بعد تجرب قصيرة قضاها بالبطولة المغربية مع الرجاء البيضاوي لم تتجاوز ستة أشهر، عاد من جديد اللاعب النيجيري مكاييل باباطوندي لخوض تجربة جديدة بالبطولة الإحترافية وهذه المرة عبر بوابة الوداد البيضاوي. باباطوندي حاول خلال محطته الجديد الرفع من سقف أهدافه، بالبحث عن الألقاب والذهاب بعيدا في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية. وتراهن عليه كل مكونات الوداد البيضاوي ليكون صانعا لألعاب فريقها، ولينسيها في مسلسل مواطنه سيشوم شيكاطارا الذي فشل في تجربته داخل القلعة الحمراء وأصبح عبئ عن الفريق الأحمر. باباطوندي يفتح قبله للجماهير الوداية من خلال هذا الحوار للحديث عن كل ما يهم تجربته الجديدة مع فريق الوداد البيضاوي.

ــ المنتخب: خضت أول مباراة على أرضية مركب محمد الخامس بقميص فريق الوداد، فكيف كان إحساسك بعد تجربتك الأولى مع الرجاء؟
باباطوندي: «بطبيعة الحال كان إحساسا غريبا بعد العودة من جديدة للعب على أرضية هذا الملعب الجميل الذي سبق أن لعبت فيه وأتوفر على ذكريات جميلة من خلال الفترة التي جاورت فيها الرجاء البيضاوي قبل موسمين. وما زاد من الوضع روعة التشجيع الذي قابلني به الجمهور الودادي الغفير الذي تابع المباراة، والتشجيع الذي خصني به وشكل حافزا معنويا لي لتقديم كل ما في جعبتي خلال هذه المواجهة. وجعلني أخوض مباراتي بدون مركب نقص وكأني ألعب للفريق منذ فترة طويلة».  

ــ المنتخب: حققتم إنتصارا مهما على حساب حوريا كوناكري، ماذا يعني هذا!؟
باباطوندي: «نحن في الإتجاه الصحيح وهذه نتيجة كانت خيارنا الوحيد خلال هذه المواجهة، لذلك دخلنا بتركيز كبير بهدف التحكم في أطوارها و عدم ترك الفرصة للاعبي الخصم للوصول إلى مرمانا. و بفضل العزيمة الكبيرة لكل اللاعبين تمكنا من تحقيق الهدف الذي دخلنا من اجله مباراة حوريا، و تمكنا من كسب نقاط المباراة الثلاث التي منحتنا الانفراد بالزعامة وتقوية حظوظنا للمرور إلى الدور القادم ومواصلة الرحلة للدفاع عن لقبنا. وسنواصل على هذا المنوال خلال المباراة القادمة أمام فريق صان داوز الجنوب إفريقي، لحسم بطاقة العبور للدور القادم دون انتظار نتائج الجولة الأخيرة».

  ــ المنتخب: كيف جاء إنتقالك لفريق الوداد البيضاوي؟
باباطوندي: انتقالي لفريق الوداد البيضاوي تحقق بعد الرغبة التي أبداها مسؤولو فريق الوداد البيضاوي من اجل التعاقد معي و الاستفادة من خدماتي، فكان إتصالهم بوكيل أعمالي لفتح باب المفاوضات التي كللت بالنجاح و سمحت لي بالتواجد حاليا مع الوداد في ثاني تجربة لي بالبطولة المغربية. و من هذا المنبر أريد أن أتقدم بالشكر إلى كل من الرئيس سعيد الناصيري و وكيل أعمالي على المجهود الذي بدلوه لإتمام صفقة عودتي للمغرب من جديد لخوض تجربة جديدة أتمنى أن تكون أحسن من سابقتها».

 ــ المنتخب: الوداد البيضاوي يتوفر على تركيبة بشرية تعج بالنجوم، فهل أنت قادر على ضمان رسميتك وسطها؟ 
باباطوندي: «أنا لاعب محترف و مهنتي تبقى هي لعب كرة القدم، لذلك فمن واجبي المنافسة على رسميتي داخل المجموعة و تقديم الإضافات التي تنتظرها مني كل مكونات الفريق و أكون عند حسن ظن كل من وضع ثقته في شخصي. فوجود المنافسة داخل أي فريق شيء طبيعي و صحي، و يدفع اللاعبين لبدل مجهود مضاعف من اجل إقناع الطاقم التقني لإختيارهم ليكونوا ضمن الفريق الرسمي الذي سيعتمد عليه المدرب الذي تبقى له الكلمة الأولى و الأخيرة لتحديد الرسمية حسب المعايير التي يضعها لتحديد الرسمية».

 ــ المنتخب: الجماهير الودادية تراهن عليك كصانع للألعاب؟
باباطوندي: «فكما قلت سابقا أبقى لاعبا محترفا ولا يمكنني أن أحدد المركز الذي سألعب فيه، فمدرب الفريق تبقى له كامل الصلاحية في تحديد المركز الذي سأشغله حسب النهج التكتيكي الذي يسعى للقيام به. وبطبيعة الحال أي مركز لعبت فيها سأبدل كل جهودي لكي أكون في المستوى وأقدم المطلوب مني، حاليا لعب مباراتين مع الوداد البيضاوي وحاولت أن العب كقلب هجوم في ظل غياب لاعب صاحب الإختصاص. طلبات الجمهور الودادي ستكون في مقدمة الأهداف التي سأسعى للقيام بها، وبدون شك ستكون سعادتي كبيرة وأنا العب في مركز صانع للألعاب وأقود المجموعة بالطريقة التي يتمناه هذا الجمهور الشغوف بحب كرة القدم وحب فريق حتى النخاع».
 
 ــ المنتخب: ماذا يمكنك أن تقول على رحيل المدرب فوزي البنزرتي؟
باباطوندي: ليس من حقي الحديث في هذا الموضوع الذي يهم المدرب وإدارة فريق الوداد البيضاوي، فمهمتي تتجلى في أداء واجبي على أرضية الملعب فقط. المدرب فوزي البنزرتي يبقى من خيرة المدربين على الصعيد الإفريقي، وأي لاعب يتمنى اللعب تحث إشرافه. وأتمنى له حظ سعيد في مهامه الجديدة مع منتخب بلاده».

 ــ المنتخب: ما هي الأشياء التي شجعتك على العودة للبطولة المغربية؟
باباطوندي: «بكل صراحة بعدما فاتحني وكيل أعمالي بخصوص رغبة مسؤولي فريق الوداد في التعاقد معي، لم أتردد في منحه الضوء الأخضر لفتح قنوات التفاوض معهم على إعتبار أني أعرف جيدا البطولة المغربية بعد الفترة التي قضيتها مع الرجاء البيضاوي. وشجعني أكثر على قبول العرض الوضعية التي يتواجد فيها الوداد البيضاوي كحامل للقب عصبة الأبطال الإفريقية ومنافسته على لقب النسخة الحالية التي بلغت دور المجموعات. وأتمنى أن أكون في مستوى تطلعات الجماهير الودادية وأقدم الإضافات التي ينتظرونها مني، وأساهم بتجربتي في حصد المزيد من الألقاب لإضافتها لخزانة الفريق الغنية بالألقاب والبطولات».
 ــ المنتخب: خضت تجربة سابقة بالديربي بقميص الرجاء والقادمة ستكون بقميص الوداد، فكيف سيكون شعورك بهذه التجربة؟
باباطوندي: «أعتبر نفسي جد محظوظ لخوض تجربة الديربي البيضاوي المغربي عبر بوابة الغريمين التقليدين، لأن هذه التجربة قلائل اللاعبين الذين ابتسم لهم الحظ لخوضها بقميص الفريقين معا. فبعد التجربة الأولى التي خضتها مع فريق الرجاء البيضاوي سابقا، أجد نفسي من جديد أمام فرصة جديدة لأشارك فيه من جديد وبألوان المنافس الوداد البيضاوي الذي لعبت ضده، على العموم فهي تجربة جديدة ستنضاف إلى باقي التجارب التي خضتها في مجموعة من البطولات».

 ــ المنتخب: ما هي الطموحات التي حددتها؟
باباطوندي: «اللعب بفريق كبير من حجم الوداد البيضاوي يرفع سقف الطموحات والمتمنيات إلى أقصى الحدود، لذلك يبقى هدفي الأول هو البحث عن الألقاب في كل المسابقات الأربع التي سنخوض منافساتها هذا الموسم. البداية حاليا بعصبة الأبطال الإفريقية التي إفتتحنا بها منافسات الموسم الجديد ونسير فيها بخطى ثابتة نحو دور الربع، وبعدها سندخل غمار منافسات البطولة العربية قبل إنطلاق الدوري المحلي للمنافسة على لقبي البطولة والكأس.  سأكون سعيدا لو فزت مع الوداد البيضاوي ببعض الألقاب، حتى أجعل هذه التجربة الجديدة أكثر نجاحا من سابقاتها. فالألقاب تبقى حلم أي لاعب وتكون خاتمة المجهودات التي يبدلها طيلة الموسم».

 ــ المنتخب: ماذا عن علاقتك بالجماهير الودادية؟
باباطوندي: «علاقتي جيدة بالجماهير الودادية ويطبعها الاحترام المتبادل، وجدت فيها الترحيب وحسن الضيافة منذ أول وهلة وطأت فيها قدمي مطار محمد الخامس. وهذا ما شجعني أكثر على الإنضمام إلى الوداد البيضاوي وخوض تجربة جديدة معه، وهذا يتطلب مني مجهودا كبيرا حتى أحافظ على هذه العلاقة وتطويرها إلى الأحسن على إعتبار أن الوداد البيضاوي يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة لا تتوانى في مساندة فريقها وتقديم الدعم للاعبين في كل المباريات التي يلعبون سواء بمدينة الدار البيضاء أو خارجها أو حتى خارج حدود المملكة إلى أبعد نقطة ممكن أن يسافر إليها فريقها».