على نحو مفاجئ تستمر الهجرة العكسية للاعبي المنتخب المغربي في اتجاه الخليج ومغادرة البطولات الأوروبية التي ينشطون فيها.
هذه المرة الدور جاء على اللاعب نور الدين أمرابط رئة الأسود وأفضل لاعب في المونديال والذي اختار على نحو مفاجئ التحليق باتجاه السعودية وبالضبط لنادي النصر السعودي.
أمرابط في قمة النضج الكروي يختار السعودية، لماذا؟ وكيف؟ وما هي المغريات التي تحكمت في هذه الوجهة؟ وما هي تداعياتها على العرين مستقبلا؟

المحارب أيقونة المونديال
فرض نور الدين أمرابط نفسه كونه الأفضل واللاعب الذي تفاعل معه الجمهور المغربي وحتى غير المغربي في المونديال الروسي أكثر من غيره.
باستبساله أولا والروح الوطنية التي أظهرها في المباريات ثانيا وللطريقة والإيقاع القوي الذي ساير به المباريات ووقوفه ندا قويا أمام نجوم كبار لمنتخبات عالمية.
أمرابط الذي تجاوز تبعات إصابة بليغة وخطيرة جدا أمام إيران، وبعدما اعتقد الكثيرون أن المونديال إنتهى لديه مبكرا، سيثور وسيتمرد على طبيعة الإصابة وبفدائية منقطعة النظير سيقاوم ليلعب، والأكثر من هذا سينتج مردودا عظيما وسخاء كبيرا وليعلن نفسه بالفعل ظاهرة المونديال وأكثر لاعبي الفريق الوطني إقناعا.

تركيا على الخط
في وقت اعتقد الكثيرون أن ميركاطو لاعبي الأسود سيكون مميزا للغاية بعد الصورة اللامعة التي خلفوها وراء ظهورهم بروسيا، سيحدث العكس من خلال تهافت أندية خليجية على عدد من اللاعبين المغاربة ولم ترق العروض لما هو مؤمل ومنتظر.
أمرابط واحد من اللامعين في الأراضي الروسية توصل بعرض واحد جاد كان من نادي طرابزون سبور التركي إلا أنه لم يكن مقنعا لناديه الإنجليزي من ناحية القيمة المالية ولا حتى للاعب للسماح بمغادرته.
المسألة الثانية هو كون أمرابط جاور فريقا كبيرا وهو أقوى الفرق التركية «غلطة سراي» وبدا من غير المقبول أن يعود للعب في ناد أقل قيمة.
وسعيا منه لحسم الأمور بسرعة فائقة ودون أن يطيل الإنتظار فقد أصر أمرابط على أن ينهي كل جدل مرتبط بمصيره وأن لا ينتظر الذي قد يأتي أو لا يأتي.

النصر وصفقة العمر
يبدو للوهلة الأولى أن العرض الذي تقدم به نادي النصر السعودي لنادي واتفورد الأنجليزي لم يكن كبيرا حتى نصور أن النادي الأنجليزي يسمح للاعب بالخروج.
إلا أن واتفورد نظر للأمور من زاوية أخرى، كون القيمة المالية التي ناهزت 4 مليون ونصف المليون يورو هي نفسها التي استقدم بها اللاعب، وثانيا اللاعب خاض تجربة إعارة ومدربه الحالي لم يضعه ضمن طليعة الخيارات.
والأمر الثالث هو أن أمرابط هو من خاطب إدارة ناديه لتسهيل مسألة خروج كونه تلقى عرضا جيدا ومثاليا لا يمكن رفضه خاصة في هذا السن.
3 مليون و300 ألف دولار في الموسم الواحد راتب سنوي لا يتوصل به سوى اللاعبون المميزون في البطولات الأوروبية الكبيرة، وبهذا كانت صفقة العمر للعالمي السعودي واللاعب المغربي في آن واحد.

سلطان المال
كان بإمكان نور الدين أمرابط أن يواصل في أسوأ احتمال ممكن رفقة نادي ليغانيس الإسباني الذي استعاره الموسم المنصرم وأبدى رغبة جامحة في التمديد له.
إلا أن ناديا متوسطا من حجم ليغانيس لم ليكن ليلبي طموحات الأسد المغربي من جهة ومن جهة ثانية فريق بإمكانيات وموارد مالية متوسطة للغاية لم يقو على تحمل راتب أمرابط الذي يعتبر واحدا من أفضل 3 لاعبين الأعلى أجرا وكلفة بالفريق.
لذلك كان للغة المال بالغ الأثر في توجيه هذه الصفقة وتغيير الكثير من القناعات للاعب أمرابط الذي ربما لم يكن ليدور في خلده أن يوقع على تجربة أو مغامرة مثل هذه لو لم يحسبها جيدا.

العرين بلون خليجي
تفاعل عدد كبير من معجبي أمرابط والذين زاد عددهم بعد المونديال مع صفقة انتقاله للعب بالنصر السعودي، بل أن عددا هائلا منهم اعترض على الخطوة وتمنى على اللاعب لو يواصل بأوروبا، يقينا منهم أن مغادرته للخليج ستكون لها تداعيات كبيرة وانعكاس سلبي على مردوده مستقبلا مع الفريق الوطني.
سيما وأن العدد مرشح للإرتفاع من خلال انتقال الاحمدي ليجاور اتحاد جدة وتواجد بوصوفة بالإمارات دون أن يحسم في وجهته المقبلة والأخبار التي تروج بخصوص اقتراب كل من نبيل درار وبوطيب أيضا من نفس المغامرة.
وسيكون من العبث القول أن انتقال أمرابط للعب في السعودية هو بمثابة إعدام لمستقبله مع المنتخب المغربي، لأن اللاعب ما يزال في سن صغيرة وله من الإمكانيات الشيء الكثير كي لا يثأثر سلبيا بهذه الخطوة.
ورغم ذلك يبقى انتقال أمرابط للعب في السعودية والرياح التي تهب على عدد آخر من المحترفين تثير الكثير من التوجس والقلق بشأن مستقبل الفريق  الوطني.