أكد لاعب المنتخب المغربي الشاب أشرف حكيمي الذي شارك رفقة المنتخب الوطني بكأس العالم التي تحتضنها روسيا وخرج منها في الدور الأول بمستوى نال إعجاب جميع المتتبعين, في حوار مع "المنتخب" أنه هو وزملاؤه  شرفوا الكرتين المغربية والإفريقية, مؤكدا أن المنتخب المغربي أثبت للجميع أنه منتخب كبير ويجب احترامه, والجمهور المغربي الكبير فخور بهذا المنتخب الذي سيكون له شأن كبير في المستقبل.
أشرف حكيمي فتح للمنتخب قلبه ليحكي عن أول مشاركة له في كأس العالم ويسرد أحلامه المستقبلية مع المستديرة وهو يغادر الريال إلى البطولة الألمانية الممتازة منضما لبروسيا دورتموند, كل هذا ستكتشفونه في  هذا الحوار الشيق..
- المنتخب: تم توظيفك كظهير أيسر وأنت المعروف بلعبك كظهير أيمن, هل كنت راض لتقلد هذا المنصب؟
حكيمي: أنا لاعب محترف دائما ما أحترم قرارات المدرب الذي تبقى له الصلاحية المطلقة لاختيار الأنسب لشغل بعض المراكز التي تؤرقه, لذلك نفذت تعليمات المدرب رونارد ولله الحمد كنت في المستوى المطلوب وقدمت ما كان مطلوبا مني, ومع مرور المباريات تعودت على هذه المهمة مع المنتخب الوطني, على عكس في الريال، حيث  ألعب دائما كظهير أيمن, وبما أنني ألعب بالقدمين اليمنى واليسرى فقد ارتأى المدرب الإعتماد علي في الرواق الأيسر, وهذا ليس عيبا أن تكون تتقن مجموعة من الأدوار داخل الفريق, لكن العيب هو أن تبقى حبيس المركز الوحيد الذي تحبد اللعب فيه.
- المنتخب: لكن البعض يرى قوة حكيمي في الرواق الأيمن من دفاع المنتخب المغربي؟
حكيمي: ذلك يبقى رأيهم، أما في نظري أقدم كل ما لدي سواء في الجهة اليمنى أو اليسرى لأنني تأقلمت مع هذه الوضعية وليس لدي مشكل, المهم عندي هو أن أنال ثقة المدرب والجماهير التي كانت دائما تساندني منذ إلتحاقي بالمنتخب المغربي الذي حققت معه حلمي وهو المشاركة في كأس العالم وأنا في هذه السن, إنه لأمر رائع أن أجد نفسي داخل تركيبة بشرية تضم لاعبين كبارا أمثال بنعطية وبوصوفة وأمرابط والأحمدي والمحمدي وبوطيب الذين قدموا لنا كلاعبين شباب كل الدعم على جميع المستويات, أملي أن نواصل هذا التألق لنكون في الموعد في الإستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا.
- المنتخب: كثر الحديث مؤخرا عن رحيل الناخب هيرفي رونار, في نظرك هل بإمكان المنتخب المغربي أن يجد الخلف المناسب للحفاظ على المكتسبات؟
حكيمي: رونار مدرب كبير يعرف جيدا كيف يتعامل مع المباريات بطريقة احترافية وممتازة، لا نحس معه بالملل لأنه مدرب راكم من التجربة ما يكفي, ويعطي لكل ذي حق حقه باختياراته الصائبة والناجحة في أغلب المباريات، والنتائج الجيدة التي حققها مع المنتخب المغربي لخير دليل على أنه مدرب كبير, لذلك نحن كلاعبين نتمنى أن يستمر رونار في مهمته هاته، لأن المنتخب المغربي أصبح يضرب به المثل وأصبح واحدا من المنتخبات القوية على المستوى القاري والعالمي.
- المنتخب: في نظرك ماذا كان ينقص المنتخب المغربي للمرور إلى الدور الثاني؟
حكيمي: ما كان ينقصنا هو تسجيل الأهداف فقط, لقد فعلنا كل شيء في المباريات الثلاث ولم نركن للدفاع حتى مع المنتخبين البرتغالي والإسباني بأسمائه الكبيرة, فرضنا عليهما أسلوبنا وهددنا مرماهما بطريقة هجومية مدروسة, لكن الحظ عاكسنا والكرة لم تنصفنا, المنتخب المغربي يتوفر على جيل ذهبي من اللاعبين الشباب والمخضرمين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل, وما قدمناه بروسيا دليل قاطع على أن المنتخب المغربي يسير في الطريق الصحيح، علينا استثمار هذا المعطى للحفاظ على هذا الجو العائلي الذي أصبح يطغى على جميع تربصاتنا.
- المنتخب: كان لك حديث مطول مع عميد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو عند نهاية المباراة, ماذا قال لك رونالدو؟
حكيمي: نعم كان لدي حديث مع عميد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو عند نهاية مباراة المنتخبين المغربي والبرتغالي التي انهزمنا فيها بهدف لصفر, إذ اعترف لي بقوة المنتخب المغربي، وقال لي بالحرف «كنتم الأقوى ولا تستحقون هذه الهزيمة, لقد أبهرتموني جميعا بأدائكم الرجولي فواصلوا على هذا المنوال»، إنه اعتراف من نجم كبير بقوة المنتخب المغربي, وهذا ليس بغريب على كريستيانو رونالدو الذي يحب اللعب الرجولي والجميل ويعترف بخصومه.
- المنتخب: معروف عن حكيمي الهدوء والرزانة في الحديث, لكن في مباراة إسبانيا كنت كثير الإحتجاج على حكم المباراة، ماذا حدث بالضبط؟
حكيمي: لم أتمالك نفسي لأنني رأيت حكم المباراة يوزع على لاعبينا مجموعة من الإنذارات العشوائية من دون سند، في حين لم يعط أي إنذار للاعبي المنتخب الاسباني على غرار اللاعب بيكي الذي تدخل بقوة في حق اللاعب بوطيب وأمام الملأ لم ينذره, مما أثار حفيظتي وطالبته بالتعامل معنا بطريقة لبقة وأن يعطينا حقنا فقط ولا داعي لمجاملة لاعبي المنتخب الإسباني, لكنه لم يتقبل ما قلته له، وأظن أن التحكيم في هذه المباراة لعب ضدنا كذلك ولم ينصفنا وأضاع علينا فرصة تحقيق ثلاث نقاط..
- المنتخب: بماذا أحسستم والجماهير المغربية تؤازركم بقوة في المباريات الثلاث؟
حكيمي: ما أود أن أقوله بمنتهى الصراحة أنني لم أتمالك نفسي وذرفت الدموع وأنا أرى الجماهير المغربية تدعمنا وتطلب منا تقديم الأفضل بطريقة حضارية نالت عطفنا واحترامنا جميعا, لقد تألمت كثيرا للخروج من الدور الأول، لأن أملنا كان كبيرا لإهداء هذا الجمهور الرائع تأهلا, لقد عشنا ملحمة تاريخية مع جماهيرنا وهي تتنقل بكثافة بين المدن الثلاث التي احتضنت مبارياتنا وهي ترسم لوحات رائعة على المدرجات وفي الشوارع, لذلك فنحن مدينون لها بالشيء الكثير وسنعوضها عن هذا الخروج في الإستحقاقات المقبلة التي تنتظرنا والبداية ستكون بـ "الكان" الذي ستحتضنه الكامرون في 2019.
- المنتخب: يعتبر العارفون بخبايا الريال أن رحيل زيدان عجل برحيلك عن قلعة الريال؟
حكيمي: زيدان مدرب كبير، قدم لي كل الدعم ويثق في إمكانياتي التقنية والبدنية وأعطاني فرصة العمر للعب مع كبار لاعبي ريال مدريد وهذا ليس بالأمر الهين وأنا في هذا السن أجاور عمالقة كرة القدم بالبطولة الإسبانية وأحقق معه ألقابا تاريخية ستبقى خالدة في الذهن, فريال مدريد لا تسمح في لاعبيها الشباب، كل ما هناك أنها تقوم بإعارة البعض منها لكسب المزيد من التجربة وهذا ما حدث معي لأنني سأنتقل لنادي دورتموند الألماني على سبيل الإعارة لموسمين لألعب الكثير من المباريات وكسب المزيد من التجربة، وهذا سبق أن حدث مع اللاعب كارباخال، الذي خاض هو الآخر تجربة كلى سبيل الإعارة بالبطولة الألمانية وعاد بقوة وكسب رسميته عن جدارة واستحقاق, وهذا ما سيحفزني كثيرا للإشتغال أكثر لأن البطولة الألمانية تعتبر واحدة من البطولات الأوروبية القوية وتضم لاعبينا كبارا.
- المنتخب: إذن ستغادر مباشرة من تطوان إلى ألمانيا للتوقيع عن العقد وإجراء الفحوصات الطبية؟
حكيمي: نعم أنا جئت إلى مدينة تطوان للإشراف على دورة تكوينية خاصة بالأطفال الصغار وهذا أمر رائع، لقد قضيت ثلاثة أيام جميلة مع الأطفال الذين يمتلكون إمكانيات تقنية ممتازة، لقد أعجبت كثيرا بمثل هذه المبادرة التي تثلج الصدر, بالفعل غادرت في اتجاه ألمانيا لمعرفة المزيد من التفاصيل عن العقد وإجراء الفحوصات الطبية المعمول بها في مثل هذه الإنتقالات الصيفية.
- المنتخب: كيف تلقيت نبأ إلتحاقك بدورتموند الألماني؟
حكيمي: إنه أمر رائع أن أخوض تجربة أخرى خارج إسبانيا لأنني بحاجة ماسة لتطوير إمكانياتي، ولله الحمد كسبت من التجربة ما يكفي وسأواصل العمل لتحقيق الأهداف المنشودة وهي العودة من جديد لحمل قميص الريال عندما تنتهي فترة الإعارة هاته, وهذا ما أكده لي مدرب ريال مدريد الجديد لوبيتيغي الذي يعرف إمكانياتي التقنية جيدا.
- المنتخب: كلمتك الأخيرة
حكيمي: أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لجريدتكم المحترمة المزيد من التألق والإستمرارية, ولا تفوتني الفرصة أن أطلب من الجماهير المغربية المعذرة لأننا لم ننجح في إسعادها وتحقيق مرادها وسنعوضها عن هذا الإخفاق في الإستحقاقات المقبلة وألف تحية لها.