ــ المنتخب: حاوره: منعم بلمقدم

تجربة ليفان أفادتني تنافسيا وطموحي أكبر من البقاء بالصين

كشف عميد المنتخب الوطني بالنيابة عصام العدوة حصريا لـ «للمنتخب» عن يقينه التام بقدرة الأسود على تخطي حاجز منتخب غينيا الإستوائية شهر نونبر القادم وبلوغ دور المجموعات لتصفيات كأس العالم.
العدوة قال لـ «المنتخب» أن النزال سيكون مختلفا في الشكل والمضمون عن مباراة ساوطومي لأسباب استعرضها في الحوار التالي نافيا أن يكون طموحه كما تم الترويج له مقتصرا على البقاء بالصين الموسم القادم.
- المنتخب: تشغل حاليا دورا مؤثرا داخل المنتخب الوطني بغياب بنعطية، إن على مستوى تحمل ثقل المسؤولية أو تولي شارة العميد بكل الزخم الذي تتطلبه، كيف تفاعلت مع هذه الأدوار؟
عصام العدوة: صرحت مرارا عبر منبركم أنه كلما سنحت أمامي الفرصة لتمثيل المنتخب الوطني إلا و يتجدد شعوري بالفخر والإعتزاز وأحس بدفء وحرارة أفتقدها بالفرق التي مارست وما زلت أمارس بصفوفها.
مجرد الحضور والتواجد ضمن المجموعة والتفاعل مع الإعلام والجمهور المغربي يغذي عندي هذا الشعور ويرفع من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي.
الحمد لله أشعر بعد كل هذه السنوات أنني بلغت ما يكفي من نضج للتفاعل مع أي دور و والإنصهار داخل الفريق الوطني بالكل الذي يخدم المجموعة ويلبي حاجيات الناخب الوطني دون أن أضع الأدوار الشخصية محل تقييم لأن ما يهمني هو أن أكون عند حسن الظن ومستوى التطلعات.
- المنتخب: ما قصدته هو تفاعلك مع دور القائد وشغل دور حساس في غياب بنعطية؟
عصام العدوة: لا أحد ينكر القيمة التقنية الكبيرة للعميد بن عطية والدور الكبير الذي يقوم به داخل المجموعة، وبالفعل تأسفت كما تأسف الجميع لغيابه مؤخرا سواء داخل الفريق الوطني أو على مستوى حضوره رفقة فريقه، لأننا بحاجة ماسة لتواجده معنا وهذا لا شك فيه.
الإصابة وأمور من هذا النوع تحضر كثيرا وعلينا التعامل مع كل المستجدات بالحذر واليقظة اللازمتين كي تمر الأمور على أحسن ما يرام، والحمد لله أن السير العام لمباراة ساوطومي أفرز في نهاية المطاف انتصارا هاما دون أن تتلقى شباكنا أي هدف.
- المنتخب: لكن البعض لم يطمئن للمردود وما زال يشك في قدرة هذه المجموعة على بلوغ الأهداف المسطرة؟
عصام العدوة: لا أشاطر إطلاق هذا الرأي، ولو أني أقدر حجم التخوف النابع من الشعور بالغيرة على الفريق الوطني ومستقبله بالقارة الإفريقية والسعي لاستعادة حضوره في الريادة.
مباراة ساوطومي لم تمثل بالنسبة لي بحكم تجربتي المتواضعة مباراة مرجعية تصلح للقياس عليها، كانت مباراة مطلوب فيها العودة بـ 3 نقاط وتسجيل نسبة أهداف مهمة وهو ما تم ولله الحمد ولو أن فرصا أخرى ضاعت وكان بالإمكان العودة بضعف الحصة المسجلة.
لذلك لست متفقا مع هذا الطرح وبإعادة قراءة شريك المباراة يمكن التوصل لحقيقة أن المردود الذي قدمه اللاعبون كان موفقا وبأقل مجهود.
- المنتخب: بالعودة لسؤالي السابق لمسنا أن ساوطومي تجرأ في فترات على دفاع المنتخب الوطني وظهرت بعض الثغرات المقلقة؟
عصام العدوة: يجب أن يعلم الجميع أن الكرة على مستوى العالم تغيرت ولم يعد ممكنا العيش على الماضي، بحكم تطور منتخبات إفريقية وتحسن أدائها، لذلك لم نكن وحدنا بالملعب وكان هناك منافس يلعب أمام جمهوره ويلعب لشرف القميص وسمعة البلد.
لقد تعاملنا مع هجمات منتخب ساوطومي بما تطلبه الأمر من حذر وتركيز ومثل هذه المباريات كما قلت في الظروف التي جرت فيها وخاصة على مستوى أرضية الملعب ليست مقياسا ولست قلقا من خلاصاتها، والناخب الوطني تعامل معها بما يقتضيه ويفرضه الأمر من جدية.
- المنتخب: هل أنت متفائل بما سيكون عليه الوضع أمام غينيا الإستوائية الموعد الأهم بالفترة القادمة؟
عصام العدوة: بكل تأكيد وعندي قناعات لا تتغير بكون هذه المباراة تحديدا وخاصة تلك التي ستلعب بالمغرب ستشكل محطة حاسمة في تاريخ المنتخب المغربي والتعريف به وبقدراته بشكل جيد.
هي مباراة تختلف كليا عن نزال ساوطومي لأنها مباراة حسم سيتقرر فيها مصير المنتخب الوطني في التصفيات الأهم وهي تصفيات المونديال، وبالتالي الحكم بعد هذا النزال سيكون عادلا لأنها المباراة التي سنقدم فيها عصارة المعسكرات والتجمعات وبالتالي الصورة الحقيقية للمنتخب المغربي ستترجم في هذه المباراة دون أن يكون هذا سببا لرفع الضغط على أعلى درجاته على  أكتاف اللاعبين الذين أثق في قدراته كما أثق في وصفة الناخب الوطني وعلى أنهم سيكونون بالموعد إن شاء الله.
- المنتخب: وكيف تنظر لبروفة كوت ديفوار الودية؟
عصام العدوة: أعتقد أن مواجهة بطل إفريقيا وديا فرصة لا تتكرر كل مرة، المنتخب المغربي واجه الأوروغواي التي احتلت الرتبة الثالثة بمونديال 2010 وقدم مباراة كبيرة بكل المقاييس.
بكل تأكيد الموعدان الوديان أمام كوت ديفوار وغينيا على قدر كبير من الأهمية، والتواصل كل مرة مع الجمهور المغربي يرفع معنويات اللاعبين ويعزز ثقتهم بالنفس وكونهم مدعومون على أعلى مستوى.
- المنتخب: نختم معك بشأن ما راج من أخبار عن إمكانية تجديدك عقد البقاء بالصين رفقة نادي لفان؟
عصام العدوة: صحيح أني مسرور جدا بخوض هذه التجربة التي صنفتها سابقا ضمن خانة التحديات والرهانات الصعبة والحمد لله كسبتها، لأنها تجربة مكنتني من ربح الرسمية والتنافسية التي طالما وضعتها نصب عيني كأساس للتواجد رفقة الممتخب المغربي.
عبرت من تجارب احترافية أفتخر بها بفرنسا والبرتغال وإسبانييا وليس سهلا على الإطلاق على لاعب انطلق من البطولة ليستمر لـ 8 مواسم متتالية بعالم الإحتراف ما لم يكن الجد والإنضباط وحتى التضحية حاضرة ضمن معيشه اليومي.
لقد تركت باقي الأسرة بإسبانيا ورحلت للصين وتقييمي للتجربة لغاية اللحظة جيد للغاية ومرتاح لما تحقق.
البقاء بالبطولة الصينية ليس منتهى طموحي، أبلغ 28 سنة وهو سن نضج للاعب مكافح ويشغل مركز الدفاع، تلقيت عروضا كثيرة للعودة لأوروبا دون الحديث عن العروض الخليجة، كل شيء مؤجل حتى نهاية الموسم وبعدها لكل حادث حديث.
ورغم كل هذا وجهة واحدة من يمكنني قبولها ودون تفكير ولو لثانية هي البطولة الإنجليزية التي تمثل بالنسبة لي حلما سأقاتل وأبذل المستحيل لبلوغها إن شاء الله، وقبل هذا تفكيري منشغل بمسار المنتخب الوطني.