مع تحمس فوزي البنزرتي لتولي تدريب نسور قرطاج عوضا عن نبيل معلول المنفصل عن الجامعة التونسية بعد المونديال الأخير، فإن مكتب الوداد يوضع في ورطة، إذ سيكون عليه الدخول مجددا في متاهة البحث عن بديل للبنزرتي، الذي كان قد قدم للقلعة الحمراء بداية العام الحالي بديلا للمدرب الحسين عموتة.
ونجح فوزي البنزرتي في وضع بصمته على الوداد باختيار نهج تكتيكي واقعي أثمر فوزا بكأس السوبر الإفريقي وفوزا بلقب وصيف البطل وبخاصة التأهل لدور مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية، والتي بات الوداد فيها على مشارف الدور ربع النهائي بعد فوزه بالأمس على حوريا كوناكري بهدفين نظيفين.
ولم تكن الجامعة التونسية لكرة القدم لتصدر قرارا رسميا بتعيين فوزي البنزرتي مدربا لنسور قرطاج، وهو على ذمة الوداد البيضاوي، إلا بعد أن فاوضته وحصلت منه على موافقة رسمية.
وهنا يطرح سؤالان:
الأول هو: هل يوجد في عقد فوزي البنزرتي مع الوداد ما يسمح له بفض العقد إذا ما حصل على عرض لتدريب أي منتخب وطني، وبخاصة المنتخب التونسي؟
والثاني هو: هل فعلا أخذ سعيد الناصري علما بالمفاوضات التي جرت بين البنزرتي وبين رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، أم لا؟
وإذا لم يكن الناصري قذ أخذ علما بالموضوع، وإذا لم يكن العقد مع البنزرتي يتضمن شرطا بالسماح للبنزرتي بالرحيل إذا ما حصل على عقد تدريب منتخب تونس أو غيره من المنتخبات، فهل سيطلب الوداد مقابلا ماديا لفسخ العقد؟
غير هذا فالحقيقة التي يجب التعامل معها اليوم، هي أن البنزرتي في كل الأحوال راحل عن الوداد، فلا أحد يمكن أن يقف ضد رغبته في تدريب منتخب بلاده، وهو الذي كان قد قال في حوار حصري مع "المنتخب" قبل أيام بأنه يتطلع لتدريب المنتخب المغربي أو المنتخب التونسي يوما، وذاك طارئ يلقي على الوداد عبئا جديدا، هو التوجه من الآن لاختيار بديل لفوزي البنزرتي يستطيع قيادة مركب الوداد إلى المرافئ التي خطط لها من دون حوادث.
فهل ينجح الوداد سريعا في إيجاد بديل للبنزرتي يضمن مواصلة السير نحو الألقاب بنفس الثقة والحماس، كما نجح قبل ستة أشهر في تعيين البنزرتي نفسه بديلا للحسين عموتة؟