فشل الوداد في الإستمرار في مسلسل النتائج الجيدة التي حققها في الدورات الأخيرة واكتفى بنتيجة التعادل بميدانه في مباراة قوية ومثيرة لم ينجح فيها الفريق الأحمر في الحفاظ على سبقه الرقمي واستسلم لإرادة الفريق الدكالي كما دفع ثمن تراجعه للوراء غاليا خلال الجولة الثانية.
حاول الوداد التحكم في المباراة منذ بدايتها والسيطرة على خط الوسط وبالتالي امتلاك مفاتيح اللعب، ومن أجل هذه الغاية اعتمد المدرب توشاك على تشكيلته المثالية التي توفقت في تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية مؤخرا و ظل كذلك وفيا لأسلوب (4ـ4ـ2) الذي أصبح سلاح الفريق الأحمر داخل قلاعه، وهو نفس الأسلوب الذي اعتمده مدرب الزوار طارق مصطفى.وبالنظر لقيمة الفريقين وأيضا للمستوى الفني المتميز للعناصر التي يحتكمان إليها فإنهما لم يكونا بحاجة لفترة لجس النبض، بل دخلا مباشرة في أجواء المباراة  في قلب التنافس والبحث عن هدف السبق.وكما كان منتظرا فإن الأفضلية عادت للفريق الأحمر وكانت العناصر الودادية الأكثر تحركا وأكثر جدية في البحث عن هدف السبق من خلال محاولات منسقة كانت تنطلق في الغالب من الخلف في اتجاه الثنائي هجهوج وماليك. وبالمقابل كان الزوار يناورون عبر هجومات مضادة سريعة كان يقودها حدراف في اتجاه الهداف نناح صاحب أول تهديد من تسديدة مرت فوق إطار المرمى.
وكان الرد سريعا من رأسية ماليك تصدى لها الحارس لعروبي كما أتيحت للمهاجم الغابوني فرصة سانحة في الدقيقة 15 لم يحسن التعامل معها لتضيع على الوداد فرصة افتتاح حصة التسجيل. وتابع الفريق الأحمر بحثه عن هدف السبق وناور عبر الثنائيات والثلاثيات والتمريرات الجانبية من انسلالات نوصير والكردي، لكن دفاع الفريق الدكالي ظل يقظا  تعامل مع هذه المحاولات بالجدية اللازمة. وشهدت الدقيقة 35 طرد اللاعب كادوم إثر تدخله بقوة في حق الكردي ليكمل الزوار المباراة بنقص عددي وهو ما استغله المحليون لتكثيف ضغطهم على مرمى الحارس لعروبي وكانت تدخلات هذا الأخير حاسمة. وقبل إعلان الحكم جيد على نهاية الجولة الأولى استغل حدراف فراغا في التغطية الدفاعية للوداد لينفرد بالحارس عقيد، لكن تسديدته لم تكن مركزة وأضاع على فريقه أفضل فرصة في هذه الجولة التي تميزت أطوارها بالندية والحماس وبحملات متبادلة بين الفريقين مع ضياع العديد من الفرص خاصة من الجانب الودادي.
مع بداية الجولة الثانية بادر المدرب توشاك لتعزيز خط الهجوم بإقحام ديلاني فال مكان برابح كما عزز طارق مصطفى خط الوسط باللاعب دياكتي، وتوقفت المباراة لحوالي عشر دقائق بسبب انقطاع في التيار الكهربائي وتم استئناف اللعب تحت تساقطات مطرية غزيرة، لكن الجماهير الودادية الغفيرة ظلت تدفع فريقها وتسانده إلى أن تمكن البديل ديلاني فال من افتتاح حصة التسجيل بضربة رأسية مستغلا تمريرة على المقاس من نوصير المتألق في هذه المباراة. هذا الهدف أثار حفيظة الفريق الدكالي ما دفعه للخروج من مناطقه للبحث عن هدف التعادل وأيحت له بعض الفرص ومن إحداها تعرض الحارس عقيد للإصابة بعد اصطدام بعمود المرمى ليعوضه البديل أوزال وينقل مباشرة للمستشفى بسيارة الإسعاف.
وبالرغم من النقص العددي فقد عادت الأفضلية للزوار حيث ضغطوا بكل قوة على مرمى الحارس الواعد أوزال وخلقوا العديد من الفرص الواضحة مستغلين تراجع العناصر الودادية للوراء من أجل الدفاع عن هدف السبق، وشكلت أرضية الملعب عائقا كبيرا أمام اللاعبين، إذ لم تساعد على تقديم ذلك المستوى الذي يليق بالفريقين.
واستمرت المباراة بمحاولات متبادلة بين الفريقين مع كثرة الأخطاء من الطرفين ومن إحداها توفق الفريق الدكالي من تعديل الكفة من رأسية أكردوم خدع بها الحارس أوزال في الدقيقة 88 وسط احتجاجات قوية للاعبي الوداد على الحكم رضوان جيد.
وبنتيجة التعادل انتهى هذا اللقاء القوي والمثير بين فريقين أكدا توفرهما على مؤهلات محترمة خاصة الفريق الدكالي الذي واجه المتزعم بنقص عددي وبدون مركب نقص.

إبراهيم بولفضايل