(أ ف ب) - صحيح ان المسافة بين تورينو مقر نادي يوفنتوس وفلورنسا مقر فيورنتينا تبلغ 416 كيلومترا, الا ان العداء بين الطرفين اصبح اعنف من الدربيات التقليدية في التاريخ الحديث, ابتداء من موقعة ماي 1982 وتجذره لدى انتقال الاسطورة روبرتو باجيو من "فيولا" الى "السيدة العجوز".

دخل فيورنتينا في صراع مرير مع يوفنتوس على لقب الدوري الايطالي ,1982 وبعد اصابة نجم وسطه جانكارلو انطونيوني, رسمت المرحلة الاخيرة صورة الحسم, فحرم الحكم ماوريتسيو ماتي فيورنتينا من هدف لفرانتشيسكو غراتسياني امام كالياري بذريعة خطأ من الارجنتيني دانيال برتوني على الحارس فخرج بتعادل مر, ويحرز يوفنتوس لقبه العشرين بضربة جزاء مشبوهة سجلها امام كاتانسارو عندما اوقف كوستانتسو سيليستيني بيده تسديدة بييترو فانا قبل ربع ساعة على النهاية فسجلها الايرلندي ليام برايدي في مباراته الاخيرة قبل وصول الفرنسي ميشال بلاتيني, بالاضافة الى حرمان خصمه من ضربة جزاء, فكانت شرارة اندلاع الحرب بينهما وذكرى مرة لا تزال عالقة في حلق مشجعي فيورنتينا.

لم يتقبل ابناء المدينة الجميلة خسارة اللقب, فبرز شعار "نفضل ان نكون في المركز الثاني من ان نكون سارقين", فيما رأى انطونيوني الذي امضى الشهرين التاليين في حملة احراز لقب كأس العالم 1982 مع ستة لاعبين من يوفنتوس: "لقد سرقوا منا البطولة".

في ,1990 حارب فيورنتنيا للهروب من الهبوط الى الدرجة الثانية حتى المرحلة الاخيرة, لكنه بلغ نهائي كأس الاتحاد الاوروبي حيث واجه ايضا يوفنتوس الذي توج باللقب 3-1 بمجموع المباراتين, حيث اندلعت في الذهاب اعمال عنف على مدرجات ملعب كومونالي في تورينو اثر هدف التقدم ليوفنتوس حمل امضاء بيار لويجي كازيراغي نتيجة دفعه المدافع سيليستي بين.

وبسبب ايقاف ملعب فيورنتينا نتيجة اعمال شغب جماهيره في نصف النهائي امام فيردر بريمن الالماني, اقيمت مباراة الاياب (صفر-صفر) في افيلينو, حيث امتلك لاعبو الحارس السابق دينو زوف قاعدة جماهيرية كبرى, وما زاد الطين بلة بيع باجيو الى الفريق الاسود والابيض يوم النهائي بصفقة قياسية. عانى رئيس النادي فلافيو بونتيلو من ضائقة مادية دفعته الى بيع افضل لاعبيه ليترك الفريق البنفسجي على وقع مظاهرات حادة في شوارع فلورنسا, فانتقلت دفة القيادة الى صانع الافلام ماريو تشيتكي غوري.

كفر باجيو عن ذنوبه الموسم التالي لدى عودته الى ملعب ارتيميو فرانكي, فرفض تنفيذ ضربة جزاء اهدرها لويجي دي اغوستيني مبررا فعلته بان الحارس جيانماتيو ماريجيني تدرب على ضرباته لسنوات, ليستبدله مدربه ويلتقط وشاحا لفريقه السابق القي من المدرجات, قبل ان يسير خلف المرمى امام "كورفا فييزولي" وينال تصفيقا من مشجعين تظاهروا قبل فترة قصيرة احتجاجا على رحيله الى "بيانكونيري", وهي خطوة لم يتقبلها بعض جماهير الاخير المتعصبين. تبادل الفريقان عدة لاعبين بعدها, لكن صفقة 1990 تصدرت مرارة العلاقة بينهما.

تاريخ مواجهات الفريقين عرف محطات اخرى حامية, ففي نهائي كأس ايطاليا ,1960 تبخرت امال يوفنتوس باحراز اول ثنائية له, بعدما كان متأخرا 2-1 على ملعب "سان سيرو" في ميلان اثر طرد نجمه عمر سيفوري. الويلزي جون تشارلز افتتح التسجيل بتسديدة صاروخية رائعة من خارج المنطقة, رد عليها الارجنتيني ميغل انخل مونتووري ودينو دا كوستا, قبل ان يفرض "العملاق اللطيف" تشارلز برأسه وقتا اضافيا حسمه جامبييرو بونيبرتي بتسديدة مرتدة من الدفاع منحت اللقب ليوفنتوس.

وفي موسم 1994-,1995 سجل اليساندرو دل بييرو هدفا اعتبره الاجمل في مسيرته الرائعة في مرمى فيورنتنيا من كرة اكروباتية رائعة قبل دقيقتين على نهاية الوقت, في طريقه للفوز بلقب الدوري بعد انتظار تسع سنوات.

لا يزال فيورنتنيا متعطشا للقبه الثالث في الدوري وفوزه الاول على يوفنتوس منذ 2008 في ذهاب الدوري الحالي (4-2 بعد تأخره صفر-2 بثلاثية جوزيبي روسي) كان الوحيد الذي يتجرعه ابناء انطونيو كونتي حتى الان في "سيري أ", لذا ستكون مواجهته في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الدوري الاوروبي في ذهابها غدا الاربعاء, وذلك بعد ايام على خسارته امام حامل لقب الدوري 1-صفر في مباراة تلطخت بموشحات جماهير يوفنتوس, مناسبة جديدة للاعبي المدرب فينتشنزو مونتيلا لتجديد صراع تاريخي مع ابناء الاسود والابيض.