المنتخب: بدرالدين الإدريسي
إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي وصفحات الجرائد بقرار المغربي الأصل أنور غازي اللعب للمنتخب الهولندي مفضلا إياه على منتخب البلد الأصلي المغرب، فهناك من قال أن الجامعة أخطأت المقاربة وتركت مجددا موهبة كبيرة تفلت من يدها كما كان الحال في الأمس القريب مع لاعبين من أمثال فلايني وناصر الشاذلي وعادل رامي ومنير الحدادي حتى لا أسرد إلا هؤلاء، ومن رمى بالتهمة في وجه الناخب الوطني الزاكي بادو متهما إياه بالتردد كثيرا في المناداة عليه للفريق الوطني، ومن كان منطقيا وعقلانيا وقال أن أنور غازي إختار النوم على الجنب الذي يريحه والمنتخب المغربي لا يتوقف مصيره على لاعب حتى لو كان إسمه أنور غازي.
الناخب الوطني الزاكي بادو عندما ووجه من «المنتخب» بسؤال:
هل فعلا تتحمل مسؤولية في اختيار أنور غازي اللعب للمنتخب الهولندي وليس لأسود الأطلس كما تردد ذلك لفترة من الزمن؟
أجاب قائلا: «بعيدا عن لعبة المساءلة والتي لا تجدي نفعا لأنني كنت على الدوام واضحا في خطابي مع اللاعبين بخاصة أولئك الذين جرى تكوينهم بنوادي أوروبية، إذ أقول لهم أن الفريق الوطني لا يتوقف مصيره ولا مستقبله على أي منكم، وأن الشرف هو لكم أنتم عندما تختارون لحمل قميصه، فسأروي لأول مرة ما حدث مع أنور غازي.
ونحن نحضر لمباراة الأوروغواي الودية، إتصل بي السيد نورالدين البوشحاتي مدير المنتخبات الوطنية يقول لي بأن أنور غازي الذي بدأ إسمه يبرز مع نادي أجاكس الهولندي وله مؤهلات فنية محترمة يرغب في اللعب للفريق الوطني، وقد يكون مهما أن نسرع بجلبه، وقال لي أن والده هو من أكد له ذلك.
أول شيء قمت به أنني هاتفت والده وقلت له بالحرف «يسعدني أن يكون هذه هو قرار أنور وأنا شاهدته ولا أمانع في منحه فرصة اللعب مع الفريق الوطني، إلا أنني لن أتي إلى هولندا للقائه إلا إذا كان واثقا من قراره». فكان رد والده أن أنور حاسم في اختياره.
وقتها تحركت صوب هولندا ومن الفندق الذي كنت أقيم فيه هاتفت والد أنور غازي ودعوته ليحضر مع إبنه، إلا أنه إنتفض في وجهي وقال: «كيف نأتيك إلى الفندق، أنت هنا ضيف علينا ولا بد أن تأتي لزيارتنا في بيتنا، هذه هي التقاليد المغربية».
قصدت منزل والد أنور غازي وهناك إلتقيته وكان أول ما قلته له:
«أجبني على هذا السؤال، هل أنت جاد في اللعب معنا؟»
تردد أنور للحظات ثم أجاب: «حاليا تفكيري منصب في تثبيت مكانتي مع أجاكس ولا أشغل نفسي سواء باللعب لمنتخب المغرب أو منتخب هولندا، أنا أفضل أن أؤجل لفترة من الزمن طرح هذا السؤال على نفسي إلى حين تثبيت مكانتي مع الأجاكس».
هنا تدخلت لإنهاء الحديث وتوجهت بكلامي لوالد أنور: «ليس هذا ما قلته لي، ولو سمعته منك لما أتيت على الإطلاق، فأنا لا أقبل بأي لاعب له ذرة واحدة من التردد، وهاتفت على الفور السيد البوشحاتي لأخبره بالموضوع، فطلب مني أن يتحدث لوالد غازي الذي كان يجاهر دائما بأن إبنه لن يلعب إلا لمنتخب بلده ألأصلي، وبدا وضحا أن البوشحاتي كان متوثرا وقد إنفجر في وجه والد أنور غازي.
عموما أنا لم أضع في أي من لوائح الفريق الوطني إسم أنور غازي لأنني سمعت الرد بالمباشر منه، وإذا كان قد قرر اللعب لمنتخب هولندا فهذا حقه، ثم إن المنتخب المغربي ليس للمساومة أو للمزايدة من قبل أي كان».