المنتخب: بدرالدين الادريسي
نفهم ما مدى الإكراهات التي تواجهها لجنة المسابقات والبرمجة داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لوضع جدولة متناغمة ومنسابة وعادلة أيضا لمنافسات الموسم الكروي، فمن يتحدث عن مصالح الأندية التي لا يجب أن تمس والتي يجب أن تعامل بكامل العدالة دون تفضيل ناد على أخر، يتحدث أيضا عن حقوق الجامعة التي تحصل على الجانب الكبير من الإيرادات المالية من تسويق المباريات بالإذعان لإرادة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المالكة الوحيدة لحقوق البث، ومن يتحدث عن بطولة ناجحة ومسوقة التسويق الحديث، لا بد وأن يتحدث عن بطولة منتظمة في الزمان والمكان ولا تشوبها أية شائبة.
نفهم هذا كله ونفهم أكثر منه أن القيمين على البرمجة كلما دعوا لوضع برمجة منافسات الموسم الكروي بمختلف أجناسه، إلا وصادفوا معاناة لا حدود لها، فهم كمن يمشي على خيط من نار، إلا أننا مع هذا التفهم الكبير للإكراهات لا نستطيع أن نتفق على حالة الإرتباك الكبير التي تسببت فيها لجنة البرمجة والمسابقات وهي تحشر حشرا منافسات ذهاب الدور ثمن النهائي لكأس العرش ومنافسات الدورة الأولى للبطولة الإحترافية في أسبوع دولي سيكون فيه الفريق الوطني المغربي في مواجهة نظيره من ساوطومي عن إقصائيات كأس إفريقيا للأمم، والمفروض أن نبدي كما هو حال كثير من دوريات العالم التي تحترم نفسها، الإحترام الكامل لرمز الوطن وهو يدخل إستحقاقا قاريا يستأثر باهتمام كل المغاربة أينما وجدوا، بأن نخلي هذا الأسبوع من كل المنافسات المحلية ليظل التركيز كاملا على أسود الأطلس بكل الرمزية التي يحملونها.
محزن فعلا أن يكون هذا الإصرار الغريب على إطلاق البطولة الإحترافية في قسمها الأول نهاية هذا الأسبوع، قد فرض على الأندية أن تتعبأ على نحو كبير للجمع بين منافستي الكأس والبطولة في ظرفية دقيقة لا تقبل أبدا بحشد اللقاءات بلا وجه حق، كما سيفرض على جماهير الكلاسيكو بين الفتح الرباطي والرجاء البيضاوي وجماهير مباراة إتحاد طنجة والمغرب الفاسي بأن تخير بين نداء الوطن ومشاهدة مباراة الفريق الوطني وساوطومي منقولة على شاشة التلفزة إن أمكن ذلك ونداء القلب الذي يجر لمشاهدة ومناصرة الفريق المحبب.
غير القلق الكبير الذي يستبد بالمدربين والدخول الكروي يشهد هذا الضغط الكبير للمباريات، وما لذلك من تداعيات سلبية على الجانب البدني والنفسي قد تصل حد تقرير مصير مدربين، بحكم البيئة الهاوية التي تعيش فيها كرة قدم وطنية أريد لبطولتها الأولى أن تكون إحترافية، والتي لا تتواني في قطف رؤوس مدربين بعد هزيمتين متتاليتين، فإن إطلاق موسم كروي بهذا الشكل المرتبك سيلزم كل المتدخلين وفي طليعتهم العصبة الإحترافية بإيجاد نظام جديد يهيكل المسابقات ويقننها أخذا بالإعتبار مصالح الأندية ومصالح الشركاء ومصالح المسوقين والمستشهرين ولا يسمح باجترار مثل هذه المواقف المسيئة للمشهد الكروي وللفكر الإحترافي.