يجد المتتبعون المغاربة ومعهم الجمهور الكثير من بذرات التفاؤل التي يغذيا بداخلهم هذا الجيل من اللاعبين الذي يقودهم العميد بنعطية ومعه الرائع زياش..
يستند المتفائلون في قدرة هذا الفريق والمنتخب على كسب الرهان والمعركة الأكبر المتمثلة في التتويج القاري الثاني من نوعه، لما وقع عليه مؤخرا وللشفرات المعقدة التي تمكن من حلها.
إسقاط الكامرون كان وسيلة ولم يكن غاية إطلاقا والحضور في النسخة 17 بالكان سيكون لهدف واحد وهو أن يكون الأسود أبطال وفي وسط البوديوم.

شفرات تتفكك
لن نغوص في نوسطالجيا المشاركات الخاصة بالأسود في مسابقات الكان و التي لم تكن على كل حال كبيرة ولا هي مميزة، وسنترك مجال استحضار التاريخ لغاية اتضاح الرؤية بشأن البلد المضيف.
ما يهمنا والفريق الوطني يقهر الكامرون العصية، هو أن هذا الجيل أثبت قدراته وعلى أنه يملك من المقومات ما يؤهله لفك كل الشفرات والألغاز التي ظلت تتثير الحيرة وتصدر اليأس في السابق، إشارات إيجابية انطلقت على وجه الخصوص منذ اللحظة التي تمكن من خلالها هذا الكومندو من رسم وصال وأن لكن كما تمنيناه مع المونديال،إلا أنه وضع الأسود في معترك الكبار في روسيا.
لذلك قدمت هذه الوصفات التي كان من تجلياتها عبور الدور الأول بالغابون وهزم كوت ديفوار والتأهل للمونديال وبعدها هزم الكامرون، بعضا من إرساليات التفاؤل التي كان الجمهور يحتاجها كي يدخل المسابقة الإفريقية المقبلة وهو في ثوب المرشح وليس الحائط الذي استقوت عليه باقي المنتخبات.

مواصفات البطل
مع لومير والطوسي وحتى غيرتس وغيرهم لم تكن هناك أية ملامح لفريق أو منتخب بإمكانه أن يكون بطلا، وكانت المشاركة تسبقها بعض التعاليق التي تتحدث عن عودة مبكرة إما بسبب وضعية الجامعات المهزوزة أو لقيمة اللاعبين أو لعوامل أخرى خارجية منها قوة المنافسين.
اليوم نملك تركيبة تعد الأفضل فرديا وجماعيا ونملك مدربا خبيرا في الأدغال وخاصة في هذه المسابقة، ونملك جامعة قوية استطاعت أن تتوغل قاريا كما ينبغي لتمارس تأثيرها الإيجابي الذي كنا نتحسر عليه.
وبين كل هذا وذاك تراجعت قوة المنتخبات التقليدية بدليل أن الكامرون البطل لم يقو على الصمود أمامنا والبطل الذي سبقه كوت ديفوار إنهار أمام الأسود والمنتخبات العربية ليست أفضل منا.
كل هذه المواصفات تخول الأسود أفضلية نوعية ومعنوية وتقوي من هامش التفاؤل الذي تحدثنا عنه.

لا شيء مستحيل
في القراءة التي أحاطت بالفريق الوطني في مشوار التصفيات والتي منحته علامة كاملة باستثناء الخسارة أمام الكامرون في رحلة لم يسافر إليها رونار بالفريق المثالي وارتكب هفوة دفاعية كلفته النقاط كاملة، يبدو أن الأسود في سياق الإستمرارية التي افتقدناها في السابق مع تسجيل فترة فراغ لم تطل كان من صورها مبارتي جزر القمر.
النجاعة والتناغم وروح المجموعة التي يصر عليها رونار في كافة خطاباته وخرجاته والتي يعتبرها المفصل  الفارق لأي نجاح بدورها موجودة.
لذلك لا يبدو شيئا مستحيلا على الكومندو الحالي لينجز المهة علي النحو الأفضل وليحقق المعادلة التي فشلت في تحقيقها أجيالا متلاحقة لم تقو على تكرار ملحمة بابا وفراس والبقية في الأراضي الإثيوبية.
لا شيء مستحيل هو الشعار الذي سيحمله اللاعبون والطاقم التقني في المشاركة المقبلة لكسب التحدي الصعب.

تناقح الأجيال
لا يوجد حاليا في القارة الإفريقية تركيبة بالتجانس والتناغم الموجود بين لاعبي الفريق الوطني المنتمون لأجيال مختلفة جرى التنقيح فيما بينها بإيجابية وانسيابية.
جيل بنعطية وبوصوفة ثم الأحمدي ولمرابط المشارفون على تعليق الحذاء، وجيل المحمدي وبونو وسايس وبلهندة وفجر الذين يغازلون النضج الثلاثيني، وجيل واعد وموهوب يتضمن حكيمي ومزراوي ونصيري والإدريسي ثم منديل وأيت بناصر وحارث.
هذا التناقح مع الموهبة والممارسة على أعلى المستويات الممكنة تتيح إمكانية السفر الإفريقي المقبل في رداء المرشح والفريق القادر علي كسر هيمنة الحيتان التي تجبرت في القارة.
لذلك سيكون الفوز باللقب الإفريقي للمرة الثانية هو الشفرة الأكثر تعقيدا والتي يتعين على رونار حلها وفك طلاسمها ومنح الكرة المغربية تاجا وريادة تستحقها.