في الوقت الذي تنكب فيه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على قدم وساق لتهييء ظروف عقد جمعها العام العادي السنوي، تفعيلا لوعد سبق للقجع وإن التزم به مباشرة بعد تعيينه بمنصبه منتصف أبريل من السنة المنصرمة، وذلك من خلال بلوغ صيغة اتفاق مع كثير من الهيآت التي ستستكمل بها هياكل وأركان المكتب المديري للجامعة، تم تسريب معطيات من قلب الدار والمقصود من داخل الجامعة توصلت به «المنتخب» عن حجم إنفاق الجهاز في ظرف 17 شهرا بالتمام والكمال.
وبلغت مصاريف الجامعة الحالية مبلغا غير مسبوق ناهز 66 مليار سنتيم وبعض الملايين الأخرى، وهو رقم مهول ساهم في نفخه وارتفاعه، مضاعفة منح ومكافآت الأندية بمختلف الأقسام فيما يخص عائدات النقل التلفزيوني لمبارياتها بالبطولة، إذ استهلكت واستنزف هذا الورش ثلثي مصاريف الجامعة (حوالي 21 مليار سنتيم)، بعدما توصلت فرق البطولة الإحترافية بـ 600 مليون للفريق الواحد بدل 300 مليون التي كانت مقررة في السابق.
ونالت أندية الصفوة تعويضات نظير نقل مبارياتها بلغت 10 مليار سنتيم، في حين توصل كل فريق من القسم الثاني بـ 300 مليون سنتيم و90 مليون سنتيم لكل فريق بالهواة ألف و50 مليون سنتيم بالهواة باء.
وتطلبت منح فرق مختلف الأقسام (الدرع والمردودية بالترتيب العام صرف حوالي مليارين من السنتيمات) كإجمالي لم يتأثر عن التجربة السابقة.
كما كان لدخول الجامعة شريكا فاعلا مع وزارة الشباب والرياضة والداخلية على مستوى تمويل تكسية 55 ملعبا بالعشب الإصطناعي بالغ الأثر فيما يخص رفع مصاريفها، إذ خصصت الجامعة 25 مليار سنتم موازنة قارة لهذا المشروع.
وبجانب هذه المصاريف الكبيرة والمكلفة كان للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها حضور بمصاريف الجامعة (أكثر من 3 ملايير سنتيم مستحقات ورواتب) الأطقم التقنية الساهرة على الأسود و المحليين و الأولمبي و الشبان، بجانب كلفة باهظة ذهبت للإدارة التقنية الوطنية وناهزت مليارين من السنتيمات دونما استفادة تذكر لغاية اللحظة الحالية من ورش هذه الإدارة، بما فيها ضم وإقالة حسن حرمة الله بطريقة سيئة ومقاربة طبعها الإرتجال والتسرع.
وكان لمعسكرات المنتخبات الوطنية خاصة الأسود حضور قوي على مستوى أرقام الإستهلاك، بدءا من معسكر البرتغال الأول ولغاية التجمعات التالية التي سبقت المباريات الودية والرسمية.
وأكد مصدرنا أن لقجع استفاد من فائض مالي فاق 45 مليون سنتيم تركه علي الفاسي بحساب الجامعة وهو ما أكدته تقارير تبادل السلط بين الرئيسين، ولم يأت لقجع بتمويلات جديدة، إذ اكتفى بصرف الرصيد السابق و21 مليار المخصصة سنويا لدعم المنتخبات الوطنية من المؤسسات الوطنية المعروفة (بنك المغرب وصندوق الإيداع والتدبير والمكتب الشريف للفوسفاط).
كما عاب ملاحظون على لقجع صرفه لهذه المبالغ الطائلة في أول سنة له رئيسا للجامعة، لأن الأمر يفترض الإستمرار على نفس النهج في السنوات القادمة وأي تراجع عن هذا النسق سيجلب له متاعب بالجملة.
وسيكون رئيس الجامعة الذي نال ضمانات من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون للتوصل بـ 10 مليار سنتيم متأخرة بذمتها، وأكثر من 15 مليار سنتيم تعهد أكبر محتضني الكرة المغربية (اتصالات المغرب) بأدائها.
وليبقى الأمر المثير على مستوى حجم الإنفاق الهائل للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو غياب نتائج بارزة للأندية المغربية قاريا وعربيا، وحتى المنتخبات الوطنية لم تشارك في استحقاقات رسمية كبيرة، لترتفع المخاوف من إمكانية ارتفاع المصاريف السنة القادمة بسبب التنقلات المرتقبة للمنتخب الأول واحتمال حضور المحليين بالشان، وما يتطلبه مسار ومشوار التصفيات من منح ومكافآت للاعبين في حال تحققت الأهداف المتفق عليها.
كما ضمت الوثيقة المسربة مصاريف جانبية همت مساعدات توصلت بها فرق الفتح والنهضة البركانية والمغرب التطواني والرجاء والفريقين الأخيرين توصلا بأكثر من 100 مليون سنتيم من الجامعة كمساعدة بسبب مشاركتهما قاريا.
كما شملت المصاريف مختلفات كثيرة منها 300 مليون سنتيم توصلت بها محطة إذاعية لتنظيم دوري كروي بالأقاليم الصحراوية.
وكان لقجع وهو خارج الجامعة وفي مسار حملته الدعائية للوصول لكرسي الرئاسة، سواء في ندواته الصحفية وخرجاته الإعلامية ينتقد تجربة الفهري بسبب التعاقد مع غيرتس وراتبه الشهير، وتوعد بترشيد نفقات الجامعة والعمل على فتح صنبور الدعم والشراكات القوية التي ستساهم في مضاعفة مواردها، وتوعد الفرق غير المستجيبة لشروط دفتر التحملات بإنزالها لأقسام موالية، وهو ما مر عليه وقفز عليه في أول سنة، بالشكل الذي كشفته أرقام المصاريف وحجم الإنفاق العالي ليخلص رئيس الجامعة أن هناك فرقا بين التنظير من الخارج  بالشفوي والتطبيق الفعلي.
                                                                                                                    منعم بلمقدم