كلما غاب العميد وقائد الدفاع المهدي بنعطية عن الفريق الوطني في أي من مبارياته، رسمية كانت أو دولية، إلا وأشعل ذلك مواقع التواصل الإجتماعي ومنصات الحوار الرياضي، إذ سرعان ما تعود الأسئلة الساخنة للواجهة، فمن يسأل عن طبيعة الغياب، هل هو إرادي أم غير إرادي ومن يسأل هل الغياب مؤثر أم لا، ومن يسأل ثالثا إن كانت هناك فعلا جدوى من استمرار المهدي بنعطية مع الفريق الوطني، ومن يسأل رابعا عن قيمة الإضافة التي قدمها بنعطية لأسود الأطلس.
والحقيقة أن التداخل الكبير والمبهم بخصوص مسببات غياب المهدي بنعطية عن مباراة مالاوي، هو ما يتحكم في طبيعة هذه الأسئلة ويعيدها للواجهة بهذه الحدة، مع أن المخول للإجابة على السؤال هو الناخب الوطني هيرفي رونار الذي تحاشى ارتكاب خطإ المناداة على بنعطية من دون العودة إليه لاستفساره في الموضوع، ذلك أن خروج المهدي بنعطية من لائحة الفريق الوطني التي ستواجه منتخب مالاوي يوم السبت القادم، ليس له علاقة أولا بما تداعى من احداث خلال نهائيات كأس العالم بروسيا حيث أثارت تصريحات العميد بعد مباراة البرتغال ردود فعل قوية حول طبيعة وتوقيت هذه التصريحات وهي ترد على لسان قائد وعميد، ولا علاقة له أيضا بقرار نسب إلى بنعطية وتبرأ منه والمتعلق بإعلانه قرار اعتزال اللعب دوليا، كما أن الغياب لا يفهم منه أن العلاقة بين بنعطية ورونار أصبحت متشنجة أو أنها وصلت للباب المسدود.
ومهما اختلف المغاربة في جدوى بقاء بنعطية مع الفريق الوطني أو عدم جدوى استمراره عميدا لأسود الأطلس، فإن هناك حقائق لابد من إبرازها وهي:
أولا لا يمكن لأحد أن ينكر للمهدي بنعطية الذي فضل اللعب للمغرب لا لفرنسا أو للجزائر، ما أعطاه وبسخاء للفريق الوطني لمدة شارفت على العشر سنوات.
ثانيا لا أحد مخول له أن يكشف عن قرار هو من حق المهدي بنعطية ولا أحد سواه.
ثالثا لا يوجد أبدا ما يفيد بأن التيار انقطع بين المهدي بنعطية وهيرفي رونار.
رابعا إذا كان رونار يصر على الإبقاء على أعمدة الفريق الوطني لربح الرهان القريب، رهان المنافسة على اللقب القاري سنة 2019 بالكامرون، فإن بنعطية برأيه يظل هو أكبر هذه الأعمدة إلى أن يثبت العكس.