يواصل الزاكي بادو سفره الرائع رفقة المنتخب الوطني في المباريات الودية المتاحة أمامه بإقرار من الفيفا وجدولها الذي خوله الإستفادة من مباريات عدة، صاغ من خلالها جملا رائعة على مستوى حياكة أسلوب قوي ومميز للأسود، هذه المرة مباراتا البنين وزيمبابوي محكان من نوع مغاير ومختلفان عما سبق وعاينه الناخب الوطني وهو يكتشف منتخبات بمقاسات مختلفة.
بأكادير سيحاول الزاكي ترسيخ ثقافة الأسلوب بعدما استقر رأيه على التشكيل وعلى الكومندو الجاهز للمهمة الكبيرة وهي الكان ولو أن الأخير ثار معلقا.
الزاكي يبصم بالإقناع
هذا هو واقع المنتخب الوطني مع الزاكي، بعدما أصبح بالإمكان الإطمئنان لهوية الفريق الوطني ولمعرفة سابقة بالتشكيل وقدرة على التخمين بمن سيظهر أولا ومن سيرافق دكة الإحتياط.
الزاكي وقع بالإقناع بعدما رماه البعض بسهام الشك وبعدما راهن الكثيرون على سقوطه وعلى عجزه في تدبير المرحلة، إذ أنه باستقراء لواقع تطور المنتخب المغربي من المباراة الأولى أمام الموزمبيق مرورا بما رافق الأداء أمام أنغولا وبعدها روسا، ثم ضبط البوصلة في المباريات الأربعة الأخرى داخل الدار أمام (ليبيا وقطر ثم منتخب إفريقيا الوسطى وانتهاء بكينيا)، نكون أمام واقع الإرتقاء والتطور وخاصة الإعتراف ببصمة مدرب قدير ومحنك له من المفاتيح والقدرة على التكيف والتفاعل الرائع والإيجابي مع بيت يعرفه تمام المعرفة وهو بيت الأسود.
هو الإقناع الذي حضر والتطور الذي بشر بمستقبل وردي وواعد، لمجموعة أحكم الزاكي قبضته عليها وصاغ نواتها الرسمية ورجال طوارئها ببرودة دم وثقة.
وديات الدار أجمل اختبار
بعد معسكر البرتغال حضرت المباريات الودية داخل الديار وحضرت المواعيد الأربعة التي رافقتها نتائج مميزة، ولو أن التعادل أمام العنابي القطري صاغه الكثيرون ضمن خانة الكارثة.
فوز بثلاثية في مناسبتين ورباعية في مناسبة أخرى يغني عن كل التعاليق ويجعل من الحصيلة أكثر من إيجابية ورائعة ببلوغ 10 أهداف بمرمى المنافسين وعدم استقبال أي هدف بالمقابل.
هي المباريات التي خطط لها الناخب الوطني بنفسه وأشر عليها بالقبول بعد وصول مضطرب لعرين الأسود تزامن مع تدبير 3 أجندات ودية أمام كل من (روسيا وأنغولا والموزمبيق) دون أن يكون هو المسؤول عن طبيعة الخصوم ولا مكان المعسكر.
لذلك كلما تزامن موعد ودي مع مباراة هنا بالديار إلا وتعزز اليقين والثقة على أنها مباراة بمشاعر مختلفة وحضور يرفعها لخانة المواعيد الرسمية التي تختلف عن الحوارات الودية الباردة.
البنين لتعزيز اليقين
بعدما حجم الزاكي منتخبي كينيا وإفريقيا الوسطى الشهر المنصرم، وخرج ليؤكد أنهما ليسا بالمحكين الكبيرين اللذين كان يتمناهما، وبعدما أجهز قبلهما على منتخب ليبيا بثلاثية أحبطت عزيمة وأفكار الإسباني خافيير كليمينتي، المنتخب الوطني يقيل على مباراة أمام البنين التي سبق وأن ابتلعها الزاكي نفسه بالأربعة بالكان الرائع والأنطولوجي بتونس 2004 على ملعب سوسة.
الزاكي يعود لملاقاة نفس البنين التي تطورت والتي واجهها المنتخب المغربي قبل سنتين بـ «كان» الغابون وتفوق يومها الفريق الوطني على رفاق المحترف أمعزو بهدف وصادف إحراجا كبيرا يومها بمدربه البلجيكي غيرتس.
البنين هو المحك الذي سيدخله الزاكي لتعزيز اليقين في كونه ربح فعلا التشكيل النموذجي والتشكيل المثالي القادر على حمل الأحلام على كتفيه؟
زيمبابوي لربح الكومندو
بعد البنين وبمساحة ومسافة زمنية لن تكون بالطويلة، سيعود الفريق الوطني لملاقاة زيمبابوي يوم الأحد القادم، وهنا سيمثل اللقاء المحك الكبير والنهائي الذي تعترف به الفيفا، وهو ما سيدفع الزاكي حتما لتوظيف التشكيل الرسمي والنهائي الذي يضعه في اعتباره وفي خياله.
التشكيل الذي سيعتمده الزاكي أمام زيمبابوي سيحمل من المؤشرات ما قد يعكس فكر الناخب الوطني، وإلى أين وصل وكيف انتهى من حياكة جلباب الفريق الوطني.
هذه المباراة لن تشهد تواجد أمسيف الذي سيغادر وهو ما يعني أن الحارس الذي سيحرس مرمى الأسود بهذه المباراة سيشكل الخيار الثاني للناخب الوطني لتعويض أمسيف.
كما قد يعمد الزاكي لتجريب لاعب أو لاعبين على أقصى تقدير من بين الذين لم يلعبوا أمام البنين، إلا لطارئ ما مرتبط بإصابة أو وعكة صحية وهو ما لا يتمناه الناخب الوطني.
مباراة سترسم فيها الملامح شبه النهائية للكومندو الحربي للكان ومباراة قد تفرز الشكل النهائي أو القريب منه لأسود بدأت تظهر لها أنياب.
الأسود صار لها زئير
لسوء الحظ أنه في الوقت الذي بدأ فيه المنتخب المغربي يقدم إشارات طيبة وإيجابية عن جاهزيته وخاصة عن الهوية التي كانت مجهولة لوقت قريب، فقد تزامن هذا المعطى الإيجابي مع هزة إيبولا وفيروسها الذي غير رسم المعالم.
بأكادير وعلى ملعبها الكبير وأيا كان موقعنا وحتى الدور الذي سنتقمصه بالفترة والمرحلة المقبلة، فإنه من المفروض على الجمهور السوسي بشكل عام والأكاديري على وجه الخصوص أن يزحف للملعب ويعلن صورة دعم كبيرة للأسود التي لم تكن لها بيد في كل ما حدث.
المحترفون القادمون من مختلف البطولات الأوروبية والمدعومون باللفيف البسيط جدا من لاعبي البطولة، هم على موعدين لتأكيد ومضاعفة جرعات الثقة وتغذية الأمل في منتخب المستقبل.
زئير الأسود قد يعلن مرة أخرى من أكادير ولو أن البعض لا يرحب بكل هذا التهليل ويرى فيه مبالغة ونفخا زائدا عن اللزوم سيما أن الكان الذي كان غاية ما عاد اليوم بالخارطة.

منعم بلمقدم