المنتخب: بدرالدين الإدريسي
مع اقتراب المواجهة الحاسمة التي سيخوضها الفريق الوطني أمام نظيره الغيني الإستوائي برسم الدور الإقصائي الأول لكأس العالم روسيا 2018، يبدو الناخب الوطني الزاكي بادو منشغلا أكثر بالجبهة الهجومية التي كشفت عن محدوديتها في الوديتين الأخيرتين، إذ لم يسجل هجوم الفريق الوطني سوى هدفين في 180 دقيقة لعب من كرة ثابتة من نقطة الجزاء بواسطة عمر قادوري.
وبرغم أن الزاكي لا يشك في قيمة مهاجم مثل يوسف العرابي ويعتبره خيارا لا محيد عنه، إلا أنه منشغل بمن يستطيع إلى جانبه رفع النجاعة الهجومية، وفي ذلك هو منقسم على نفسه بالقيمة المضافة التي يمكن أن يأتي بها كل من عبد الرزاق حمد الله الذي سجل هدفه الخامس في دوري نجوم قطر بمعية ناديه الجيش، من دون أن يبرز حضورا مقنعا مع الفريق الوطني بخاصة في مباراة غينيا الودية، ومحسن ياجور الذي وقع الأسبوع الماضي ثاني هدف له في دوري نجوم قطر مع ناديه قطر.
وإذا كان الزاكي بادو يعض الأنامل أسفا على أن مهاجما مثل مروان الشماخ الذي لطالما تفاءل بمردوده الكبير مع الفريق الوطني لم يتخلص كليا من الإصابة التي تبعده منذ أشهر عن فريقه كريستال بالاس، فإن البدائل المطروحة أمامه لرفع النجاعة الهجومية بخاصة في المواجهة الحاسمة أمام منتخب غينيا الإستوائية والتي سيكون للأهداف المسجلة دور كبير فيها لا تبدو كثيرة جدا، برغم أن التفكير يمكن أن يذهب إلى مصطفي الكبير الذي وقع خامس أهدافه في البطولة التركية مع ناديه جينسليربيرليجي وإلى ياسين بامو الذي عاد أساسيا لهجوم نانط وساهم بالهدف الثالث في مباراة الأسبوع الماضي التي فاز فيها نانط بثلاثية نظيفة على نادي تروا ليصل إلى الهدف الثاني في البطولة الفرنسية وحتى إلى أسامة طنان مهاجم وهداف نادي هيراقليس الهولندي في حال ما إذا شفي من إصابته، علما أنه كان من بين خيارات الزاكي في الوديتين الأخيرتين أمام كوت ديفوار وغينيا.
ولا يمكن للنجاعة الهجومية المفتقدة نسبيا داخل الفريق الوطني على اعتبار أننا سجلنا أربعة أهداف في مباراتينا الرسميتين أمام ليبيا وأمام ساوطومي برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم، لا يمكن لهذا الإستعصاء الهجومي النسبي أن يحل فقط بشريا، ففي حال إنتفاء هذا الحل، فإنه يكون لزاما التوجه إلى طريقة اللعب لتنقيحها في محاولة لرفع المردودية الهجومية، إن لم يكن باللعب بمهاجمين صريحين فاللعب بمجموعة متغيرات تكتيكية ترفع الأداء الهجومي إلىالسقف المطلوب وتضفي عليه نسبة كبيرة من الفعالية، وأعتقد أن الزاكي بادو مؤهل للتفكير في كل الخيارات التكتيكية لعبور حاجز غينيا الإستوائية واستشراف الأفق المونديالي القادم بكثير من التفاؤل.