قلب المنتخب الوطني تأخره بهدف إلى فوز معنوي مهم 2-1 على ضيفه زيمبابوي الذي لعب بمنتخبه الأولمبي، وذلك في مباراة ودية في أمسية كروية رائعة زادها روعة الجمهور السوسي الغفير جدا والذي غطى كل جنبات ملعب أكادير الجديد.
الأسود دخلوا سريعا ومن دون أي مقدمات ولم ينتظروا مرور سوى دقيقة واحدة ليزعزعوا إستقرار حارس الخصم بتسديدة قوية من القادوري إصطدمت بالعارضة، وكان صانع ألعاب طورينو أبرز لاعب بتحركاته وإنسلالاته وتمكن لوحده من تهديد المرمى في أكثر من مناسبة بيد أن سوء الحظ وغياب الفعالية صاحبا هجماته، وبقي الزحف الأحمر متواصلا وناور الشماخ وحمد الله في كل الجهات بحثا عن خلق الفارق في ظل الكثافة العددية لمدافعي زيمبابوي.. وإثر خطأ دفاعي وهفوة لا تُغتفر إنسل الشاب ماكولي من الجهة اليمنى وسدد بين قدمي الحارس ياسين بونو موقعا أول أهداف المباراة (د19)، ليحاول بعدها رفاق أشرف لزعر الرد عبر التوغل من الأطراف والتمريرات في العمق لكن التسرع وقلة التركيز كانا واضحين على مردود العناصر الوطنية، فغابت الحلول ومر الوقت بسرعة من دون مستجد لينتهي الشوط الأول بتفوق الأسود أداءا وخسارتهم نتيجة.
وعرفت الجولة الثانية نفس السيناريو بحيث سيطر الأسود بشكل مطلق وإنحصر اللعب في معترك الضيف، وتنوعت المحاولات وجرب أكثر من لاعب حظه في التسجيل لكن شفرة الإستعصاء أبت إلا أن تُفك عبر كلمة مرور اللاعبين الإحتياطيين، حيث أنهى البديل أسامة السعيدي هجمة منظمة جميلة بقذيفة ولا أروع سكنت الشباك (د64)، تلاه هدف ثان حمل خاتم محسن ياجور الذي إصطاد بدهاء ركلة جزاء وإنبرى لها بنجاح (د78)، لتعرف بعدها باقي الدقائق إنخفاضا في الإيقاع وصحوة للزوار الذين كادوا أن يعدلوا الكفة في محاولتين خطيرتين، لكن النتيجة صمدت ورسمت فوزا إستراتيجيا ومعنويا للفريق الوطني المقبل على عطالة إجبارية لفترة طويلة وغير محددة في إنتظار معرفة عقوبات الكاف الرسمية.

المهدي الحداد - عدسة: بلمكي