والأهم الآن هو أن اللاعبين واعون تماما بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم أكثر من أي وقت مضى، وبضرورة السيطرة على أعصابهم داخل رقعة الملعب والتصرف باحترافية لتجنب الهزيمة بسبب جزئيات بسيطة. 

ولاشك أن هذه المباراة ستتحكم فيها مجموعة من العوامل والجزئيات الخارجة عن الإعدادين التقني والبدني، وأن نتيجة الذهاب كانت واحدة من إفرازات خارجة عن سياق التكتيك ومرتبطة بعاملي التركيز والصفاء الذهني المطلوب بقوة على امتداد دقائق وثواني بل وأجزاء المائة هذه المواجهة الحاسمة. وكما في باقي المباريات المصيرية، سيكون الطرف الأكثر استعدادا ذهنيا هو المرشح للفوز. 

وسيتعامل الناخب الوطني، على الرغم من بعض الغيابات الإضطرارية، مع هذا التحدي الجديد بتشكيلة متكاملة خاصة مع تواجد أهم اللاعبين الذين يشكلون مفاتيح اللعب داخل النخبة المغربية انطلاقا من، حارسي المرمى بونو والمحمدي، اللذين يوجدان في قمة مردوديتهما هذا الموسم واللذين أعطيا ويعطيان التوازن للدفاع إلى جانب المهدي بنعطية، الذي بات من المعول عليهم كثيرا داخل النخبة الوطنية. 

وسيكون على خط وسط الميدان، المتشكل من فيصل رفجر وكريم الأحمدي سقاء المنتخب، إلى جانب حكيم زياش وخالد بوطيب، القوة الضاربة في الهجوم، قيادة منتخب مغربي يريده رونار، "أكثر هجومية يجمع بين القوة البدنية والمهارات التقنية دون التخلي عن اللعب الجماعي والتقني الذي ينفرد به". 

يذكر أن المنتخب المغربي، الذي سيخوض خامس مباراة له ضمن تصفيات هذه المجموعة والثالثة على أرضه وأمام جمهوره بعد الأولى التي فاز فيها على المالاوي بحصة كبيرة 3-0 ثم منتخب جزر القمر بهدف للاشيء بشق الأنفس، علما أنه كان قد انهزم في الجولة الأولى بيواندي أمام الكاميرون بهدف للاشيء واكتفى بالتعادل 2-2 مع مضيفه جزر القمر ، سيكون أمامه خيار واحد هو الفوز الكفيل بمنحه أولا صدارة الترتيب وتعزيز حظوظه في التأهل وثانيا رد دين مباراة الذهاب بيواندي. 

كما تمثل هذه المواجهة بمدينة الدار البيضاء، تحديا كبيرا لأسود الأطلس، ومدربه هيرفي رينارد، لتحقيق إنجاز تاريخي، حيث لم يسبق للمنتخب المغربي عبر تاريخ مواجهاته مع الكامرون أن فاز عليه، وظل يشكل على الدوام عقدة أزلية لأسود الأطلس، ولعل أشهر المواجهات بينهما، كانت إقصاء الأسود غير المروضة لنظيره المغربي مرتين من التأهل لكأس العالم عامي 1982 و2010. 

كما يتذكر المغاربة مباراة شهيرة في نصف نهائي أمم أفريقيا، التي احتضنها المغرب 1988، والكيفية التي فاز بها الكاميرون، حارما أسود الأطلس من حلم تحقيق ثاني لقب قاري على أرضه.

لذلك يتطلع الجمهور المغربي ومعه هيرفي رونار بكثير من التفاؤل والشغف هذه المرة للإطاحة بالكاميرون والتوقيع على انتصار تاريخي طال انتظاره، ومعه ضمان التأهل للكان.