لا يقبل أنصار الرجاء مجرد التفكير أو تصور أن القلعة الخضراء ستمضي سنتها السادسة خالية الوفاض، من دون أن تلامس درعا لطالما هيمنت  على فصوله وبسطت سيطرتها بالكامل عليه.
لأجل هذا ارتقى فرقاء النادي أن يعيدوا الإلتحام من جديد و أن يردوا الإعتبارية لوجوه لها من الخبرة والقيادية ما يؤهلها لتمنح ترياق الحياة الذي تتطلع له الفرقة الخضراء .
وبعيدا عن دور محمد أوزال في إشاعة السلم و الهدوء الكافيين داخل محيط الفريق كانت عودة جمال فتحي ليطلع لدور المدير الرياضي وقع البلسم الذي غطى سماء الفريق بمساحة تفاؤل لا حدود لها.
في التقرير التالي نستعرض دور مهندس الظل جمال فتحي على مستوى إعادة الهوية الضائعة لفريق الفرجة.
الغاية تبرر الوسيلة
التمست مكونات الرجاء من جامعة الكرة الترخيص لابنها البار جمال فتحي ليلحق لدور المدير الرياضي للنادي،كونه له مهام موازية بالجامعة الملكية والإدارة التقنية و ليحظى الطلب بالقبول والترخيص الذي أسعد أوزال كثيرا.
يقولون الغاية هي من يبرر الأسلوب والوسيلة و هي نفسها الغاية التي فرضت عودة الأستاذ كما يعرف داخل مدرسة الفريق بعد أن تخرجت على يديه العديد من المواهب والأسماء المعروفة .
جمال بدوره كانت له قابلية العودة للبيت والدار وهو ما سهل مهمة توثيق الرباط الغليظ بين كل الأطراف في توافق قوي على إعادة الهوية التي افتقدها الفريق في السنوات القليلة الماضية.
ميركاطو واقعي
لا يخفى على أحد إفرازات وندوب الأزمة المالية الخانقة التي ضربت الرجاء و التي كان لها أكثر من سبب و فاعل،وهو ما انعكس على هيبة الفريق وسطوته السابقة في سوق الانتقالات,بل أن لاعبين صاوروا يتوجسون من هنا قميص الفريق لما تداعى من صراعات و نزاعات حولت الرجاء لزبون دائم لغرفة النزاعات.
كل هذا أفرز ميركاطو اتسم بالواقعية لاءم حاجيات الفريق و موارده.
ضم انس جبرون من المغرب التطواني كان مدروسا لايجاد دوبلير صغير السن بإمكانه سد ثغرة الحافيظي و الخيار اتخذه جمال فتحي الذي كان هو من أوصى بهذه الصفقة تحديدا قبل أن يحمى وطيس الميركاتو.
كما شكل ضم السينغالي ابراهيم نياسي علامة فارقة في هذا الميركاتو لتعزيز الخيارات بوسط الارتكاز سيما في ظل تقهقر مابيدي و رحيل الراقي.
على أن جمال وجه بوصلة الفريق صوب لاعبين قادمين من أرض المهجر بكافة مالية زهيدة جسدها سعد الدين العلمي الذي أظهر مقومات اللاعب الذي يعتمد عليه في خط الربط.
تسريح الزوائد
عناصر مثل هيلر مومي و الكروشي و جولان و التومي إضافة لخلدان والوادي بمعية عوبادي و حتى خضروف،وجدت نفسها خارج الفريق و القرار لم يتخذه غاريدو بمفرده هذه المرة بل برؤية جماعية مان لجمال فيها كلمة الفصل و الحسم لاعتبارات كثيرة منها عامل السن والنجاعة ومردودية الموسم المنصرم.
جمال دفع غاريدو لتقليص القاىمة كي تتاح أمامه فرصة التحضير المثالي للموسم القادم وكي يتفادى الفريق تسديد مستحقات لاعبين و عناصر لم تقدم المرمى و لا المطلوب منها ساعة احتاجهم الفريق في سباق السرعة النهائية صوب اللقب.
عملية التمشيط هته التي قادها  جمال اشاعت الهدوء الذي احتاجه المدرب الاسباني و مكنته من ان يبلغ خطابه في ظروف جد مريحة.
العالمي يقود العالمي
مدرب جمال هو من فئة المدربين المغاربة الحاملين لصفة العالمية كونه شارك في موندياليين،الاول مع منتخب الشبان والثاني مع الرجاء في مونديال البرازيل للأندية.
العالمي عاد للفريق العالمي و هو يحمل طموحات جارفا ابيهم من موقعه في تصحيح كل الاختلالات الممكنة و ان بتدخل ساعة تقتضي الضرورة ذاك، بل كان قراره بضم يوسف سفري المدرب الاسباني الخيارالأمثل والحكيم.
لذلك يحلم أنصار الرجاء بموسم مختلف يصاقر فيه النسر على جبهات محلية و قارية.
ويحمل جمال قبل غاريدو على الاكتاف لو ينجح في سحب الدرع للوزايس بعد طول افول.
جمال فتحي إذن يقود ثورته الناعمة و بمنتهى الهدوء حتى لا يسبب هذا التدخل شرخا او اصطداما مع الماطادور الاسباني.