إنتظرنا لغاية المواسم الأخيرة لنعاين سطوع نجم هدافين أفارقة نجحوا في التتويج بلقب الهداف وهم الذين انتظروا نصف قرن على انطلاقتها ليكسر الغيني كامارا هذا الحاجز بعدما دشن لاعب شباب المحمدية طرافا الطريق لهم.

فبعد زومانا وإيفونا وجيبور هذا الموسم لاعب مالي خارج كل التوقعات يطل خلال بداية الموسم الحالي ليفرض نفسه نجما من خلال أرقامه ونجاعته غير المتوقعة.
ساماكي لاعب الكوكب المراكشي إسم مغمور منح فارس النخيل نقاطا مهمة جعلته يتنفس قليلا ويتطلع لموسم مختلف عن سابقيه.
في المتابعة التالية نقدم اللاعب للجمهور ونذكر بمهاجمين مروا من الفريق المراكشي وسطعوا بداخله.

الأجانب يسمعون صوتهم
ظل لقب الهداف لصيقا ومرتبطا باللاعبين المغاربة منذ انطلاقة البطولة لغاية 1964، حيث سيظهر لاعب شباب المحمدية طرافا في الواجهة وهو أكثر لاعب أجنبي سجل بالبطولة 23 هدف، ثم انتظرنا لغاية 2006، حيث سيظهر الغيني كامارا في الصورة رفقة أولمبيك خريبكة، والمثير أن الحصيلة اعتبرت الأسوأ على الأطلاق ولم تتجاوز 9 أهداف فقط.
أسماء كريمو والبوساتي ولغريسي وناضر وأنافلوس لغاية جيل بيضوضان وصرصار وأرمومن والعلاوي ثم وادوش، ظلت تهيمن على المشهد قبل أن نلمس في المواسم الأخيرة صحوة ملحوظة للاعبين الأجانب لمسناها في تتويجهم خلال السنوات القليلة المنصرمة بشكل متتالي، من زومانا رفقة الحسنية، مرورا بالتشادي كارل ماكس رفقة الدفاع الجديدي، ثم إيفونا وجبور وكلاهما تحصلا على هذا الوشاح رفقة الوداد.
طفرة ملحوظة نسبيا للقادمين من جنوب الصحراء كان من أسبابها استقطاب الأندية لأجانب بجودة أفضل نسبيا من السابق ومعها تعطلت الآلة التهديفية للمهاجمين المغاربة والذين انحنوا أمام رغبة الأجانب.

ساماكي يدق الأجراس
صحيح أن البطولة الإحترافية ما تزال في بدايتها ولم تأخذ بعد إيقاعها الطبيعي الذي يتيح أمامنا إصدار أحكام القيمة الجاهزة، إلا أن بعض الإشارات يمكنها أن تقودنا للإستدلال والإستناد عليها كدليل للتحليل وتخمين ما قد تؤول إليه الأوضاع والأمور في نهاية المطاف.
المالي ساماكي إنبعث من الظل ودون أن يكون مراهن عليه ليعلن نفسه نجم البداية من خلال 4 توقيعات مكنت الكوكب من أن يتجاوز إحباطات البداية ويحقق انتصارين في غاية الأهمية وبحصص ثقيلة.
لمسة هذا المهاجم المالي كانت واضحة وعبرها دل المتتبعين عليه ليواكبوه ويواكبوا مساره، وما إن كان سيكرر ما فعله قبله كل من زومانا كوني مع الحسنية وخاصة كارل ماكس مع الجديدة، حيث حلا اللاعبان معا كإسمين مغمورين فتوجا بلقب الهداف ومنه انتقلا بمبالغ مهمة للخارج.

محاكاة عمالقة الكوكب
أن يتوج لاعب من الكوكب المراكشي بلقب هداف البطولة فهذا أمر سبق وأن حدث في 5 مناسبات، ما يعني أن قامات عملاقة مرت من هذا النادي الذي له ماض زاخر بالألقاب والبطولات.
بل المثير أن لاعب سيتوج بلقب هداف البطولة مع أول نسخة لها كان هو كريمو والذي سيكرر الأمر في مناسبة ثانية.
وانتظر أنصار فارس البهجة لغاية 1986، حيث سيظهر الدولي محمد الشاوش والذي سيتوج بهذا اللقب والذي كان جوازه للإحتراف بأوروبا، وبعدها بسنوات سيبرز أحمد البهجة الأسطوري والذي ظل يغازل اللقب في عدة مناسبات قبل أن يقبض عليه سنة 1994 وفي ظله عاش اللاعب قيدي والذي كان هدافا بمقاسات جد استثنائية.
آخر المهاجمين المنتمين للكوكب الذين سيتوجون بهذا اللقب الفخري كان هو سمير سرسار سنة 2001، ومن يومها تعطل الكوكب أداء ونتائج وفشل في تقديم ماكينات تهديفية للبطولة كما كان عليه الوضع في فتراته الذهبية.

ساماكي على طريقة كوياطي
ليس بالضرورة أن تكون إسما مغمورا ليحالفك النجاح، كما ليس بالضرورة أن تكون كلفتك غالية وصفقتك معقدة لتفي بالغرض ويكون منتوجك بالغزارة المرجوة، هذا الأمر ينطبق على اللاعب ساماكي والذي ضمه الفريق بلا ضوضاء ودون أن تسبقه هالة كبيرة مثل التي سبقت جيبور وبابا طوندي مثلا.
لاعب لم يكلف الكوكب سوى القليل من المال وهي كلفة تكفي بالكاد لجلب لاعب من الهواة لم تتجاوز 20 مليون سنتم، ليذكر هذا اللاعب أنصار النادي بمواطنه الذي مر من نفس الدرب وتشابهت مواصفات صفقته مع ساماكي وهو كوياطي الذي سيلمع مع الكوكب ويثير شهية فرق البطولة الكبيرة قبل أن يقتنصه كشافو بنفيكا البرتغالي بنصف مليار سنتيم.
لهذا يظهر أن الكوكب له سوابقه في هذا الصدد من خلال ضم مهاجم مادة خام بسعر معقول وتهيئة ظروف التألق أمامه ليسطع ويلمع ويصبح بعدها استثمارا ذهبيا للنادي.

هل تكون ومضة عابرة؟
تسجيل 4 أهداف مع انطلاقة البطولة هو أمر جيد في عمومه ورقم جد محترم في مباراتين خاضهما اللاعب، لكن العبرة دائما تكون بالإستمرارية والنجاعة المتواصلة والسعي خلف الأهداف بنفس الشراهة والنهم.
لذلك سيظل هذا اللاعب تحت المجهر ترصده الأضواء والعيون لغاية أن يثبت العكس ويتأكد لنا أنه كان مجرد ومضة سرعان ما تلاشت أو أن يتوقف عداده عن تسجيل وكسر الأرقام.
لغاية حدوث كل هذا يظل أمادو ساماكي هو الوجه الأبرز بين بقية كل الأجانب بالبطولة، ويأتي خلفه ديارا من وادي زم وديمبيلي من برشيد ويتقدمون على جيبور من الوداد.
لنصل لحقيقة أن الأسماء اللامعة لغاية الآن هي مغمورة وليست تلك التي سبقتها ضجة التوقيع وهو ما يخفف الكثير من الضغوطات علي ساماكي ويحفزه على المواصلة بنفس القوة والثقة، ومعه سيوضع عدد من مهاجمينا المحليين في المحك ومنهم بنحليب والنغمي وخابا وأوناجم ومقران وخاصة ياجور، وما إن كانوا سيرضون بأن يسحب هذا النسر المالي البساط من تحت أقدامهم ويتوج هداف البطولة؟