ع.ابجاو

بات نبيل درار المحترف بموناكو الفرنسي واحدا من اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم الزاكي بادو مدرب المنتخب المغربي في المباريات، ولم تأت هذه الثقة من عدم في ظل المستويات التي يقدمها في الدوري الفرنسي، لذلك يعول الجهاز الفني للمنتخب المغربي بقيادة الزاكي بادو كثيرا على هذا اللاعب الذي وصل لقمة نضجه، وقال إنه يطمح لتقديم الإضافة لمنتخب الأسود، على أن حلمه الأكبر هو المشاركة في كأس العالم سنة 2018 الذي سينظم في روسيا.
وأشاد نبيل درار بعطاء المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة رغم أن المستوى لم يصل لما يطمح له الشارع الكروي، وطمأن الجمهور المغربي بأن الأسود قادرون على العودة لتوهجهم السابق.
 
خسر المنتخب المغربي في وديته الأولى أمام الكوت ديفوار، ماذا تعني لكم هذه السقطة قبل مواجهة غينيا الاستوائية في تصفيات مونديال 2018 بروسيا؟
أريد التأكيد أولا أن هذه المباراة كانت محكا حقيقيا لنا واستفدنا كثيرا رغم الخسارة1 / صفر، خاصة أننا واجهنا أبطال إفريقيا بلاعبين لهم خبرات كبيرة ويمارسون بأكبر الأندية الأوروبية، بغض النظر عن هذه الخسارة فإن الأهم كان هو الوقوف على مستوى جاهزيتنا للاستحقاقات القادمة، علما أن منتخبنا لا يستحق هذه الخسارة، لأننا كنا الأفضل لكننا لم نكن محظوظين.
كان المنتخب المغربي قادرا على الفوز بأكثر من ثلاثة أهداف أمام الكوت ديفوار، ألم يقلقكم إهدار الفرص كثيرا أمام مرمى المنافسين؟
هذا صحيح،إنه مشكل عانينا فيه في المباريات الأخيرة حيث نضيع الكثير الفرص، على غرار المباراة الرسمية الأخيرة أمام منتخب ساوتومي الذي فزنا 2 / صفر وكان بالإمكان أن نفوز بنتيجة إيجابية، عانينا أمام الكوت ديفوار أيضا من نفس المشكل، الجهاز الفني بقيادة الزاكي بادو يشتغل على هذا الجانب من أجل استثمار الفرص التي تتاح لنا بشكل جيد، خاصة أننا نتوفر على مهاجمين من الطراز الرفيع، لذلك أؤكد أننا لا نشكو أزمة في الهجوم، كل ما في الأمر أن الحظ لا يعاندنا.
 
لا خوف على الأسود
هل يمكن أن نرتاح بخصوص مستقبل المنتخب المغربي في باقي مباريات إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، خاصة أن الأداء مازال لم يرق للمستوى المطلوب؟
صدقني لن نهتم بالأداء في الفترة المقبلة، بقدر ما نريد أن نجمع أكبر عدد من النقاط، إذ نحتل المركز الأول بست نقاط في تصفيات أمم إفريقيا 2017 في مجموعتنا إلى جانب منتخب الرأس الأخضر أمام ليبيا وساوتومي، لأن المنتخب المغربي مطالب بالتأهل لهذا الموعد الإفريقي.
لا أعتقد أننا سيئون بالطريقة التي قد يتحدث عنها البعض، فنحن نصل مرمى الخصوم ونخلق عدة محاولات للتسجيل، وهذا مؤشر على أننا نسير في الطريق الصحيح، وأؤكد أن منتخب الأسود قادر للتأهل إلى النهائيات الإفريقية.
الفوز الذي حققه منتخب الرأس الأخضر على ليبيا سيجعلكم تحتاطون كثيرا من هذا المنتخب، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال يجب أن نحتاط من كل منتخب سنواجهه سواء في إقصائيات كأس إفريقيا أو حتى إقصائيات كأس العالم ، فوز الرأس الأخضر على منتخب ليبيا لا يجب أن يرهبنا، صحيح أنه يحتل المركز إلى جانبنا لكننا نركز على مستوانا وليس على أداء خصومنا، المهم ألا يجب أن نضيع أي نقطة خلال باقي مشوار التصفيات، ويجب أن نعمل جادين من أجل تجاوز كل الهفوات التي قد تنعكس علينا بالسلب، المرحلة المقبلة ستكون أكثر جدية ونحن اللاعبون سنوضع تحت الاختبار لتحقيق نتائج إيجابية تسعد الجماهير المغربية، المهم بالنسبة لنا أن البداية كانت ناجحة في التصفيات الإفريقية ولن نتساهل مع أي منتخب نواجهه.
 
مستوى غير مقنع 
بحضور الرأس الأخضر وليبيا ثم ساوتومي أكيد أن بطاقة التأهل للنهائيات لن تكون سهلة ؟
لا بد من احترام الخصوم وليس الخوف منهم، يجب التركيز على مستوانا، لا ندخر أي جهد داخل المنتخب المغربي من أجل إسعاد الجمهور المغربي، لأننا نعرف أنه ينتظر منا الشيء الكثير، وطريق التصفيات مازال متواصلا وسنكون مطالبين بأخذ كل الحذر والبحث عن النقاط الثلاث في كل مباراة نخوضها.
لكن الجمهور المغربي في الواقع غير مقتنع بالمستوى الذي تقدمونه في المباريات، رغم الانتصارات المسجلة على غرار مباراتي ليبيا وساوطومي في التصفيات الإفريقية؟
نعرف أننا لم نصل للمستوى الذي يقنع جمهورنا لأن المنتخب المغربي يعرف بعض التغييرات البشرية ويعيش نقلة نوعية في الفترة الأخيرة، فكان من الطبيعي أن نجد بعض الصعوبات، ومع ذلك لا يجب تهويل الأمور لأننا قدمنا مباريات في المستوى ونتائجنا في التصفيات تبقى إيجابية بدليل تصدرنا المجموعة، علينا النظر بمنظار تفاؤلي خاصة أن اللاعبين لهم حماس من أجل استعادة توهج المنتخب المغربي.
لم تشارك لفترة مع المنتخب المغربي، قبل أن تعود مؤخرا، كيف عشت فترة الغياب؟
غيابي لفترة عن المنتخب المغربي كانت بسبب الإصابة البليغة التي تعرضت لها وأبعدتني لأكثر من موسم، فكان من الطبيعي أن أتأثر بهذا الغياب على المستوى الفني وكذا البدني، لذلك كنت بحاجة لبعض الوقت لأستعيد مستواي، ناهيك أني وجدت صعوبة لإيجاد مكان رسمي لي في تشكيل فريقي موناكو الفرنسي، فكان علي أن أنتظر من أجل الوصول للمستوى الذي يخول لي العودة للمنافسة.
 
بلغت سن النضج
لكن الملاحظ أنك عدت للمنتخب المغربي بوجه أكثر تألقا حتى أنك صرت واحدا من اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم المدرب الزاكي بادو؟
لا تنسى أني أبلغ من العمر 29 سنة ما يعني أني بلغت سن النضج بعد أن مررت بالكثير من التجارب، ثم إن مشاركتي كأساسي مع موناكو منذ الموسم الماضي رفعت من أسهم مشاركتي مع المنتخب المغربي، لكن هذه المسؤولية تبقى بالنسبة لي تكليفا وليس تشريفا، لأني مطالب بالاجتهاد أكثر سواء في التدريبات أو المباريات لأكون عند حسن ظن الجهاز الفني.
ماهي الأهداف التي تتوخى تحقيقها مع المنتخب المغربي، خاصة بعد أن أصبحت واحدا من دعائم منتخب الأسود؟
صراحة أحلم بخوض نهائيات كأس إفريقيا للأمم القادمة بالغابون سنة 2017 والتأهل أيضا لنهائيات كأس العالم بروسيا سنة 2018، ذلك ان المشاركة في المونديال تبقى حلم أي لاعب، كما أن منتخبنا لم يشارك في هذا الحدث منذ نسخة 1998 بفرنسا، لذلك سنضع كل أسلحتنا لتحقيق هذا الهدف الذي ينتظره أيضا الجمهور المغربي بشغف كبير، لأن منتخب الأسود مطالب بالعودة للواجهة الدولية بعد غياب طويل. 
 
درار وموناكو
أصبحت الآن أساسيا في موناكو الفرنسي، أكيد أن هذا الهدف لم يكن سهلا أمام النجوم التي يتوفر عليها الفريق؟
فعلا الأمر لم يكن سهلا، فكان علي أن أجتهد كثيرا في الفترة الأخيرة لأنال ثقة الجهاز الفني للفريق، لم يكن الأمر سهلا أمام النجوم التي يتوفر عليها الفريق الفرنسي، الأمور سارت بشكل جيد ونجحت في فرض نفسي، رغم المنافسة الشرسة التي يعرفها الفريق، المطالب مني الآن أن أجتهد خاصة أن الموسم مازال طويلا وشاقا، فبالإضافة إلى استحقاق الدوري الفرنسي فإن منافسة العصبة الأوروبية تبقى أيضا غايتنا هذا الموسم.

استاد الدوحة