بعد باكورة ألقابه مع الوداد متمثلا في السوبر الإفريقي والريمونطادا الرائعة التي وقع عليها في مشوار البطولة والتي قربته من التتويج، ها هو فوزي البنزرتي يبحر بسفينة القلعة الحمراء من جديد ويقودها لمطاردة رهانات كبيرة لعل أصعبها هو الإحتفاظ بلقب عصبة الأبطال في الخزانة الودادية.
في الحوار التالي نبحر معكم لعوالم هذا المدرب الكبير، لأفكاره ورهاناته، ما يسعده وما يقلقه داخل الوداد وما هي متطلباته ليصمم خطته بنجاح؟

ــ المنتخب: مرة أخرى يشرفنا داخل المنتخب أن نلتقي بكم مجددا في هذا الحوار، والذي نود من خلاله أولا أن تخبرنا بعد حال الوداد من معسكر تونس لغاية الآن؟
فوزي البنزرتي: سبق لي و أن أطلعت الجميع على كافة تفاصيل معسكر المنستير والذي كان موفقا لحد ما و لبى كل متطلباتنا وإن لم يسعفنا الحظ لخوض بعض المباريات الودية كما كنا نشتهي ونرغب.
كان لا بد من فترة تحضير بالمواصفات التي طلبتها ونسبة كبيرة مما خططت له تحققت، ثم أكملنا باقي مراحل الإعداد هنا بالدار البيضاء وبعدها السفر لخوض مباراة رسمية عن عصبة الأبطال

ــ المنتخب: هل ترى أنه من اللائق أن يستهل الفريق موسمه بخوض مسابقة من هذا النوع؟
فوزي البنزرتي: نحن لسنا مخيرين لأجل ذلك، أحكام البرمجة الإفريقية والتغييرات التي ستطال المسابقات القارية على مستوى التواريخ هي التي فرضت وتفرض على كل الفرق المشاركة هذا الإستهلال وبهذه الطريقة.
بطبيعة الحال هو أمر صعب ومعقد أن تدخل مسابقة من حجم عصبة الأبطال ومباراة خارج الميدان وفي جعبتك مباراة ودية واحدة لا غير.
نحتاج لضبط الإيقاع والدخول في الأجواء وأهمية التدبير الجيد لهذه المرحلة لا يظهر إلا في نهاية الموسم.

ــ المنتخب: العودة بنتيجة التعادل من كوناكري هل كان النتيجة المفضلة؟
فوزي البنزرتي. بطبعي أنا رجل أعشق الإنتصار دوما، لكن لكل مباراة خصوصياتها ولكل مباراة ظروفها الخاصة.
وقياسا بما قلته لك على مستوى التحضير والإعداد والتنقل الصعب لغينيا تبقى نتيجة طيبة للغاية وأفضل بكثير بطبيعة الحال من تلقي الهزيمة. نتيجة أبقت في الموقع المريح الذي يتيح أمامنا مناقشة كل شيء بمنتهى الهدوء.

ــ المنتخب: تحمل عبئا كبيرا على كتفيك وهو أن تحتفظ بعصبة الأبطال في خزانة الفريق ما الذي تود أن تقدمه لجمهور الوداد؟
فوزي البنزرتي: لم أكن في يوم من الأيام من المدربين الذين يفضلون تقديم الوعود للجماهير، لا أعطي في حياتي وعدا لأحد..
المهمة التي أتولاها تحتم علي أن أنجح، والنجاح بطبيعة الحال لا يتأتى إلا بالإنتصارات، لذلك لا أعد وإنما أؤكد أننا داخل مسابقة نمثل فيها الفريق المطلوب للجميع والفريق البطل الذي يسعى كل منافسيه لهزمه والنيل منه وهنا الوضع يختلف عن السابق ويصعب المهام أكثر. ومع ذلك نحاول أن نتكيف مع الصفة الجديدة التي نحملها.

ــ المنتخب: هل لمست بعضا من هذه الصعاب في أول المباريات؟
فوزي البنزرتي: أكيد و كل موسم الصعوبة تكبر والفوارق تقل بين الفرق المسماة على الورق بالكبيرة والفرق المغمورة.
اللعب بالأدغال الإفريقية مسألة تتحكم فيها الكثير من التفاصيل التي لا تعترف بالقيمة ولا الأسماء التي يضمها كل فريق وإنما بالظروف التي تكون يوم المواجهة.
خبرتي الكبيرة في الميدان والمباريات الإفريقية مكنتني من إكتشاف كل هذا.

ــ المنتخب: ..لكن يبدو الفريق بتكرار مشاركاته أكثر هدوء ونضجا في التعاطي والتعامل مع المباريات، الخبرة لها دورها أليس كذلك؟
فوزي البنزرتي: هذا أمر لا شك فيه، الخبرة لها تأثيرها ولا أحد ينكر هذا لأنه لا مجال للمقارنة بين فريق يشارك كل موسم وآخر بالكاد يكتشف التجربة.
لحسن الحظ نتوفر على عديد العناصر التي مرت من هنا لكن مقابلها هناك لاعبون جدد أو أنهم قاطعوا المسابقة منذ سنوات طويلة ويفترض أن ندخل الجميع في أجواء التباري لنشكل وحدة متكاملة ومتجانسة.

ــ المنتخب: تعاقدات الفريق بدت وكأنها موجهة ومؤطرة ولم تكن كبيرة، هل أنت راض على سوق الوداد؟
فوزي البنزرتي: العبرة لم تكن في يوم من الأيام بالكم بل دوما بالكيف، وأنا لا أحبذ فكرة الشراء من أجل الشراء.
ينقصنا مهاجم صريح وهذا أمر يعرفه أصغر مشجع ودادي وإدارة الفريق إجتهدت كثيرا من أجل هذا الأمر.
لسنا متسرعين لأنه نرغب في أن يكون اللاعب الذي سيتحمل هذا الدور ملبيا لحاجياتنا وكذا منسجما مع خططنا.
ــ المنتخب: كان هناك لوم شديد من الجماهير الوداد على التفريط في اللاعب زهير المترجي وكانت ترى فيه حلا هجوميا مقبولا في هذه الظرفية؟
فوزي البنزرتي: لا يوجد مدرب في العالم يكون لديه لاعب بإمكانه أن يساعده على تحقيق النجاحات ويفرط فيه بسهولة.
كنا مقيدين بحصر اللائحة وعدد العناصر التي سنضيفها للقائمة الإفريقية ولم تكن هناك فرصة أمام المترجي لذلك فكرنا جميعا داخل الفريق أن نعيره لناد يلعب على الواجهة الإفريقية ليكتسب خبرة هذه المسابقات ونستعيده وسط الموسم ونستفيد منه في المشوار المقبل إن شاء الله وهو لاعب يدخل ضمن خطط الفريق المستقبلية.

ــ المنتخب: كيف تنظر لواقع البطولة المقبل وأنت رجل تجربة في هذا المجال؟
فوزي البنزرتي: ستكون صعبة بكل تأكيد والفرص صارت متساوية بين أكثر من فريق وهذا لمسناه الموسم المنصرم.
حكاية الفرق القوية والكبيرة والمرشحة على الورق لم تعد مجدية ودائرة المتنافسين تتسع موسما بعد الآخر.
لا أحد كان يرشح طنجة وفي نهاية المطاف توجت، لذلك لا توجد فرق أقوى وأخرى ضعيفة، البطولة المقبلة ستكون صعبة وينبغي أن لا نكرر نفس أخطاء الموسم السابق وأن تكون إنطلاقتنا موفقة.

ــ المنتخب: تنفرد بكونك عشت تجارب مهمة في تونس والمغرب مع الفرق التي تجر القاطرة الكروية بالبلدين، ماذا يمثل لك هذا الأمر؟
فوزي البنزرتي: هو أمر يبعث على الفخر وشرف كبيرة بطبيعة الحال، تدريب الترجي والنجم والإفريقي والصفاقسي والرجاء ثم الوداد يحلم بها كل مدرب.
البعض يرى أن المسألة سهلة ومن الجانب الخارجي، لكن في واقع الأمر تدريب فرق بهذه الحمولة والشعبية والجماهيرية ترافقه ضغوط شديدة ويتطلب يقظة دائمة وإرضاء الجماهير التي تعشق هذه الفرق.

ــ المنتخب: واكبت المونديال الروسي، بعين الخبير ما هي الخلاصات والإستنتاجات التي خرجت بها؟ وما تقييمك لمشاركة المنتخبات العربية؟
فوزي البنزرتي: بخصوص المونديال فقد قدم لنا شكلا جديدا من المنتخبات التي أصبحت تنشد التفوق، امتلاك الكرة السلبي واللعب العرضي لم تعد له جدوى وفائدة.
تتويج فرنسا وتواجد بلجيكا وإنجلترا وكرواتيا في مربع الكبار هو مكافأة للكرة الواقعية والمباشرة وللحملات المرتدة واللعب الأفقي.
بخصوص المشاركة العربية فقد كانت مخيبة للآمال بطبيعة الحال ولم ترق لما كان منتظرا منها وهذا له أسباب يستحيل شرحها بسهولة.
المنتخب المغربي كان الأكثر إقناعا من حيث المردود التقني والجمالي ولو مع مؤاخذات سجلت على طريقة تدبيره للمباريات وخاصة إيران لأنه كان بإمكانه تحقيق ما هو أفضل.

ــ المنتخب: على ذكر المنتخب المغربي وبه نختم هذا الحوار الشيق معك، كان إسمك ضمن خانة المرشحين لتدريبه في فترة سابقة، هل ما زال يراودك شغف هذه التجربة؟
فوزي البنزرتي: كان لي الشرف أن تواجد إسمي. قبل التعاقد مع هيرفي رونار ضمن قائمة المرشحين والمعنيين بتدريب المنتخب المغربي.
بطبيعة الحال كل مدرب إلا ويحلم بخوض تجارب مختلفة في مساره التدريبي ومنها الإشراف على منتخب من المنتخبات.
وأنا بتعايشي هنا معكم في المغرب فإني جد سعيد بالتجربة والإحتضان من طرف الجمهور وتدريب المنتخب المغربي يوما ما يبقى حلما كبيرا أتمنى إدراكه إن شاء الله وحظ موفق للكرة المغربية.