هو من أفضل اللاعبين المغاربة بالمنتخب المغربي في الأونة الأخيرة، وأكثرهم إقناعا وإستقرارا على مستوى الأداء، لاعب صامت خجول لا يتكلم كثيرا لكنه مقاتل وشجاع داخل الملعب.
خالد بوطيب كتب التاريخ في موسمٍ خالد لن ينساه أبدا، وحقق الأحلام بإجتهاد وإنضباط وإحترافية عالية، وكسب حب وإحترام الجميع كونه مهاجم طور نفسه بشكل كبير وأصبح يُعول عليه في الشدائد، بالنظر للتجربة التي أصبح يتوفر عليها والتي استفاد منها أسود الأطلس مؤخرا، رغم الخروج المخيب من مونديال روسيا في الدور الأول.
«المنتخب» إتصلت بخالد بوطيب ووجهت له أسئلة المرحلة، أجاب عنها بكثل ثقة في النفس، وبدون لغة خشب.

- المنتخب: المنتخب المغربي غادر مونديال روسيا من الدور الأول، برأس مرفوع بعد تعادل بطعم الإنتصار ضد إسبانيا، كيف تقرأ حضور المغرب في نهائيات كأس العالم؟
بوطيب: نحن فخورون بما أنجزناه، والإقصاء بعد كل ما قدمناه شرف لنا وللمغاربة، أظن أننا كنا في المستوى المطلوب وأقنعنا رغم خيبة أملنا في المباراة الأولى أمام إيران، وخير دليل المباراة الثالثة ضد إسبانيا حينما كنا الأقرب للفوز لولا الحكم الذي ساهم في خسارتنا في آخر دقيقة.

- المنتخب: لم تشارك خلال المباراة الأولى ضد إيران، والناخب الوطني رونار فضل عليك المهاجم أيوب الكعبي، هل حزنت على عدم اللعب كأساسي وأنت الذي كنت الرقم الأول في معادلة المهاجمين المغاربة؟
بوطيب: سأكون كاذبا إن قلت لك أنني لم أحزن عقب عدم دخولي كأساسي في المباراة الأولى أمام إيران، لأنني كنت دوما المهاجم الأول الحاضر في الإقصائيات، لكن حصل ما حصل وإحترمت قرارات الناخب الوطني، لأنه جهز المجموعة بالطريقة التي يراها هي الأصلح، وكلاعب ما كان علي سوى الإنصياع للأوامر وتطبيقها.

- المنتخب: لكن الجمهور المغربي وكذا وسائل الإعلام تفاجأوا لإبعادك عن لقاء إيران؟
بوطيب: وبدوري تفاجأت لقرار المدرب رونار، ورغم ذلك إحترمته لأنه يرى اللاعب الأصلح بالنسبة له في كل مباراة، عموما صفحة المونديال طويتها بحلوها ومرها، والآن أركز على مستقبلي ومواصلة العمل بجدية من أجل الحفاظ على مستواي الحالي.

- المنتخب: هل تشعر خالد أن التحكيم ظلم المنتخب المغربي وأن تقنية «الفار» لم تخدم مصلحة الأسود بتاتا؟
بوطيب: لقد ثبت أن الفيديو هو للكبار فقط وتقنية «الفار» سمعنا عنها فقط، ورأينا الآخرين يستفيدون منها في حالات بسيطة، الإجحاف بدأ ضد البرتغال وتواصل أمام إسبانيا، فكيف يُعقل أن يسجل رونالدو هدفا غير شرعي ويحرمنا الحكم من ضربتي جزاء، وبعدها نُحرم من ضربة جزاء ثالثة في اللقاء الثالث ضد إسبانيا، بينما إستُعمل ضدنا الفيديو ليحتسب هدفا في الوقت بدل الضائع بعد زاوية غير قانونية في الأصل.
عموما لا أريد الخوض كثيرا في التحكيم، فقد شاهد العالم بأسره أننا ظلمنا بما في ذلك الجماهير المغربية التي تنقلت لروسيا من أجل دعمنا، والتي أشكرها على ما قامت به من أجل اللاعبين.

- المنتخب: بغض النظر عن التحكيم، أعود بك للتعادل المثير ضد إسبانيا وهدفك الجميل في شباك دي خيا، كيف عشت تلك الأجواء؟
بوطيب: بعد الإقصاء المبكر حاولنا الحفاظ على الثقة في النفس والإستعداد للمباراة الثالثة وكأنها مصيرية وحاسمة، لم نشأ التحضير لها كلقاء غير مهم، بل أبقينا هامش التركيز والهدوء والحماس والبحث عن مسك الختام، دخلنا المباراة الثالثة بهدف تعويض ما ضاع ومحاولة ربح نقطة أو ثلاثة وتحقيق المفاجأة، وكنا قريبين من مرادنا حتى الوقت بدل الضائع، أحرجنا إسبانيا بلاعبيها الكبار، وأظهرنا للعالم كله أننا منتخب قوي لا يستحق الإقصاء.
وبخصوص هدفي في مرمى دي خيا، فعندما إنفردت به كنت أعرف أني سأسجل، وثقت كثيرا في قدرتي على ذلك، والحمد لله لم يخب ظني، فقد كنت أتمنى التسجيل في المونديال، لأنه لا يعقل أن نحضر نهائيات كأس العالم، ونغادره بدون تسجيل الأهداف.

- المنتخب: لعبتم بطريقة دفاعية وسجلتم هدفين عكس اللقاءين  ضد إيران والبرتغال، حينما كنتم تهاجمون في غياب التهديف، كيف تشرح كل هذا خالد؟
بوطيب: في مباراتي إيران والبرتغال غاب عنا الحظ واللمسة الأخيرة، ضد إسبانيا توفقنا بحضور الفعالية في توقيع هدفين الأول من هجوم مرتد، والثاني عبر كرة ثابتة وضربة رأسية، لم يكن بمقدورنا تكرار نفس الأسلوب الذي لعبنا به لأن الخصم هو إسبانيا المعروفة بسيطرتها على الميدان وتحكمها في زمام الأمور بإمتلاك الكرة والضغط على المنافسين ويصعب فتح اللعب معها، كما أن المنتخب الإسباني كان المعني الأول بالنتيجة، وبالتالي مطالب بالهجوم وتسجيل الأهداف، حاولنا غلق المنافذ والدفاع بخطوط متقاربة وصد كل المناورات ثم الإنطلاق في المرتدات والبحث عن ضربات قاضية، وهو ما أتيح لنا في مناسبتين لكن سيناريو النهاية جاء محبطا، وعموما فنقطة ضد إسبانيا وفي كأس العالم وبعد إقصاء مسبق نتيجة رائعة وتاريخية فاجأت الخصم والعديد من المتتبعين.
(يتبع)