميزان ونرى إمكانية صمودها.
وبالفعل ستعلن موسكو وسانبطرسبورغ وخاصة كالينيغراد عن إستمرار هذه الروح بل مضاعفتها وعلى أن هناك بالفعل عملا عميقا غير تقني أنجز وساهم في تغيير الجلد وفي ارتفاع هامة الكرة المغربية للعالي بعد سنوات من الإنكسار والإخفاقات المتتالية.

شمتة إيران
منذ القرعة وما أفرزته رياحها ونحن نحذر من مخاطر المباراة الأولى وضرورة تفادي الهزيمة فيها، بل عدم بيع جلد الدب الإيراني بخسا في السوق قبل التأكد من قتله.
راهنا على إفتتاح مثالي أمام منتخب مثل لنما جميعا القطعة الأسهل على الورق بطبيعة الحال والمنتخب الذي يمكن تجاوزه ووضع 3ى نقاط في الجيب لتسهل علينا بعدها مناقشة الجزء المتبقي بارتيح وهدوء أكبر.
للأسف ضاع الفوز بالسذاجة والحظ ولا ننسى حتى بالإختيار الخاطئ لرونار الذي أخدته دهشة المشاركة بعيدا وحاول ابتكار أشياء وخطط واختيارات لم تسعفه فكانت النيران الصديقة التي حرقت في داخلنا الحلم قبل أن يولد وبأبشع طؤيقة يمكن تصورها على الإطلاق.
أي نتيجة غير الخسارة كانت ستمثل لنا الدافع والحافز إلا أن الرياح سارت عكس المشتهى.

البحارة في المغارة
لا أحد تصور أن ينطوي المنتخب البرتغالي على نفسه ويتكثل ويحسب الدقائق كي تنتهي المباراة ىأمامنا، بل لا أحد خمن أان يتقاعس أبطالل أوروبا أمام الأسود بذلك الشكل ويربحوا النزال من لسعة غادرة وبعدها يتواروا للخلف.
هذه المباراة هي التي أكسبت الأسود التعاطف وهي التي جعلت المحللين والنقاد يشيدوا بمقدراته ويؤكدوا على أنه إن غادر فسيكون أفضل المغادرين على الإطلاق.
ما قدمه المنتخب الوطني من ضغط عالي واستحواذ وفرض للإيقاع أمام المنتخب البرتغالي غير طعم ونكهة الخسارة والهزيمة وجعل الكل يتأكد أنه ليس كل منتخب خاسر رفهو سيء وليس كل رابح فهو يستحق.
الروح والإصرار لخصهما اللاعب أمرابط بفدائية عالية وباقي اللاعبين بما أبلوه من بلاء حسن لولا تحامل التحكيم والفار الذي جاء ليتكالب على المنتخبات الصغيرة.

ترويض الثيران
حتى للذين استرخصروا على هذا المنتخب ما قدمه خلال المبارتين الأوليين، فقد أكدوا على ضرورة متابعة ما سيكون عليه المشهد أمام المنتخب الإسباني القوي والعتيد ليتأكدوا.
وهنا زاد المنتخب الوطني في إطمئنان المشككين وقدم درسا كبيرا في الكرة الواقعية متحديا كل الفوارق المرسومة ومعلنا عن نفسه ندا كبيرا للثور الإسباني.
تعادل غير مستحق بعدما كان الإنتصار أقرب للأسود والأكثر من هذا هو أن يتحالف التحكيم مع الفيديو مع كل المؤثرات الخارجية لتمنح نقطة لم يكن المنتخب الإسباني ليحلم بها.
بطولية تجسدت بالدليل والبرهان ومقاومة كبيرة لمنتخبا الوطني لكل التيارات