فاخر يأمل بالعبور قبل الإصطدام بالنسور
آخر أوراق الثوار والإنتصار هو الخيار

المنتخب: منعم بلمقدم
كان بإمكان المنتخب المحلي المغربي حسم كل أموره هنا بالدار البيضاء خلال شهر رمضان المنصرم لو أنه فاز بالمباراتين معا ولو أنه لم يسقط في الفخ التقليدي والإعتيادي لمنتخب تونس والذي جرنا لتعادل غير مستحق، لكنها نقطة ورطتنا مرة أخرى في معادلة الحسابات التي جربناها وابتلينا بها مرارا.
تعادل المنتخب المغربي أمام نسور تونس بهدف في كل مرمى وعاد ليفوز على المنتخب الليبي منافسنا اليوم بالثلاثة وبأداء أكثر من مقنع، لكن تفوق المنتخب الليبي المفاجئ على تونس جعل حسابات هذه المجموعة معقدة نسبيا.
4 نقاط التي يتوفر عليها المنتخب المحلي المغربي تلزمه الحرص والحذر والتركيز الكامل كي لا يخرج من رحلة تونس خالي الوفاض لكونهه مبدئيا بحاجة لتعادل طالما أن بجيبه 3 أهداف لكن الحسم بالإنتصار وبلوغ النقطة السابعة يعفي من كل الحسابات ويجعلنا نقبل على نزال الثوار بأريحية أكبر.
وسيكون على المنتخب المحلي المغربي وهو ينازل اليوم على ملعب رادس بالعاصمة تونس نظيره الليبي إعمال الكثير من الحذر و الصمود بوجه الطموح الجارف لمنتخب الثوار الذي لم يعد يملك من خيارات غير تحقيق الانتصار للعبور صوب نهائيات الشان.
صحيح أن النقطة الواحدة تضع المنتخب المحلي المغربي بنهائيات رواندا لكن المجازفة بالإعتماد على هذا المعطى قد تحمل في طياتها مفاجأة غير سارة و هو ما انتبه له فاخر بتوجيه لاعبيه للمراهنة على تحقيق الإنتصار كخيار لتأمين التأهل.
عند الإمتحان يعز أو يهان
هو أكبر وأصعب امتحان واختبار للاعبي المنتخب المحلي بعد سلسلة طويلة من المعسكرات والمباريات الودية وحتى الفاصل التصفوي الذي أقيم ذهابا بالدار البيضاء لم يكن اختبارا.
رحلة تونس وتصفيات الإياب بها هي الإختبار لكونها هي أول سفر وتنقل للمنتخب المغربي للمحليين خارج المغرب وخلالها سيوضع اللاعبون في اختبارات مختلفة تماما عن السياقات التي جربوها في السابق.
طالب فاخر بلقاءات ودية خارجية لم يكتب لها النجاح وطالب بمباراة ودية بالمغرب قبل هذا الفاصل لم يكتب لها التوفيق أيضا، وليكون اليوم أمام محك حقيقي واختباري لقدرات لاعبي البطولة الذين طالما طالب البعض بمنحهم فرصة التواجد بالمنتخب الأول واليوم أمام ليبيا عليه النجاح وعبور الإختبار بتوفيق ونجاح تامين.
ضربات متتالية على رأس فاخر
بخروج حدراف الذي يعتبر من القطع الأساسية والمهمة داخل المنتخب المحلي لكونه تجددت إصابته ولم يلحق بالمعسكر التدريبي الأخير للمحليين وبعده قطع الرباط الصليبي للاعب المفضل عند فاخر بالأندية والمنتخبات يوسف قديوي والذي راهن مدرب المحليين على خبرته الكبيرة وكونه واحد من الأوراق الكفيلة بصناعة الحلول في مساحات زمنية صعبة من المباريات والصدمة الثالثة كانت بخروج اللاعب الحافيظي من الحسابات لذات السبب وهو الإصابة؟
هكذا تعرضت صفوف المحليين لإعاقات مزمنة ولضربات متتالية أكيد تسببت في الكثير من الحرج للمدرب محمد فاخر الذي كان بصدد البحث عن حلول بديلة بذات المركز ليلجأ لخياري ناناح الجديدي والكاس البركاني في اللحظات الأخيرة التي سبقت السفر لتونس.
وإذا كان فاخر مطمئنا لحسابات الدفاع وخط الوسط فإن كل المعضلة في الوسط الهجومي بتواجد خضروف واحدا كملهم وصاحب حلول وخاصة محور الهجوم الذي افتقد لبنجلون المصاب وياجور المنتقل لقطر ليحسب على صف المحترفين.
الإنتصار وليس اللعب بالنار
يدخل المنتخب المحلي مزهوا بسبق معنوي على حساب المنتخب الليبي كونه يملك مباراة ناقصة وتنقيطا أفضل وبالتالي بإمكانه مناقشة أموره بارتياح أكبر، لمن ما يعرفه فاخر وسبق له التأكيد عليه هو كون المنتخب أو المدرب الذي يلعب على حلين غالبا ما ينتهي به المصير مقصيا.
لذلك عبأ فاخر لاعبيه للعب على خيار وحيد وهو الإنتصار لضمان التأهل والحسم فيه وكي يتيح للمجموعة الإستعداد والتهييء للمباراة الثانية أمام منتخب تونس بنوع من الإرتياح ومنح فرصة الظهور لأكبر عدد من اللاعبين.
الفوز يمنحنا الصدارة ويمنح المحليين منحة مهمة ويضعنا بالشان والمراهن على التعادل قد تقودنا لخسارة ستتحول معها مباراة لتونس لمحرقة كبيرة ولاصطدام عنيف لا يرغب فيه مدرب المحليين.