آثر هشام الدميعي مجددا العودة لأولمبيك آسفي، بعد أن قاده في الموسم قبل الماضي، والنية ترك بصمة جيدة ومواصلة العمل من أجل تكوين فريق في المستوى، ولو أن الهدف الأسمى يبقى ضمان بقائه في الدرجة الأولى.
 ويبقى الهاجس الذي يقض مضجع الدميعي ومكونات الفريق هو الجانب المالي، حيث يعاني الفريق المسفيوي أزمة مالية، يتمنى الدميعي أن لا تؤثر على أهدافه.

 ــ المنتخب : للمرة الثانية تقود أولمبيك آسفي، ما الفرق بين التجربتين؟
 هشام الدميعي : لا أعتقد أن هناك فرقا بين التجربتين، بحكم أن لدينا نفس الطموح والأهداف، لكن الشيء الملاحظ، أني إلتحقت في التجربة الأولى بالفريق وهو في حالة طوارئ، وكنا مطالبين بالبحث عن تسجيل نتائج إيجابية، قبل نهاية البطولة ب 8 دورات، نجحنا في تحقيقيها وتمكنا من ضمان البقاء، وبعد ذلك واصلنا المهمة، وسجلنا نتائج إيجابية، في الموسم الموالي، وبلغنا نهائي الكأس.
 اليوم عدت للنادي، وأنا أعرف أنه وقع على موسم جيد مع المدرب أمين بنهاشم، وكان أمامنا الوقت من أجل إعداد الفريق، وتهييئه من جميع المستويات، لتبقى مسؤوليتنا دائما هي السير بهذا الفريق لما هو أفضل.

 ــ المنتخب: ما تعليقك على بداية أولمبيك آسفي؟
 هشام الدميعي: أظن أنها بداية إيجابية، فعلى المستوى البطولة سجلنا فوزين وتعادل وخسارة، مشوارنا في الكأس كان أيضا مقنعا، لأننا وضعنا كل مسؤولياتنا من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة، لكن عندما تصطدم بفريق من قيمة الوداد البيضاوي وعلى ملعبه، هنا الأمور تكون صعبة، حيث أقصينا على يد هذا الفريق، الذي يعرف الكل قيمته وإمكانياته، لذلك لم نخجل لأن قطارنا توقف في هذه المحطة أمام الوداد، على العموم، طوينا صفحة هذه البداية، للتفكير في القادم.

 ــ المنتخب: ألم يؤثر عليكم نوعا ما الإرتباك، على مستوى الاستعداد للموسم الجديد؟
 هشام الدميعي: تأخرنا نوعا ما في الإنتدابات بسبب الضائقة المالية، لذلك واجهنا بعض الصعوبات على مستوى اللياقة البدنية للاعبين الجدد، الذين إلتحقوا بنا متأخرين، كالدغوغي ووطارا وغيرهما، ناهيك عن الإصابات التي إشتكى منها بعض اللاعبين أو الإيقاف، فكانت الإستعدادت نوعا ما منقوصة، ما فرض علينا أن نجاري المباريات الأولى بذكاء، الأمور تحسنت مع توالي  المباريات، بدليل النتائج الإيجابية التي سجلناها.

 ــ المنتخب: ألا تخشى من تأثير الضائقة المالية؟
 هشام الدميعي: أعتقد أن المشكل الكبير التي تشكو منه أغلب الأندية، يتعلق بما هو مالي، نحن كمدربين نشعر بالقلق في عملنا مع اللاعبين، لأننا نعرف أن لديهم مسؤوليات شخصية وعائلية، لذلك نخشى من تأثير ذلك على عملنا، خاصة أن المدرب هو المسؤول الأول عن النتائج، والمطلوب من اللاعب أن يكون في كامل تركيزه وجاهزيته النفسية، وإلا سيتأثر دائما، كلما كانت كنت هناك ضائقة مالية بالفريق.
من جانبنا نسعى لتجاوز هذا المشكل، ونعمل قدر الإمكان على تجهيز اللاعبين، بتقديم تضحيات في إنتظار إيجاد الحلول.

 ــ المنتخب : قياسا بالظروف المالية للفريق، أين وضعتم سقف أهدافكم هذا الموسم؟
 هشام الدميعي: لن ننزل  عن درجة أهداف الموسم الماضي، طبعا ندرك صعوبة المهمة، والفريق بصم على موسم جيد تحت إشراف المدرب محمد أمين بنهاشم، وأنهى الترتيب في المركز السابع، لذلك نريد أن نصل أيضا لهذا المستوى أو تجاوزه بعض الشيء، وضعنا أيضا كأس العرش، ضمن أهدافنا، مع الأسف أننا أقصينا وتعرفون الفريق الذي أقصانا، طبعا سيكون هدفنا أيضا تكوين اللاعبين، وتطوير مستواهم، ومنح الفرص للاعبين الشباب.

 ــ المنتخب: هل أنت راض على مشوارك كمدرب؟
 هشام الدميعي: المدرب مثل اللاعب، لا بد أن يكون طموحا لتسلق المراتب، أنا مدرب أضع وأسطر الأهداف قبل التعاقد مع أي فريق، لكن لا بد من ذكر مجموعة من المدربين الذين بدأت معهم مشواري التدريبي واستفدت منهم، فكان فخر الدين رجحي أول مدرب إشتغلت معه، ثم توالت الأسماء كعبدالقادر يومير الزاكي بادو، إشتغلت أيضا  في التكوين القاعدي بالبحرين.
أما بخصوص، تقييم تجاربي فقد إشتغلت مع نهضة بركان في البداية وحققت معه الصعود، نفس الهدف حققته مع الكوكب المراكشي، وأنهينا الترتيب في الموسم الموالي في المركز الرابع، وبعده في المركز الثالث، ثم إلتحقت بأولمبيك آسفي وحققنا هدف البقاء، وبعده بلغنا نهائي كأس العرش كإنجاز غير مسبوق، لذلك ما علي إلا أن أفتخر بما حققته مع كل الأندية، ولو أني ما زلت أطمح للمزيد، وتدريب فرق بطموحات أكبر، ولما لا خارج المغرب.

 ــ المنتخب: هل ما زالت غصة ضياع كأس العرش تشكو منها، حيث خسرت النهائي مع أولمبيك آسفي أمام المغرب الفاسي، في نسخة الموسم قبل الماضي؟
 هشام الدميعي: أي مدرب، خاصة عندما يصل لتلك المرحلة، لا بد أن يشعر ببعض  الإستياء، شعرنا بقلق كبير بعد خروجنا من دور الربع أمام الوداد، فما بالك أن يضيع اللقب في النهائي، لكن البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي نفعا، بل يجب الإستفادة من الدروس، والنظر للأمام، ما دامت أن الحياة لا تتوقف، عندما نخفق في تحقيق أحد الأهداف، لأن المهم هو النهوض من أي سقطة واستجماع القوة، ولو أن ذلك لا يمنع من الشعور بين الفينة والأخرى بنوع من الحسرة لضياع تلك لفرصة.

 ــ المنتخب: ما هي فلسفتك في التدريب؟
 هشام الدميعي: أظن أن الإشكال المطروح، أن معطيات كرتنا تغيرت في السنوات الأخيرة، لذلك يكون من الصعب على المدرب أن يحقق أهدافه، ما دامت أن النتائج هي التي تتحكم، لأن الأهم هو تفادي تلك النتائج السلبية، وهو ما يدفع المدرب إلى وضع الوسائل والإمكانيات التي تضمن له ذلك، ولنا في المدرب إدريس المرابط مدرب إتحاد طنجة، خير دليل، حيث كان بطلا لفريقيه في الموسم الماضي، لكنه أقيل مبكرا هذا الموسم، ولم يمنحه المسؤولون الوقت الكافي، من أجل بسط عمله وترتيب أوراقه.
النتائج تبقى هي الأهم وقد تعطل مشروع المدرب، ومع ذلك فلسفتي تعتمد على العمل الجاد والإنضباط والصرامة، والإشتغال على الجانب الذهني أيضا، وتطويره على مستوى الصرامة التكتيكية، والبحث عن طرق تحفيزهم، سواء داخل الملعب أو خارجه.