بعد التعادل الإيجابي هدف لمثله في مباراة الذهاب بجنوب افريقيا، يعود الوداد البيضاوي ليستقبل ضيفه ماميلودي صنداونز برسم الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من دور المجموعات لعصبة الأبطال الإفريقية، وسيكون فرسان الوداد يوم غد الجمعة على موعد مع تحدي جديد بعد ان نجحوا في كل التحديات السابقة.ما مكنهم من التربع على زعامة هذه المجموعة الثالثة التي ضمت أندية قوية ومتمرسة. المهمة لن تكون سهلة، لأن الخصم بدوره يراهن على العودة بقوة وتدارك ما ضاع منه في الجولات السابقة خاصة بعد استعادته الأمل بفوزه الأخير. وهذا ما يفرض على العناصر الودادية التعامل مع أطوار المباراة بكل جدية وبذكاء وتركيز، لأن صنداونز لم يعد لديه ما يخسره وسيأتي للبيضاء ليلعب الكل للكل بحثا عن إنتزاع نتيجة إيجابية. التجربة هي الأولى من نوعها للمدرب السكتيوي، لكننا واثقون من قدرة العناصر الودادية على حسم النتيجة لصالحهم وضمان مقعد في دور الربع، خاصة أن المباراة ستقام في ملعب الرعب بحضور قياسي للجماهير الودادية.
    
العلامة الكاملة  
يستقبل فريق الوداد بميدانه للمرة الثانية على التوالي، حيث توفق في الإطاحة بفريق حوريا كوناكري في الجولة السابقة، وهي فرصة مواتية للفرسان من أجل الحصول على العلامة الكاملة داخل القواعد، والوصول ل 11 نقطة، لتبقى المباراة الأخيرة شكلية وتحصيل حاصل، الفريق الأحمر أكد في الجولات السابقة بأنه الأقوى والأفضل في هذه المجموعة، وعليه تزكية النتائج السابقة بإسقاط صنداونز العنيد كما فعلها في الموسم الماضي حين حرمه من الدفاع عن لقبه.
ومرة أخرى ننتظر أن يظهر فريق الوداد بصورته الحقيقية التي تنطبق مع مؤهلات لاعبيه الذين يتمتعون بذكاء في التعامل مع مثل هذه المباريات، وبانضباط تكتيكي عالي. وبنفس الطريقة التي أسقطوا بها الخصوم، فإنهم قادرون على إضافة صنداونز لضحاياهم.
      
قوة المواجهة
مباراة الذهاب التي جمعت بين الطرفين برسم الجولة الأولى كانت قد انتهت بالتعادل، وخلالها كان الفريق الأحمر قريبا من العودة بالنقط الثلاث، لكن بعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر يبدو بأن الكثير من الأشياء قد تغيرت داخل الفريقين. ومنها التغيير الذي حصل بالإدارة التقنية لفريق الوداد برحيل المدرب البنزرتي، وتعويضه بالإطار عبد الهادي السكتيوي الذي يخوض تجربته الأولى في عصبة الأبطال.كما التحقت كذلك بعض العناصر الجديدة بصفوف الفريقين، والتجارب السابقة سواء هذا الموسم أو في الموسم الماضي أكدت بأن المواجهات بين الطرفين غالبا ما تميزت بالحدة والقوة، والتكافؤ في أغلب الأحيان حيث إحتاج الفريق الأحمر للضربات الترجيحية لحسم التأهل لدور نصف النهائي في النسخة السابقة من ذات المسابقة على حساب صنداونز، وهنا تكمن صعوبة المباراة بالنسبة للفريق الأحمر، ما يجعله مطالبا بتوخي الحذر على مستوى الدفاع لتفادي قبول الأهداف، مع حضور الفعالية على مستوى الهجوم لإستغلال اكبر عدد من الفرص.

لقاء مفتوح     
فريق صنداونز لم يعد لديه ما يخسره، وسيأتي للبيضاء بحثا عن تحقيق نتيجة إيجابية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة أمامه، مدرب الفريق يعرف جيدا ما ينتظر فريقه بملعب الرعب محمد الخامس، ومن دون شك سيراهن على تحصين دفاعه بشكل أفضل مع إستغلال أمثل للمساحات التي يمكن أن يتركها لاعبو الوداد وراءهم، بهجومات مضادة خاطفة ومباغثة قد يتم فيها التركيز على سرعة مهاجميه، هي المواجهة الرابعة من نوعها بين الطرفين في الموسمين الأخيرين، ويبدو بأن الأوراق باتت مكشوفة بالنسبة للمدربين، باعتبار إطلاعهما على تسجيلات تخص المباريات الثلاث السابقة ودراستها بشكل جيد. 
    
الجانب الذهني
مثل هذه المباريات  تحتاج اكثر للإعداد النفسي وللحضور الذهني، والمدرب السكتيوي على وعي تام بأهمية هذا الجانب النفسي إضافة للحضور البدني والتكتيكي، فالمباراة ستحسمها جزئيات بسيطة، وبالتالي وجب التعامل بذكاء مع أطوارها، والتركيز منذ البداية للنهاية، فالفريق الأحمر مطالب بالهدوء وعدم التسرع أو الإستعجال في البحث عن الهدف، صحيح أن الضغط على دفاع الخصم هو الكفيل بخلق فرص للتسجيل لكن الضرورة تفرض التركيز وحضور الفعالية والنجاعة الهجومية، والمباريات السابقة أكدت توفر الوداد على مجموعة من الطاقات الإبداعية في خط الهجوم إن تم استغلالها ومطابقتها مع إمكانياتها فبإمكانها الوصول لمرمى صنداونز في عدة مناسبات.ويبقى الأهم هو حضور التوازن بين الدفاع والهجوم، والتحول السريع بينهما، ومن دون شك فإن الصراع سيكون أكثر على مستوى خط الوسط، ومن يمتلك مفاتيح اللعب ويفوز بأكثر عدد من النزالات الثنائية سيقترب أكثر من الفوز بنقط المباراة.

الجماهير في الموعد
مشوار طويل قطعه فريق الوداد في مسار الدفاع عن لقبه، ولحدود الساعة فقد خاض الجولات الأربع السابقة بدون خطأ، ما مكنه من الحفاظ على صدارة المجموعة منذ الجولة الثانية، ومن دون شك فإن مجهودات كبيرة بذلت للسير بثبات نحو الحفاظ على اللقب، هذا المجهود الكبير الذي بذلته كل مكونات الفريق لا يمكن ان يذهب ادراج الرياح. ولعل خوض هذه المباراة بمركب محمد الخامس أمام الجماهير الودادية يمثل إمتيازا كبيرا للمجموعة الودادية التي قدمت أوراق اعتمادها في مجموعة من المباريات السابقة. ويوم غد الجمعة ستجدد الجماهير الودادية العهد مع فريقها، ونحن واثقون من قدرة الجماهير الودادية على قلب موازين المباراة لصالح فريقها حيث ستكون الحناجر كلها وراء اللاعبين لتحفيزهم على البذل والعطاء، والهدف هو ضمان مقعد في دور الربع للمرة الثالثة على التوالي، وهي الخطوة الأولى نحو المنافسة مجددا على لقب الأميرة السمراء، والإستمرار في التربع على عرش الكرة الإفريقية.
البرنامج
الجمعة 17 غشت 2018
الملعب: مركب محمد الخامس: س 19: الوداد البيضاوي ـ ماميلودي صنداونز