هو من أفضل اللاعبين المغاربة بالفريق الوطني في السنتين الأخيرتين وأكثرهم إقناعا وإستقرارا على مستوى الأداء، لاعب صامت خجول لا يتكلم كثيرا لكنه ثائر ومقاتل شجاع داخل الملعب.
غانم سايس كتب التاريخ في موسمٍ خالد لن ينساه أبدا، وحقق الأحلام بإجتهاد وإنضباط وإحترافية عالية، وكسب حب وإحترام الجميع كونه مدافع عالمي من الطراز الرفيع، يُعول عليه في الشدائد، والعرين آمن ومطمئن بحضوره.
- المنتخب: تغادرون المونديال برأس مرفوع بعد تعادل بطعم الإنتصار ضد إسبانيا..
سايس: نحن فخورون بما أنجزناه، والإقصاء بعد كل ما قدمناه شرف لنا وللمغاربة، أظن أننا كنا في المستوى المطلوب وأقنعنا وأمتعنا الكل، وخير دليل المباراة الثالثة ضد إسبانيا حينما كنا الأقرب للفوز لولا الحكم الذي ذبحنا في آخر دقيقة بهدف مثير للجدل.
- المنتخب: الهدف صحيح، ما الخطأ الذي إرتكبه الحكم؟
سايس: لن ننكر أن الهدف صحيح وليس تسلل، لكن الخطأ يعود للركنية التي نُفذت من الزاوية الخاطئة، فالكرة غادرت في جهة والركنية لُعبت في جهة أخرى، هذا غير معقول وغير قانوني ولا أفهم لماذا لم يتدخل حكم الساحة ولم يشاهد بقية مساعديه اللقطة والكرة، في حين جاء التدخل من الحكم الخامس للتنبيه والمطالبة بإعادة مشاهدة الهدف الذي تم رفضه في البداية، قبل اللجوء لتقنية الفيديو التي منحت الإسبان هدف التعادل والإفلات من الخسارة بنجدة التحكيم.
- المنتخب: لماذا لم تحتجوا؟
سايس: منذ بداية المباراة لاحظنا أن الحكم يوزع الإنذارات الصفراء فور أي تدخل بسيط ويتوعدنا عكس اللاعبين الإسبان الذين كان يتساهل معهم، فالمدافع بيكي قام بتدخل خشن وخطير لم ينل على إثره أي إنذار شفهي أو بطاقة، إتضح لنا أنه متساهل ومنحاز ويحاول هزمنا، حاولنا تفاديه والتركيز على لعبنا إلا أنه تغاضى عن ضربة جزاء بعد لمسة يد لنفس المدافع بيكي، طالبناه بمشاهدة الفيديو والتأكد من قراره لكنه لم يكترث لنا، إحتجاجاتنا طيلة المباراة لم يكن يسمعها وهذا ظلم وإنحياز كبير.
- المنتخب: هل تشعرون أن التحكيم ظلمكم وتقنية «الفار» لم تخدمكم؟
سايس: لقد ثبت أن الفيديو هو للكبار، وتقنية «الفار» سمعنا عنها فقط ورأينا الآخرين يستفيدون منها في حالات بسيطة، هذه المباراة الثالثة التي لم يتم فيها إنصافنا، والإجحاف الكبير بدأ ضد البرتغال وتواصل أمام إسبانيا، فكيف يُعقل أن يسجل رونالدو هدفا غير شرعي ويحرمنا الحكم من ضربتي جزاء، وبعدها نُحرم من ضربة جزاء ثالثة في اللقاء الثالث، بينما إستُعمل ضدنا الفيديو ليحتسب هدفا في الوقت بدل الضائع بعد ركنية غير قانونية في الأصل، هنا تشعر أن هذه التقنية المسماة بـ «الفار» والتي أدخلتها الفيفا لتحسين جودة التحكيم وإنصاف المظلومين لم تقم بدورها، أو بعبارة أخرى تم توجيهها لتخدم طرفا على حساب الآخر.
- المنتخب: تريد أن تقول أن الفيفا تساعد بهذه التكنولوجيا فقط المنتخبات القوية في حالات تعرضها للظلم؟
سايس: ومن يثبت العكس، الأمور واضحة ولا مجال للشك، المنتخبات الصغيرة ليس لديها ثقل وتأثير على العالم وفي المنظومة الكروية الدولية، وبالتالي فظلمها غير مؤثر وصوتها غير مسموع، سواء كان الإحتجاج داخل أو خارج الميدان لا أحد يجيب ويستجيب، عكس الخصوم بنجومهم وأسمائهم التي ترهب المسؤولين وتخيفهم، فرونالدو لا أحد يقدر على إعتراضه والوقوف في وجهه والكل يحاول أن يكون إلى جنبه ويدعمه ويدفعه للأمام، كما الشأن بالنسبة لإسبانيا التي تتواجد ضمن قائمة المرشحين للتتويج بكأس العالم وإستمرارها في البطولة أمر ضروري وواجب، بجميع الوسائل يجب أن يمروا ويتأهلوا ولا يهم كيف، شاهدنا خسارة ضد البرتغال بعدم اللجوء للفيديو وتعادل أمام إسبانيا بالإعتماد عليه لكن ضدنا، هذا سخيف وهراء ويثير السخط والإشمئزاز، لأن «الفار» حلال على البعض وحرام على البعض الآخر.
- المنتخب: بغض النظر عن التحكيم، كيف تُشرّح المباراة ضد إسبانيا والتعادل الإيجابي والمشوق؟
سايس: بعد الإقصاء المبكر والمر حاولنا الحفاظ على الثقة في النفس والإستعداد للمباراة الثالثة وكأنها مصيرية وحاسمة، لم نشأ التحضير لها كلقاء شكلي غير مهم، بل أبقينا هامش التركيز والهدوء والحماس والبحث عن مسك الختام، دخلنا المباراة الثالثة بهدف تعويض ما ضاع ومحاولة ربح نقطة أو ثلاث وتحقيق المفاجأة، وكنا قريبين من مرادنا حتى الوقت بدل الضائع، أحرجنا إسبانيا بنجومها في ريال مدريد وبرشلونة ووضعناها في مأزق وأظهرنا للعالم كله أننا منتخب قوي لا يستحق الإقصاء.
- المنتخب: لعبتهم بطريقة دفاعية وسجلتم هدفين عكس اللقاءين السابقين حينما كنتم تندفعون وتهاجمون في غياب التهديف؟ كيف تفسر هذا؟
سايس: ما كان ينقصنا في المباراتين الأوليين ضد إيران والبرتغال هو الحظ والنجاعة، وضد إسبانيا توفقنا بحضور الفعالية في توقيع هدفين الأول من هجمة مرتدة والثاني عبر كرة ثابتة وضربة رأسية، لم يكن بمقدورنا تكرار نفس الأسلوب الذي لعبنا به لأن الخصم هو إسبانيا المعروف بسيطرته على الميدان وتحكمه في زمام الأمور بإمتلاك الكرة والضغط على المنافسين ويصعب فتح اللعب معه، كما أن المنتخب الإسباني كان المعني الأول والأخير بالنتيجة، وبالتالي مطالب بالهجوم وتسجيل الأهداف، حاولنا غلق المنافذ والدفاع بخطوط متقاربة وصد كل المناورات ثم الإنطلاق في المرتدات والبحث عن ضربات قاضية، وهو ما أتيح لنا في مناسبتين لكن سيناريو النهاية جاء محبطا، وعموما فنقطة ضد إسبانيا وفي كأس العالم وبعد إقصاء مسبق نتيجة رائعة وتاريخية فاجأت الخصم والعديد من المتتبعين.
- المنتخب: هل من ندم على ما ضاع وهل كان بالإمكان أفضل مما كان؟
سايس: كنا نرغب في التأهل للدور الثاني وكانت لدينا المقومات لتحقيق ذلك، أقنعنا العالم كله وأظهرنا من يكون المغرب، وكسبنا إحترام الخصوم والجماهير من مختلف البقاع، ليس هناك ندم على ما ضاع لأن ما كان يتوجب علينا فعله قمنا به، وفوق طاقتنا لا نُلام، الكرة تخاصم المتميزين أحيانا وتدير ظهرها للأفضل وسط الميدان، صحيح لو فزنا على إيران كانت الأمور ستعرف مسارا آخرا لكن ما باليد حيلة، الحظ غاب والتوفيق خان والتحكيم الظالم حضر والنتيجة إقصاء جائر وغير مستحق.