العد العكسي إنطلق..
هل آن آوان تجريب وصفات الكان؟
الأداء هو الأساس أمام منافس على المقاس
يعود المنتخب المغربي تحت قيادة الناخب الوطني الزاكي بادو للظهور مرة أخرى بالمغرب، عبر فاصل مبارتين وديتين اختار لهما المدرب هذه المرة منافسين من مدرسة مختلفة عن سابق المباريات الخمسة التي خاضها لحد الآن وبترتيب دقيق لاءم أجندته مع حاجته لكل يوم إضافي يقضيه مع اللاعبين.
البداية بمنتخب أفريقيا الوسطى المتطور على مستوى الحضور بالقارة السمراء قبل لقاء كينيا، و خلاله سيحاول الزاكي كما قال فرض أسلوب الكان وليس البحث عن النواة التي ترسخت بذهنه.
الفاصل السادس للزاكي
هي المباراة السادسة التي سيحضر فيها الزاكي بعباءة الناخب الوطني، وإحصائيات المباريات الودية التي خاضها لحد الآن تبدو متفاوتة بين الإقناع والشك، وهو التأرجح والتفاوت الذي يسعى الزاكي لردم جليده بداية من مباريات أكتوبر التي كان قد قال بشأنها أنها محطة الإقلاع والإنطلاقة الحقيقية له وللمجموعة التي ستحمل على أكتافها عبء الكان القادم والمرتقب.
وباستقراء في حصيلة حضور الزاكي طوال المشاوير الودية السابقة نصل لحقيقة الأرقام التي تؤكد حاجته وحاجة اللاعبين لبذل أكبر ولمجهود مضاعف وللحظ أيضا كي نصل في المواعيد القادمة لمجموعة مثالية لا يتخلف عنها الثوابت ولا يغيب فيها الصقور بداعي الإصابة.
فاز المنتخب المغربي بمباراتين أمام موزمبيق وليبيا وخسر في اثنين (روسيا وأنغولا) وتعادل أمام قطر.
أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى الزاكي والمنتخب الوطني مطالبان بالفوز لما له من آثار معنوية كبيرة وبالإقناع الذي هو طريق حشد دعم الأنصار.
مراكش لتعميق الوصال
بين البرتغال وملاعبها التي كانت محطة تاريخية بحكم أنها أول من احتضنت عودة الزاكي لتدريب المنتخب المغربي بعد عقد من الأفول والغياب، والسفر لموسكو، حيث واجه المنتخب المغربي الدب الروسي قبل سفر الأخير للبرازيل، والعودة للمغرب لكن عبر بوابة مركب محمد الخامس والتعادل المخيب للآمال والمحرك للكثير من السواكن أمام قطر، قبل التفكير في التوجه لمراكش لملاقاة ليبيا والفوز عليها بثلاثية، هذه المرة ودون كثير انتظار ولا حتى اجتهاد الزاكي اختار مراكش لمباراتي أكتوبر معا.
ضرورة تعميق الوصال مع المدينة التي ستحتضن مباريات المنتخب الوطني بالكان، ومع الملعب المصنف حاليا بكونه الأفضل بالمغرب والذي يشهد على أفضل نتائج الأسود خلال 4 سنوات الأخيرة، كانت سببا محركا للناخب الوطني في أن يفرض تواجد عناصره لأكثر من أسبوع بالمدينة للإستئناس مع خصائصها وطقوسها ولربح خطوة ومسافة على منافسيه المفترضين بالمجموعة التي سيتم الكشف عن نقابها بعد القرعة الخاصة بالنهائيات.
وصفة الحضور بالكان
بعد السجال القوي الذي أفرزه التعادل المخيب والمرفوض أيضا من طرف الجماهير أمام العنبي القطري، وسبب الإستياء العارم كان بسبب الأداء الفاتر وليس تحقيرا للمنافس، وحتى الفوز على ليبيا لم يكن ليزرع بذور الثقة المفقودة، هذه المرة الزاكي خرج عن صمته وأكد أنه لا يبحث عن النواة ولا التسكيل المثالي، وأن غايته من وراء مباريات الأجندة المطروحة أمامه ومن الآن ولغاية الكان هو فرض أسلوبه وتحمل المشاق والمتاريس التي سيتولى منافسو الأسود زرعها في طريقه.
منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى الذي سيحضر وهو يدرك أنه سيواجه البلد المضيف للعرس الإفريقي والمنتخب الذي يضم في صفوفه المدافع الأغلى بالقارة السمراء، أكيد لن يتجرأ على الأسود بقدر ما سيعمل على غلق المنافذ والممرات والمعابر، وهو ما يسعى الزاكي خلفه ويتمناه لأنه يريد كل المواجهات الودية القادمة بهذا الشكل وذلك لفرض أسلوبه والتوصل لما يمكنه أن يساعده على بلوغ هذا المراد وتحقيق هذه الغاية.
منافس على أي مقاس؟
لم تترك التصفيات المؤهلة للحدث القاري الكبير، الكثير من الخيارات ولا الهوامش أمام الزاكي والجامعة لاختيار منافس من عيار ثقيل والسبب هو إلتزام كل السواعد الغليظة والكبيرة بالقارة السمراء بخوض مباريات التصفيات.
لذلك تبحث الجامعة وتدقق كل مرة في هوية منافس من الصف الثالث أو الرابع متاح بمنطق التفرغ والخروج المبكر من التصفيات لتضعه أمام الزاكي وتفرضه كمنافس لتزييت الصفوف وشحن البطارية.
منتخب إفريقيا الوسطى هو المنتخب الذي واجهة الأسود قبل 4 سنوات بالتمام والكمال على عهد غيرتس ومساعده كوبيرليبرسم التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2012، وفرض التعادل على المنتخب المغرب بالرباط بالأصفار وهي النتيجة التي أعاد رسمها إيابا داخل قواعده.
ولأن من يشرف على تدريب هذا المنتخب هو السويسري راوول سافوا الذي مر من تجارب تدريبية بالمغرب وبالضبط بالنادي المكناسي، فالأكيد أن الأخير يملك الكثير من الأسرار عن الكرة المغربية وقد يمارس تعقيد بعض الأمور على الزاكي الذي سبق وأن واجهه بالبطولة.
كومندو تقريبي
مباراة ما بعد العيد يؤمل منها أن تكون فاتحة وانطلاقة صوب أعياد ومحطات وردية في مسار المنتخب الوطني القادم ولو حالف الأسود الحظ وتحلوا بالواقعية المطلوبة والنجاعة الكاملة وسجلوا أكثر مما يهدرون من فرص فإن هذا سيشكل بلسما لكثير من الجراح التي خلفتها سنوات الشك وفقدان الثقة السابقة.
اللائحة لا تترك المجال أمام الكثير من الإجتهادات وتفرز منذ اللمحة الأولى تصورا للتشكيل الذي سيعتمده الزاكي ولو أن حراسة المرمى موضع شك ونقاش.
الزنيتي الحاضر أمام قطر سيعود للمرمى في انتظار التناوب بالمباراة الثانية، والظهير الأيمن لن يكون غير درار ولو أن الزاكي يلجأ لمبدإ التقية في توظيفه قبل الكان والرواق الأيسر لن يحيد عن لزعر ومتوسط دفاع سيتقمصه داكوسطا وبنعطية العائد.
وسط الميدان وفي غياب العدوة وعوبادي سيترك أمام هرماش فرصة تأكيد جدارته بالعودة لدور السقاء وبلهندة المحظوظ أمامه هو الآخر فرصة إثبات الذات وأمامهما من دون شك بوصوفة في دور الربط والقادوري في دور الموزع.
على أن يترك أمام برادة وحمد الله هامشا واسعا للمناورة والتحرك هجوميا، وأيا كانت قراءات الزاكي للمباراة والبروفة فالأكيد أنها لن تختلف كثيرا عن الشكل التالي الموضوع ولن تقوم بتعديل كبير إلا إذا كان الناخب الوطني يناور في هذه المواعيد الودية لتمويه منافسيه.
منعم بلمقدم
البرنامج
الخميس 9 أكتوبر 2014
بمراكش: الملعب الكبير: س20: المنتخب المغربي ـ منتخب إفريقيا الوسطى