مع فارق السن، يطرح سؤال الجدوى من عقد مقارنة بين كليان مبابي أيقونة كرة القدم الفرنسية الذي يستعد لكي يكون خليفة الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وسفيان بوفال الذي نال  قبل سنوات نفس الإشادات التي يحظى بها اليوم مبابي، عندما قدم بوفال مستويات مبهرة بخصائص فنية ينذر أن نجد لها مثيلا في كرة القدم الحديثة.
طبعا يمكن أن نعقد مقارنة من باب ما هو موجود بالطبيعة وبالسليقة لدى الرجلين معا، فهما معا يتمتعان بقدرات خارقة في المراوغة، وفي مباغثة أعتى المدافعين، وهما معا يتمتعان بسرعة فائقة تعطيهما القدرة على الوصول سريعا لمناطق الخصوم، وهما معا يتمتعان بدقة متناهية في التسديد للمرمى، وهما معا منتوج خالص لمدرسة التكوين الفرنسية.
فلماذا لا يقف إذا بوفال على نفس الخط مع كليان مبابي؟
الأمر مرتبط بالحالة الذهنية التي يوجد عليها سفيان بوفال وببطئه الشديد في تمثل الفكر التكتيكي الجديد للمدربين، والذي لا ينزه أي لاعب حتى لو كان بالمهارات الخارقة لمبابي وميسي وبوفال في المراوغة وفي إشعال النار في دفاعات الخصوم.
شخصيا أتصور أن الوقت لم يفت، لكي يقلص بوفال المسافة التي تفصله عن لاعبين من أمثال مبابي. يتمتعون بنفس خصاله الفنية، وبوجوده بالبطولة الإسبانية مع فريق متل سيلطا فيغو الذي يلعب له المجتهد والدولي الإسباني أسباس، سيكون مدعوا كل يوم للإشتغال على نواحي مهمة في استراتيجيات اللعب، ولكي يكون من ناحية قادرا على أداء الواجبات الدفاعية وقادرا من ناحية أخرى على أن يوظف بشكل إيجابي ومثمر وفعال المهارات الفنية الخارقة التي يتمتع بها، وحينها انا موقن أن أبواب الفريق الوطني ستفتح أمامه على مصراعيها.