المنتخب: بدرالدين الإدريسي

مقاطع الفيديو التي جرى تداولها على نطاق واسع وتظهر الدولي المغربي الشاب حكيم زياش نجم نادي توينتي الهولندي، وهو يتحدث لإحدى القنوات التلفزية الهولندية مستجوبا بطريقة إستفزازية من قبل صحفيين هولنديين جرى تسخيرهما لثني المغربي زياش عن تلبية دعوة الفريق الوطني، أظهرت رباطة جأش وحكمة هذا الفتى الذي تفاجأ في الوهلة الأولى من الغارة الإعلامية الممنهجة والتي جرى تصميمها بدقة للضغط عليه بعد أن تناهي لعلم الهولنديين أن الموهبة الجديدة في الكرة الهولندية لم يغره قميص الطواحين، قبل أن يقرر الرد بكل تلقائية للتأكيد على أنه حسم في اختياره وقرر اللعب للمنتخب المغربي وليس للمنتخب الهولندي.
ويمكن لهذا الفيديو/ الوثيقة أن يكشف نوعية الضغوط القوية التي تمارس على كل لاعب من أصول مغربية قرر حمل القميص الوطني بتحريض من عائلته وبنداء قوي من القلب، والتي تذهب في كثير من الأحيان إلى مساومة اللاعب إما من قبل ناديه أو من قبل وكيل أعماله، وهما معا قد يسيران في اتجاه أن قرار اللعب للمنتخب المغربي يمكن أن يحطم المشروع الرياضي للاعب ويحول بينه وبين التوقيع على عقود إحترافية بقيم مالية كبيرة.
ولا بد أن نستحضر درجة المعاناة التي يبلغها لاعبون شباب وفي مقتبل العمر وهم يواجهون الطواحين ولهجات الوعيد الصادرة بالخصوص عن الجامعات والنوادي الأوروبية التي لا يروقها تماما أن يستفيد منتخب وطني من لاعبه لم يكلفه تكوينه وتنشئته ولا درهما واحدا، لنعرف حجم التضحية التي يقدمها اللاعبون ذوو الأصول المغربية من الذين جرى تكوينهم ببلاد المهجر من أجل الإفلات من بطش المسؤولين والسماسرة ووكلاء الأعمال، وبالتالي لنكون لينين في التعامل معهم فلا نشكك في وطنيتهم مهما حدث.
ومع تقديرنا الكامل لهذه التضحية المعبر عنها بطريقة تنم عن روح وطنية عالية والتي يقدمها هؤلاء اليافعون بمعية أسرهم غير آبهين لا بالوعيد ولا بالإغراءات المالية، فإننا نتمنى على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن ترفع هي الأخرى من يقظتها لتحمي كل لاعب مغربي قرر حمل القميص الوطني غير مكثرت ولا آبه بالضغوط والتحرشات، من هذا الذي يحدث لهم والذي شاهدنا عينة منه من الحوار الإستفزازي واللامهن الذي أنجز مع سبق إصرار وخبث، وأن تبادر إلى تشكيل جبهة ضغط على مستوى الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من أجل احترام رغبة اللاعب إما للعب لمنتخب بلد الإقامة أو للعب من منتخب البلد الأصلي من دون مزايدات ومن دون ضغوط.
ونتمنى فوق هذا وذاك أن يحظى حكيم زياش منا كمغاربة بما يكافئه على وطنيته وحبه للمغرب وبما يجعله صامدا في وجه الإغراءات والتحرشات على حد سواء والتي تتعدد فيها الوسائل والأساليب من الخبث إلى المكر والخداع.