بمناسبة المباراة التي جمعت الأسود بالمنتخب المالاوي، في أول ظهور للعناصر الوطنية أمام الجماهير المغربية بعد مونديال روسيا، ومن أجل تقريب قرائنا الأعزاء مما يدور بعرين الأسود كان هذا اللقاء مع المروض الفرنسي هيرفي رونار الذي أكد بأنه يراهن على الإستمرارية والحفاظ على الثوابت والإستقرار داخل تركيبة الأسود، دون إغفال منح الفرصة لبعض العناصر الشابة التي تتألق، وأضاف بأن لا خلاف له مع العميد بنعطية وأن باب المنتخب مفتوح أمامه، وأثنى من جهة أخرى على أداء الأسود أمام منتخب مالاوي، وأعتبرها نتيجة إيجابية ومحفزة، مؤكدا في ذات الوقت بأن الهدف هو تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية من أجل إنهاء المنافسة على رأس المجموعة.

ــ بعد المونديال عدتم للمنافسة القارية، فكيف خططتم لهذه المنافسة قاريا؟
رونار: كما تعلمون فقد خضنا أول مباراة إقصائية قبل أكثر من سنة، وكان ذلك في شهر رمضان من سنة 2017، وحينها قدمنا شوط أول سيء، لكن في الشوط الثاني كنا أفضل من الخصم دون أن نتفادى الهزيمة، وهذه هي الجولة الثانية، وكان من اللازم أن نخوضها بكل الجدية، بحكم اشتغالي لمدة أربع سنوات بزامبيا، تعرفت أكثر على كرة القدم بمالاوي، حيث كانت المواجهات التي جمعتنا معهم صعبة وقوية، ومن خلال هذه الفكرة، أعددت اللاعبين لمواجهة خصم يتميز باللياقة والسرعة في تنفيذ الهجومات المضادة السريعة.

ــ لم تعمدوا على إجراء تغييرات كبيرة على تشكيلة المونديال، لكن علامة الإستفهام تبقى في غياب العميد بنعطية؟
رونار: قيل الكثير حول هذا الموضوع، لكن الأكيد أنه لا مشكل لي مع بنعطية، ومن كان يشك فيما أقول، فأنا أسف لذلك، كناخب وطني تواصلت معه بشكل مستمر، في هذه المرحلة لم يلعب كثيرا بحكم الإعتماد على الثنائي بونوتشي وكليني، ويحتاج حاليا لبعض التركيز مع فريقه، لأن هناك الكثير من المنافسات التي يمكن أن يشارك فيها من بطولة وكأس محلية وعصبة الأبطال، لم يحضر معنا حاليا وهذا قراري الذي اتخذته، وأتمنى أن يتمكن من اللعب قريبا، ويبقى الباب مفتوحا أمامه لأن بإمكانه أن يقدم لنا الكثير.
في بعض الأحيان يكون عليك اتخاذ قرارات صعبة، إذ يمكن في المستقبل أن نعتمد على لاعبين آخرين، مع العلم أنه يتابع المنتخب دائما ويسانده، وبالتالي يجب عدم البحث عن الإحتمالات، في مونديال روسيا قدم عطاء ممتازا، ولم يكن هناك مشكل بين العائلة طيلة شهر كامل، وما حدث كان بين شخصين أو ثلاثة، وقيل حوله الكثير، لكن لا يجب أن نضخم الأمور.

ــ لكنكم وجهتم الدعوة لعناصر تفتقد للتنافسية، فماذا عن معايير الإختيار؟
رونار: نحن في بداية الموسم، وأغلب اللاعبين خاضوا المرحلة الإعدادية وبعضهم شاركوا في جولتين أو ثلاث، والبعض الآخر لم ينطلقوا بعد، لكن يبقى مستوى الإعداد جد متقارب مع بداية الموسم، وحاليا لدي مجموعة متجانسة، ومن المفروض الحفاظ على هذا التجانس وعدم القيام بتغيير جدري، فقد بذلنا مجهودا كبيرا من أجل تكوين هذه المجموعة، وحاليا نحتاج فقط لبعض الرتوشات، ربما تتحدثون عن بوصوفة، فبالنسبة لي يبقى لاعبا رائعا، لقد تحدثت معه وأكدت له بأنه لن يكون أساسيا، وتفهم الموضوع وكان سعيدا للتواجد معنا، وهذه رسالة لباقي اللاعبين الشباب، حاولنا كذلك ترسيخها طيلة هذه الفترة التي قضيتها رفقة المنتخب، وبالنسبة للاعب بنشرقي فهو لاعب محوري يمكنه اللعب في عدة مراكز، لذلك استدعيته للتعرف على مستواه عن قرب.

ــ يلاحظ كذلك غياب لاعبي البطولة باستثناء الحارس التكناوتي، فلماذا هذا الإقصاء؟
رونار: لا أظن بأنكم لم تفهموا سبب عدم استدعائهم، فهناك مباراة مؤجلة للوداد ضد أسفي، كما تزامن هذا المعسكر مع دعوة جمال السلامي للاعبي البطولة، في إطار الإستعدادات للشان، وجمال يعرف لاعبي البطولة أكثر مني، وهناك تواصل بيننا، وأحتاج للعمل الكبير الذي يقوم به، وفي أي وقت بإمكاني دعوة لاعبي البطولة، حيث الباب مفتوح أمام الجميع، وتبقى الإختيارات جد صعبة، لكن يجب أن نقوم بذلك.

ــ الإشكال قد يكون مستقبلا على مستوى حراسة المرمى، في ظل حديث الحارس المحمدي عن اتفاق مع الجامعة للمشاركة في بعض المباريات المهمة؟
رونار: ليس لي أي علم بهذا الموضوع ولا أظن بأنه قال ذلك.
في المنافسات الدولية كل المباريات مهمة، ولا وجود للإستثناء، كما أن المعسكرات تكون على طول السنة وتتخللها مباريات ودية، ويجب العمل خلالها بكل جدية، ولا مجال لاختيار المباريات، لأن هناك منافسة قوية على مستوى كل المراكز، لكن الإشكال الذي يحتاج لحل هو تأخر بطولة الدرجة الثانية الإسبانية عن باقي البطولات الأخرى.

ــ هل تفكرون كذلك في منح الفرصة لبعض العناصر الشابة التي تألقت مؤخرا؟
رونار: هذا يدخل بالفعل ضمن مخططاتنا، فمثلا نوصير مزراوي كان معنا في معسكر سويسرا قبل كأس العالم، وهو لاعب جيد، شارك مع أجاكس في المباريات الأخيرة خلال نهاية الموسم الماضي، وحاليا يشارك معه في منافسات عصبة الأبطال وهذا مهم جدا بالنسبة له، نحن نتابعه عن كثب، كما نتابع لاعبين آخرين، خاصة العناصر الشابة، هو من مواليد سنة 97، الأكيد أننا نفكر في الخلف، لأن هناك لاعبين اقتربوا من نهاية المشوار ومن بينهم بوصوفة الذي قد ينهي مساره الدولي بعد سنة تقريبا، يتواجد معنا في هذا المعسكر خمسة لاعبين من مواليد 1997، ولاعبين مزدادين سنة 1996، نحن نسعى لخلق توازن داخل المجموعة، وفلسفتنا تتجلى في تعلم الشباب من لاعبي الخبرة والتجربة.

ــ الجمهور المغربي يطرح علامة استفهام حول غياب أزارو بالرغم من تألقه رفقة الأهلي المصري؟
رونار: في المغرب يوجد أكثر من مليون ناخب وطني، وهناك الكثير من الأراء والإختيارات، لكني متواجد هنا من أجل اتخاذ القرار، حاليا لدي بوطيب، النصيري وأيوب الكعبي، ومن الصعب جدا استدعاء أربعة مهاجمين، هذا عدد كبير، أنا أتابع أزارو، وبعد أن كانت بدايته صعبة، أكد بأنه قوي من الناحية النفسية، حيث تحمل الكثير من الإنتقادات، وعاد ليقدم أوراق اعتماده، وأعرف جيدا بأنه ليس من السهل أن تنال رسميتك مع الأهلي، لكنه فعل ذلك وحقق أرقاما مهمة، وأنا سعيد من أجله، وفي هذا المعسكر يحضر معي ثلاثة مهاجمين وأنا صاحب القرار، مع أني أتابع كل إنجازاته كما كان لي حديث مع مدربه في الأهلي.
(يتبع)