سيعود نسور الرجاء لغمار المنافسات القارية من بوابة كأس الكاف بعد خروجهم من عصبة الأبطال الإفريقية أمام وفاق سطيف، هذه المرة سيكون الموعد مع خصم تونسي من العيار الثقيل إنه فريق النجم الرياضي الساحلي بمدربه فوزي البنزرتي الذي سبق له أن أشرف على تدريب الفريق الأخضر، حيث قاده لنهائي كأس العالم للأندية، اللقاء لن يكون سهلا أمام أصدقاء العميد أولحاج بالنظر لإمكانيات الخصم و السمعة التي يحظى بها في القارة السمراء، النسور إستفادوا من دون شك من درس وفاق سطيف، وبالتالي فلا خيار لهم إن أرادوا التأهل وإنقاذ الموسم سوى الفوز بحصة مهمة داخل القواعد لضمان إجراء الإياب في ظروف أفضل.. فريق الرجاء طوى مؤخرا صفحة المدرب البرتغالي روماو، ويراهن على تجربة إبن الدار فتحي جمال لقيادته نحو العودة للتألق القاري، فهل ينجح جمال فيما فشل فيه الخواجة البرتغالي؟
الرجاء يفتح صفحة جديدة
بعد الإقصاء من عصبة الأبطال الإفريقية، والخروج المبكر من دائرة الصراع حول لقب البطولة قررت إدارة الرجاء الإنفصال عن الربان البرتغالي جوزي روماو والإستعانة بالخبرة المغربية، حيث ثم الإرتباط بالإطار الرجاوي جمال فتحي، والهدف إعداد الفريق للمباراة الهامة التي ستجمع النسور بالنجم الرياضي الساحلي، وبعد اختباره لقدرات أغلب عناصره الأساسية أمام الفتح الرباطي في مباراة شكلت بروفة إعدادية مهمة بحكم إمكانيات الفريق الرباطي الخارج بدوره من مباراة قوية أمام الزمالك، إختار الربان الجديد للنسور إراحة أغلب ثوابت الفريق أمام شباب الحسيمة ومنحهم قسطا من الراحة ليكونوا في تمام الجاهزية يوم السبت المقبل أمام الفريق التونسي.
الرجاء طوى صفحة المدرب البرتغالي روماو، ويراهن على هذه المرحلة الجديدة لتعويض الإخفاقات السابقة على المستويين المحلي والقاري.
الخصم من عيار ثقيل
النجم الرياضي الساحلي ليس غريبا عن الجمهور المغربي الذي يعرفه بشكل جيد كما يعرف أيضا قيمة الكرة التونسية والسمعة التي تحظى بها أنديتها على المستوى القاري، فالنجم من بين أقوى وأعتد الأندية محليا وقاريا، فالفريق التونسي متعود على المشاركة في هذه المنافسات ويعرف تفاصيلها بشكل جيد، وانتماؤه للمدرسة المغاربية يجعله قريبا جدا من أسلوب لعب الرجاء باعتبار تشابه الكرتين المغربية والتونسية من حيث طريقة اللعب التي تعتمد على الفنيات أكثر من الجانب البدني.. المباراة السابقة أمام سطيف كانت مليئة بالدروس والعبر التي يجب على العناصر الرجاوية الإستفادة منها، فمثل هذه المباريات يجب أن تستغل داخل القواعد، فالفوز بالدارالبيضاء يرفع من حظوظ التأهل، وضياع الفرص والأهداف لا يخدم المصالح لأن مثل هذه المباريات تحسمها جزئيات بسيطة، وبالتالي فإن المنافسة على اللقب تفرض التعامل مع المباراة بذكاء وتركيز واستغلال الفرص التي يمكن أن تتاح للاعبين سواء في الذهاب أو كذلك في رحلة الإياب.

الدعم الجماهيري
الجماهير الرجاوية أكدت بأنها غير مرتبطة بالنتائج، فرغم الفشل الذي ميز مسيرة الفريق الأخضر طيلة هذا الموسم على كل الواجهات إلا أن الجماهير الرجاوية لم تتخل في أية لحظة عن فريقها، فقد ظلت تسانده في كل المحطات والإستحقاقات، والهدف هو العودة للمنافسة على الألقاب وللتألق سواء على المستوى المحلي أو القاري، لقد خيب النسور ظن هذه الجماهير هذا الموسم، لكن الأكيد أن هناك أمل متبقي من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي هذه المرحلة الصعبة التي يجتازها الفريق وأيضا في ظل التغيير الذي عرفته إدارته التقنية فإن حاجة الفريق الأخضر أكبر لجماهيره لكي تمنحه دفعة قوية وتساعده على تجاوز هذه المرحلة، والمباراة القادمة أمام النجم الرياضي الساحلي تشكل فرصة مواتية للمصالحة مع هذه الجماهير العاشقة والتي ستحضر من دون أدنى شك بشكل مكثف لهذه القمة المغاربية كما كان الحال في كل المواعيد والمباريات الكبيرة، وآخرها الحضور القوي والمكثف أمام وفاق سطيف.
وعليه فإن الجمهور الرجاوي سيشكل القوة التي ستدفع النسور للخروج بنتيجة إيجابية من هذه القمة الإفريقية ذات النكهة المغاربية.
التركيز واستغلال الفرص
هي بالفعل مباراة صعبة وقوية بالنسبة للفريقين، وكما يقال فإن مثل هذه المباريات تربح ولا تلعب وبالتالي فإن الأداء لا يهم بقدر ما تهم النتيجة، وقد سبق لفريق الرجاء أن اختبر قدراته في مباراة إعدادية أمام الصفاقسي التونسي وخلالها تم الوقوف على تجربة الأندية التونسية التي تعرف كيف تحقق النتائج سواء داخل القواعد أو خارجها، والمباراة السابقة أمام وفاق سطيف شكلت بدورها محكا مهما واختبارا حقيقيا، بل إنها مثلت للنسور درسا يجب الإستفادة منه وأخذه بعين الإعتبار في هذه القمة أمام النجم الساحلي، فالتركيز مهم جدا بالنسبة للاعبين سواء المهاجمين الذين يتعين عليهم استغلال أنصاف الفرص وعدم تضييعها أو كذلك بالنسبة للمدافعين المطالبين بتوخي الحيطة والحذر وعدم ارتكاب الأخطاء التي قد تمنح أهداف سهلة للمنافس، فالمباراة هي من جولتين، هناك جولة أولى بالدارالبيضاء وأخرى بتونس، والأهم هو عدم قبول شباك الرجاء لأي هدف في الذهاب حتى تكون المهمة أسهل نوعا ما في الإياب.
مواجهة مفتوحة بين مدربين
اللقاء سيشكل مواجهة مفتوحة بين المدرب فوزي البنزرتي العارف بخبايا الرجاء البيضاوي بحكم إشرافه على أغلب العناصر التي تشكل التركيبة البشرية الحالية للفريق.
وبين المدرب جمال فتحي الذي تحمل مسؤولية قيادة الفريق الأخضر في مرحلة مهمة وحساسة، وليست هذه المرة الأولى التي تناط بهذا الإطار مثل هذه المهمة، إذ سبق له أن قاد الفريق الأخضر في مونديال البرازيل، المهمة لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة، والأكيد أن تكتل كل مكونات الفريق الأخضر وراء فريقها هو الكفيل بتغيير شكل الفريق وظهوره بشكل أفضل أمام فريق تونسي متمرس وكما أكد جمال فتحي فإنه سيركز على الخصوص على الجانب الذهني والنفسي لإعادة الثقة للعناصر الرجاوية.

إبراهيم بولفضايل