كان زيد كروش عميد المغرب التطواني قريبا من الإنتقال للبطولة الهندية للإنضمام إلى نادي كالكوتا، إلا أن القوانين المالية النظيفة التي تلتزم بها الجامعة الهندية والمخصصة للإنتدابات والتي لا يمكن تجاوز سقفها المحدد وتفاديا للسقوط في مشاكل مالية بالنسبة للأندية، كانت وراء عدم خوض أول تجربة له في الإحتراف خارج المغرب.
زيد الذي تمكن من فرض وجوده ضمن تشكيلة المغرب التطواني التي فازت بلقبين للبطولة الوطنية الإحترافية، ظل وفيا لفريقه التطواني رغم الإغراءات المالية التي كانت تقدم له من طرف مجموعة من الفرق الوطنية التي قد توصل بعروضها, لكن حبه للحمامة التطوانية جعلته يرفض كل هذه العروض, وظل بجانب فريقه الأم حتى في أصعب الحالات، حيث ساهم الموسم الماضي في ضمان الفريق بقاءه بين الكبار, وعندما شعر أنه يريد خوض تجربة كروية خارج المغرب إصطدمت رغبته بالقانون المالي للجامعة الهندية التي تنص على عدم تجاوز السقف المحدد لانتدابات اللاعبين الأجانب، ما يؤكد أنه سيواصل حمل قميص المغرب التطواني في انتظار ما ستؤول إليه الأيام القليلة المقبلة.. زيد كروش وكعادته دائما فتح قلبه "للمنتخب" من خلال هذا الحوار الشيق.
- المنتخب: لماذا غبت عن تربص المغرب التطواني الذي أقامه بمدينة المحمدية؟
كروش: لأنني كنت أدرس العرض الذي توصلت به من إحدى الفرق الهندية التي عبرت عن رغبتها للإستفادة من خدماتي, حيث كانت الأمور تسير في الطريق الصحيح, بعد أن اتفقت مع الفريق الذي كنت سأنتقل إليه على جميع الأمور المالية ومدة العقد التي كانت ستكون لموسمين قابلين للتمديد وبمبلغ مالي جد محترم يليق بسمعتي وسمعة المغرب التطواني..
- المنتخب: ماذا حدث بعد ذلك؟
كروش: القانون الهندي الذي تطبقه الجامعة الهندية على أندية البطولة الإحترافية يلزم جميعها احترام المبلغ المالي الذي يخصص للإنتدابات الصيفية لكل فريق, والفريق الذي توصلت بعرضه وهو "كالكوتا" تجاوز السقف المالي المسموح به للإنتدابات مما أفشل الصفقة, هذا كل ما هناك، فالعرض كان جديا بمعنى الكلمة وكانت لدي رغبة كبيرة لخوض هذه التجربة، سأنتظر ما ستؤول إليه الأيام القليلة المقبلة.
- المنتخب: بداية تم الحديث في وسائل الإعلام عن رغبة عدة فرق الإنضمام إليها على غرار بعض لاعبي المغرب التطواني الذين رحلوا عن الفريق، ما تعليقك؟
كروش «بالفعل كانت هناك اتصالات مع بعض الفرق الوطنية من أجل الإنضمام إليها خلال نهاية الموسم الماضي ومع بداية الموسم الحالي، كما كانت لدي ثلاثة عروض من خارج المغرب وبالضبط من البطولة الليبية، لكن بسبب الظروف التي تعيشها ليبيا رفضتها، إضافة إلى عرض من البطولة الصينية، لكن المبلغ المالي لم يكن بالشكل الذي أردته, فالعرض الهندي الذي توصلت به كان في المستوى الكبير وكانت الأمور تسير وفق ما تم التخطيط لها, لكن القوانين المعمول بها بالبطولة الهندية حال دون ذلك, فكل فريق لديه سقف مالي متفق عليه للقيام بانتدابات خارجية, وإذا ما تم تجاوزه لا يمكنك القيام بأي انتدابات جديدة وهذا ما حصل مع الفريق الذي كنت سأحمل قميصه لموسمين, علما أن الطاقم التقني للفريق الهندي إقتنع بمؤهلاتي التقنية ولله الحمد, والخير فيما اختاره الله, سأنتظر إن شاء الله ما ستكون عليه الأيام القادمة.
- المنتخب: رحل عن الفريق مجموعة من اللاعبين الرسميين، هل من السهل العثور على بدائل لهؤلاء الذين شكلوا في وقت سابق ركيزته الأساسية؟
كروش: أنت تقصد كل من الحارس اليوسفي وجبرون والموساوي وابرهون والميموني وغيرهم ممن ساهموا في فوز المغرب التطواني بلقبين للبطولة الوطنية الإحترافية, بالفعل فهؤلاء كما أشرت شكلوا دعامة أساسية على مستوى المردودية خلال المواسم السابقة، لكن لكل منهم كان له رأيه الخاص، حيث إلتحقوا بفرق قوية مما يفيد بأن لاعب المغرب التطواني له قيمته ومكانته في البطولة الوطنية، لكن في نفس الوقت أنه بحسب وضعية أي لاعب تجعله ينتقي الفريق الذي يستجيب لمتطلباته وإحساسه بالإرتياح، ما يفرض البحث عن بدائل في حالة رحيل اللاعبين، والحمد لله هناك طاقات شابة ومواهب إلتحقت مؤخرا بالفريق لتعويض من رحلوا, وسيقولون كلمتهم هذا الموسم تحت قيادة المدرب المقتدر عبدالواحد بنحساين, ونحن كلاعبين قدامى سنقدم لهم كل الدعم إن شاء الله ليكونوا في الموعد وسنفيدهم بتجربتنا المتواضعة, وما أود أن أطلبه من الجماهير التطوانية هو الصبر على هذا الفريق ودعمه بقوة وتشجيع العمل الذي يقوم به المكتب المسير للفريق الذي وفر كل ظروف النجاح لكي تمر التحضيرات بالشكل المطلوب.
- المنتخب: ماذا يمثل لك عبدالواحد بنحساين؟
كروش: أكن له كل الإحترام والتقدير لقد ساهم معي بشكل كبير في وصولي إلى هذه المرتبة التي وصلت إليها, لأنه احتضنني وأنا ما زلت صغيرا بمدرسة المغرب التطواني علمني أشياء ما زلت أحتفظ بها وأفادتني كثيرا في مشواري الكروي, فأنا مدين له بالشيء الكثير, إنه مدرب مقتدر جدا، لقد برهن ذلك للجميع عندما تسلم قيادة المغرب التطواني وهو في ظروف سيئة بعد أن حكموا عليه بالموت, لكن عزيمته ومعرفته بخبايا الفريق وحبه للمدينة وللمغرب التطواني أعطى صورة مثالية لأولئك الذين كانوا لا يثقون في المدرب المحلي, أتمنى له من كل أعماق قلبي مسيرة موفقة, كما أتمنى لجميع مكونات الفريق من مكتب مسير الحالي والسابق أن يلتفوا حول الفريق في هذه الظرفية, لأن حبنا للمغرب التطواني لا يقدر بثمن.
(يتبع)