بخروج الكعبي للعب في نادي "فورتين" الصيني تكون الفرق الوطنية قد تخلت على بعض من خجلها وبدأت تتجرأ نسبيا على قيم مالية جد محترمة غير مسبوقة.
قبل الكعبي خرج بنشرقي بقيمة مماثلة وشكل الفتح والفريق الدكالي مرجعا للتصدير المستمر الذي أفادهما كثيرا على مستوى التدبير المالي الموسمي.
في الملف التالي نعرض لأقوى صفقات زمن الإحتراف ونقارنها بالماضي القريب.

ركود له أسبابه
سجل نشاط البطولة الوطنية على مستوى تصدير اللاعبين صوب الخارج وخاصة صوب أوروبا ركودا ملحوظا بنهاية جيل مونديال فرنسا وهو ما أكدته وقائع الألفية الثالثة التي أعلنت هذا التراجع وبالأرقام
عدم ظهور لاعبين مميزين وما يسمون بالفلتات التي تستحق المتابعة وفشل بعض الوجوه التي انطلقت من البطولة على مستوى فرض نفسها أوروبيا كان من أبرز المسببات.
حسن علا وبوشعيب لمباركي وأمين الرباطي وإبراهيم البحري وفوزي البرازي والمهدي النملي والسقاط وغيرهم لم يلمعوا بالشكل المطلوب وكانوا نهاية جيل الخروج صوب القارة العجوز.

تألق الأسود يضمن الرواج
ما يؤكد هذا المعطى وبدعمه هو ما حدث مع منتخب دورة فرنسا والذي غادر كله صوب البطولات الأوروبية باستثناء الحارس بنزكري.
أسماء وجدت حتى التي كانت احتياطية ملاذا لها بالقارة الأوروبية ونجحت في فرض نفسها في بطولات عملاقة، بل وواصلت لسنوات طويلة حضورها ككماتشو وبصير وروسي ونيبت وصابر والحضريوي ولخلج وشيبو وشيبا وحتى رشيد روكي وغيرهم.
الإنطباع الرائع الذي خلفته مشاركة الأسود في مونديال 1998 كان لها انعكاس على مستوى السمعة والصورة، وهو ما سيستفيد منه لاحقا جيل بدر قادوري وسفري والقرقوري وروماني وحتى بضوضان والبقية، وما إن يتوارى الفريق الوطني حتى يضمحل النشاط ويتقلص لدرجة أنه انعدم مؤخرا.

ثلاثي نشيط
وبغض النظر عن التصدير صوب أوروبا والذي تقلص بنهاية جودة أسماء من طينة عادل رمزي وشكيب بنزوكان ويوسف رابح وابراهيم البحري وبوشعيب لمباركي وآخرون، فإن دينامية حدثت في السنوات الأخيرة وبالضبط منذ تطبيق الإحتراف والتسويق الذي أصبحت عليه البطولة تحيد على مستوى المنطقه والكيف، ويبرز الوداد البيضاوي في طليعة الفرق التي تصدر لاعبيها للخارج خاصة الأجانب للخليج و البطولات العربية منهم وعلى الخصوص منتوج الهداف المطلوب أكثر كحمد الله وإيفونا وأونداما وجبور وأحداد وأزارو وبنشرقي والكعبي وغيرهم.
ثم ظهور الفتح الذي ربح 5 مليار سنتيم من وراء بيع 5 لاعبين وهم سعدان وبطنا وفوزير ونايف ثم بولهرود، والدفاع الجديدي الذي صدر 3 لاعبين منذ إعلان الإحتراف وبمبالغ محترمة عربيا.

مصر بوابة الخروج
اللافت الإنتباه خلال آخر المواسم إقبال قطبي الكرة المصرية على منتوج البطولة بعد أن كان الأمر على استحياء كبير في السابق وظل عمر نجدي سفيرا وحيدا بأرض الفراعنة.
الأهلي استقطب أزارو من الجديدة وقبله إيفونا من الوداد وبقيم مالية جديرة بالإحترام ضاعفت كلفة اللاعبين معا حين وقعا مع الوداد والجديدة أضعافا كثيرة، ما فعله الأهلي أغرى الزمالك  الذي انتدب أحداد نجم الجديدة وسعى بقوة خلف الكعبي من بركان ويغازل لاعبين آخرين أبرزهم بنشرقي لاعب الهلال السعودي.
قطبا الكرة المصرية آثرا على جعل اللاعبين المغاربة استثمارا مربحا لهما لإعادة بيعهم لاحقا وبأسعار عالية.

السوق الصينية
يرى الكثيرون أنه حان الوقت للإنفتاح على أسواق أخرى غير الخليج وأوروبا لتحقيق أرباح طائلة من وراء بيع اللاعبين.
السوق الصينية التي تفتح أحضانها لنجوم العالم وبأرقام قياسية ضمت مؤخرا الكعبي الحديث العهد بالبروز وخاصة بقسم الصفوة في أقوى تعاقد يحسب في تاريخ البطولة على الإطلاق.
وباستحضار طلب السوق الصينية للاعب المغربي عبر بوابة الفرق المصرية فإنه حان الوقت لتقليص المسافات والتعامل مع هذه السوق مباشرة بما يمكنه أن يحسن من الميزان المالي للأندية ويحقق لها التوازن المطلوب سيما وأنها سوق بلا تأشيرة.