بروفة ودية سابعة لأسود الأطلس أمام نجوم الهارامبي
نزال لكسب الثقة والأميال
هل ينهي الزاكي فصول بناء النواة الحقيقية؟
هي بروفة ودية سابعة للمنتخب المغربي منذ تولي الزاكي منصب قيادة الأسود للإستحقاقات المقبلة، وبروفة من المفترض أن تكون نهاية لكل التخوفات التي شاعت منذ مدة قصيرة في ظل مهام قصيرة أيضا للناخب الوطني، لكن في عمق البروفة أيضا وصول الناخب إلى درجة التفاؤل بمجموعته المتكاملة ونواته المعروفة في سياق الوصول إلى النهائيات بأفضل صورة، وكينيا الخصم الجديد بأفضل تاريخه الكروي مقارنة بإفريقيا الوسطى سيكون أقوى بالنظر إلى طبيعة التغيير التقني الذي ساد المنتخب بعد إقصائه من الأدوار التمهيدية.
النتيجة لا تهم
4ـ0 أمام إفريقيا الوسطى في بروفة ودية جديدة للمنتخب المغربي وإن كانت جيدة ومطمئنة على مستوى النجاعة الهجومية، فهي لا تهم بالنظر إلى الأهداف المسطرة لدى الناخب الوطني من خلال تثبيت الفريق الوطني على مستوى نواته المتكاملة والمبحوث عنها منذ مدة، صحيح أن الشك في الإطمئنان على مستقبل المنتخب في كشكوله البشري من الحراسة إلى خط الهجوم أرقنا جميعا من خلال الإصابات التي أعاقت سير المنتخب، وأعاقت حتى الناخب في تجريب الكثير من رجالات المواقع لإيجاد البدائل من نفس العيارات، وكان من الضروري أن ننتظر عودة جميع مكونات المنتخب بما فيها المصابين من قيمة بنعطية وداكوسطا وحمد الله والعائد مبارك بوصوفة الرجل الذي حمل المباراة الودية أمام إفريقيا الوسطى على أكتافه، وصحيح أيضا أن الفوز الكبير على إفريقيا الوسطى له مدلوله المعنوي والنفسي على سائر مكونات المنتخب، ولكن لا بد من قراءة معنى وتداعيات هذا الفوز الذي يرفع الناخب فوق بساط الإرتياح في مجموع المواقع التي يرى فيها نوعا من الثقة وأخرى ما زالت بحاجة إلى إسقاط الكثير من العادات السيئة أبرزها الشرود الذهني والإفراط في المراوغة وصعوبة إنهاء اللمسة، وفوق كل ذلك يمكن التأكيد على أن هوية المنتخب الوطني بدأت تتضح من خلال التوابث الرئيسية للمنتخب الوطني وأن من لعب المباراة أمام إفريقيا الوسطى شكل الوجوه الرئيسية للفريق الوطني في انتظار من سيكون الحارس الرئيسي والظهير الأيسر، ما يعني أننا أمام فريق وطني محمول اليوم على انتظارات بشرية أخرى منها ما هو غائب للإصابات ومنها من ينتظر فرصة العمر الحاسمة من قبيل شحشوح والشماخ والعرابي وعوبادي والسعيدي والأحمدي دون احتساب فيلق برادة وهرماش والراقي ومتولي ومحترفو البطولة الوطنية، ما يعني أننا أمام جيش من اللاعبين الممتازين وأمام أقدار مطروحة للإختيارات التي يرضخ إليها الناخب من معطى الإكراهات التي قد تحصل في اليوم الموعود، وهو ما يحسب له ألف حساب لإيجاد البدائل الممتازة.
البحث عن الثقة
وصحيح أن النتيجة الرائعة ترفع المعنويات وتضع الطاقم في معبر الثقة الجديرة باحترام أهلية المحترفين المعتمد عليهم، وهذا ما كان ينتظره الزاكي أصلا من أن يكون جميع اللاعبين حاضرين من دون إكراهات، وحاضرين من أجل الواجب الكبير والقميص الغالي، وفي هذا المنحنى يعترف الزاكي من أن النواة المبحوث عنها موجودة وبقاعدة موسعة شريطة أن لا تكون الإكراهات كثيرة في الأرقام المصابة أو التي ليس لديها تنافسية وجاهزية متكاملة، لكن في لقاء إفريقيا الوسطى وجد الزاكي تكامله النسبي ليس على مستوى النتيجة، ولكن في الإختيارات التي طرحها على أرض الواقع والأسلوب التكتيكي الذي فرضه في المباراة دونما التقيد بالتوقيت والإسراع في تسجيل الأهداف، ولكن في طريقة تداول الأداء والعمل على مسايرة الإيقاع والإشتغال على كل الخاصيات البنائية من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما ظهر في حالات كثيرة أفضلها روح الوسط من بوصوفة والقادوري والأطراف من درار وأمرابط، والتنسيق الدفاعي بعودة العميد بنعطية كقائد أعاد الثقة الكبيرة للخط مع حذر مفروض أن يراعى في داكوسطا نسبيا وشرود ذهني للمدافع الأيسر كروشي فضلا عن الدور الجيد الذي قام به كل من العدوة وبلهندة في دور التنشيط الوسطي على مستوى الدفاع والبناء الأمامي، لكن تبقى الحراسة سؤال اللحظة مع أن الزنيتي الذي نجح في امتصاص الكثير من القذائف والتصدي الناجح، إلا أنه ضعيف في التصدي للكرات العالية والدائرية، فكيف سيشتغل على هذا النوع الخطير من العمليات أمام منتخبات عملاقة؟
أي انتظارات؟
السؤال الجوهري في الربح الذي يكتنزه المنتخب الوطني هو في الأداء العالي الذي قدمه كل من بوصوفة العائد لعرين الأسود منذ مدة طويلة، والهداف حمد الله الذي سجل الثلاثية، وبلهندة الذي قدم بالمناسبة واحدا من أفضل مبارياته مع الأسود، وهذا الثلاثي سيكون أمام محنة إسمها نهاية البطولة الصينية لدى حمد الله قبل ثلاث جولات، ما يعني أن حمد الله سيلعب آخر مباراة له بالصين في 2 نونبر وبعدها سيخلد إلى الراحة ، ثم هناك بلهندة الذي ستتوقف بطولته الأوكرانية في 2 نونبر أولا مع استمراره حتى آخر الشهر مع الفريق ضمن فعاليات الأوروليغ، وبعدها سيخلد إلى الراحة ، ثم هناك الدولي مبارك بوصوفة الذي ستتوقف بطولته الروسية في 18 نونبر إلى حدود الدورة 14 لسوء الأحوال الجوية التي تعرفها البلاد عادة ما بين نونبر إلى نهاية فبرابر، وهذا الإكراه سيضع الزاكي في حرج غياب التنافسية لدى الأطراف الثلاثة التي شكلت في مباراة إفريقيا الوسطى عملة رائعة في التنشيط الهجومي والوصول إلى المرمى.
وفوق هذه الإشكالية المربحة، والمكرهة أيضا ما بعد شهر نونبر للثلاثي المذكور، يدرك الزاكي أن كأس إفريقيا المقبلة بدأت تقترب منه في اللحظات التي يبني فيها ثقته المتكاملة للأسود والمواقع التي يرى فيها ازدواجية الأدوار التي تيسر عليه الوصول إلى 23 لاعبا من كشكول ما يفوق 35 لاعبا، وهي عملية صعبة للغاية بالنظر إلى الهدف الذي يرمي إليه لحيازة اللقب، أي أنه أمام شهر إضافي آخر لوضع اللمسات الأخيرة على الكوموندو الذي سيشتغل عليه في تربص أول يناير إلى أفق الإفتتاح، بداية من لقاء كينيا هذا اليوم ثم أمام كل من زيمبابوي والبنين في شهر نونبر، وهذه المباريات ستكون آخر قفل للتشكيل العام الذي سيعتمد عليه في كأس إفريقيا شريطة أن لا يصاب الزاكي بمكروه الإصابات من التشكيل الذي سيضع عليه ثقته العامة.
بروفة لتقييم الكوموندو الآخر
رقميا لعب الزاكي بـ 17 لاعبا أمام إفريقيا الوسطى وبتوقيت زمني للبدائل التي دخلت المباراة في دقيقتها 70 (حذراف، برادة والقنطاري) وبعناصر أخرى بعضها عاد للواجهة من قبيل عادل هرماش ولزعر من الإصابة وياجور للإستئناس الهجومي، وما تبقى من الكشكول هو سبعة لاعبين قد يزج بهم الزاكي في مباراة كينيا للإستئناس أكثر مع الإحتفاظ بالثوابت الرئيسية في الخطوط المعروفة، والزاكي يعرف جيدا أن من نادى عليهم سيلعبون جميعا لقياس اندماجهم مع المجموعة، ومباراة كينيا ستكون لبنة أساسية لربح العيارات الجيدة التي يراعي فيها نفس المقاس البدني والروحي والبدني، وربما قد يعمد الزاكي على تثبيت الوجوه التي لعب بها أمام إفريقيا الوسطى لشوط أول مخافة من الإصابة، أو يغامر بوجوه دفاعية أخرى لقياس مدى الفعالية والحضور المتكامل الذي يرى فيه كما قلت لرفع درجة الإختيار المتبقي من 20 في المائة.
كينيا أفضل من إفريقيا الوسطى
والخصم الكيني الثاني الذي سيلعب أمام المغرب، يبدو أفضل من إفريقيا الوسطى على مستوى الخبرة الإفريقية من خلال مشاركاته التاريخية في الأدوار الأولى لنهائيات كأس إفريقيا (خمس مرات ) مقارنة مع غياب إفريقيا الوسطى على الواجهة ككل، إلى أن ما حصل لإفريقيا الوسطى عندما أقصيت من الدور التمهيدي لكأس إفريقيا التي ستقام بالمغرب، حصل أيضا مع كينيا عندما ودعت نفس الدور أمام اللوسوطو في واحدة من المفاجآت الغربية، وهذا الإقصاء وضع الجامعة أمام أمر الواقع عندما أقالت الناخب الجزائري عادل عمروش الذي كان سببا رئيسيا في الإقصاء عقب تعادل كينيا سلبا بميدانها وخسارتها باللوسوطو بهدف يتيم ، وهذا الإقصاء وضع الجامعة أمام اختيار سريع للناخب الأسكوتلاندي بوبي ويليامسون (52 عاما) وهو من سيقود اليوم منتخب كينيا أمام المغرب.
محمد فؤاد
البرنامج
الإثنين 13 أكتوبر 2014
بمراكش: الملعب الكبير: س20: المنتخب المغربي ـ المنتخب الكيني